بيان لاتحاد كتاب المغرب في شأن محاكمة الروائي المغربي عزيز بنحدوش
اتحاد كتاب المغرب يندد بمحاكمة الروائي المغربي
عزيز بنحدوش، وبكل أشكال
الاعتداء والمضايقة التي يتعرض لها، ويتضامن مع الكاتب، صونا
لحرية الكتابة والتعبير ببلادنا.
يتابع اتحاد كتاب المغرب، باهتمام بالغ، وباستغراب
شديد، قضية الروائي والفاعل الجمعوي المغربي الأستاذ عزيز بنحدوش، إثر صدور حكم قضائي
عليه بالسجن، بشهرين موقوفي التنفيذ، فضلا عما تعرض له كاتبنا من اعتداء جسدي ونفسي،
مع تغريمه لفائدة المشتكين، وذلك بعد دعوى قضائية كان قد رفعها ضده شخصان يدعيان أن
روايته "جزيرة الذكور" تعنيهما بالسب والقذف، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على
حرية الإبداع والتعبير والكتابة ببلادنا؛ الحرية التي يضمنها دستور البلاد، وتكفلها
القوانين والمواثيق الدولية.
إننا في اتحاد كتاب المغرب، إذ نستهجن بشدة كل التحرشات
والاعتداءات الجسدية والنفسية التي تعرض لها الروائي بنحدوش، وندين كل المتابعات القضائية
التي يتعرض لها، نلعن للرأي العام الوطني والعربي والدولي، رفضنا التام واستنكارنا
الشديد لكل تضييق على حرية الإبداع ببلادنا، خاصة وأن رواية الأستاذ بنحدوش، كما هو
شأن الإبداع الأدبي والفني والفكري عموما، هي قدرة تخييلية على تصور وقائع وأحداث ومصائر،
قد تكون بعض أحداثها مشابهة لما هو في المجتمع، وهو ما أشار إليه الروائي نفسه، في
مفتتح روايته، ضمن تقليد متعارف عليه إبداعيا.
وعليه، فإننا في اتحاد كتاب المغرب، ندين الإجهاز
المتعمد على حرية التعبير والإبداع والتخييل، مطالبين بمزيد من استقلالية القضاء، والتمييز،
وإحقاق الحق ورد الاعتبار لهذا المبدع المغربي الموهوب، في المرحلة الاستئنافية المقبلة.
واتحاد كتاب المغرب، وهو يعلن تضامنه المطلق مع
الكاتب بنحدوش، يشدد على ضرورة تآزر وتكافل كافة فعاليات المجتمع المدني، مغربيا وعربيا
ودولياً، من أجل مواصلة نضالاتها، بغاية تكريس حرية التعبير في مجتمعاتنا، وتشجيع الكتابة
كشكل من أشكال مقاومة الابتذال والتخلف الثقافي، الذي نخاف أن نكون قاب قوسين أو أدنى
من ولوج عتباته المظلمة، في زمن ارتكاسي، من المؤكد أنه سيأتي على الأخضر واليابس ببلادنا.
إن اتحاد كتاب المغرب، يعلن للرأي العام ولكافة
المسؤولين، وبلغة شديدة اللهجة، أن الاعتداء على كاتب ومبدع ومثقف، هو اعتداء على جميع
فئات المجتمع، وعلى كل القوى الحية، كما أن كل تضييق على حرية الإبداع والكتابة، مهما
كانت الأسباب والحيثيات، هو تضييق على حق الشعب في الوجود، وكل سجن أو تضييق على حرية
الكاتب، هو في العمق سجن للمجتمع، ولمستقبله.
هذا، وسيشرف اتحاد كتاب المغرب، على تتبع جميع الخطوات
المقبلة، الكفيلة بإنصاف كاتبنا، ورد الاعتبار لشخصه، كإنسان وكاتب مبدع، والتصدي لكل
محاولات التضييق على حريته، وإبداعه، وحركته، وسيعمل ، بالموازاة، على تنصيب محام،
للترافع نيابة عن كاتبنا، فضلا عن مراسلة المؤسسات الرسمية في الموضوع، من جهات حكومية،
وخاصة وزارة العدل والحريات ووزارة الداخلية، ومن مجالس دستورية ذات الاهتمام بقضايا
الحقوق والحريات، ومطالبتها بإنصاف كاتبنا، وضمان سلامته، والكشف عن ملابسات هذه القضية
التي تمس بوضعية حقوق الإنسان ببلادنا، كما سيسعى الاتحاد، في مستوى آخر، إلى استصدار
بيان تضامن وتنديد من الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، فيما سيطرح
قضية كاتبنا ضمن تقرير الحريات، في إطار اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام، في شهر
سبتمبر القادم بدبي.
المكتب التنفيذي