-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

حسن سرحان: الأدب الرقمي الجهاز المفهومي وآليات الاشتغال

لا يكفي أن يُنقل العمل الأدبي على شاشة الحاسوب لنحكم عليه بأنه رقمي. لذلك فإن العمل الرقمي يندرج في إطار وسيط معلوماتي حيث تؤدي البرمجة دورا خاصا. فهو يمثل مشهدا بصريا، و ليس صورة لأنه قابل لأن يُدرك انطلاقا من وسائط تكنولوجية متعددة تشتغل عليه.ولهذا التمييز تأثير جمالي كبير على الأعمال الأدبية الرقمية.إن القارئ يؤدي دورا فعالا في هذا النوع من الأعمال الأدبية وهذا ما يسمح بالتمييز بين نوعين من الأعمال الأدبية: الأعمال ذات القراءة الخاصة والأعمال ذات القراءة العامة.
إن النص الأدبي الموضوع على شاشة الحاسوب لا يمكن أن يوصف بالأدب الرقمي إلا في الحالة التي يستعمل فيها على الأقل خاصية من خصائصه المميزة باعتبارها تقييدا مفهوميا وليس عبئا.العمل الرقمي ليس محاكاة رقمية لعمل مطبوع، بل يتحقق في شكل تصميم تكنولوجي خاص، ولن تكون هناك أية أهمية في الحديث عن الأدب الرقمي إذا كان هذا الأخير يصف فقط تغييرا في الدعامة التقنية للعمل. من هنا، فإن تغييرا كهذا هو تغيير أيضا لشروط التلقي التي تؤدي دورا هاما في عملية القراءة.
النص الموسع (Hypertexte) بنية خاصة تتعلق بتنظيم المعلومات النصية، بحيث تكون كتل هذه المعلومات (العقد) متعالقة على الشاشة، إذ يسمح الوصولُ إليها المستعملَ العبورَ على الشاشة من عقدة إلى أخرى وذلك بتفعيل الرابط الذي يجمع بينها.
من هذا المنظور، تعني خطية البنية السردية فقط أن المؤلف افترض أن القارئ سوف يقرأ الفصل الأول قبل الفصل الثاني.(يتعلق الأمر بزمن الخطاب وليس بزمن القصة)، إذ يمكن للفصول أن تنقل أحداثا لا تخضع بالضرورة للتعاقب الكرونولوجي.
إن لا خطية بنية النص الموسع تعني أن العقدة نفسها يمكن أن تُشغّل عدة مرات عند القراءة، ذلك حسب مسارات الإبحار (navigation). 
الأدب والنص الموسع
يتم إلحاق النص التخييلي بالنص الموسع انطلاقا من مفهوم المقطع. إن العقد النصية ليست سوى هذه المقاطع. وبنية النص الموسع تفكك المعلومة من خلال تفتيتها إلى مقاطع قابلة لأن تنتظم بواسطة القراءة في ملفوظات متعددة. من هنا، فإن الإبحار يعيد تشكيلها ويبرز وجهات نظر مختلفة حول الموضوع بحيث يسهم المقطع في عملية التفكيك السردي ، أي يسهم في إعادة تشكيل الخطية الزمنية للمحكي. هكذا، لا يبدو الرابط مجرد أداة للانتقال من مقطع إلى آخر، بل يصبح محركا بلاغيا وسرديا قويا. 
إن النص الموسع التخييلي هو حصيلة لقاء السؤال الأدبي المتعلق بالتفكيك السردي وتكنولوجيا قائمة على مفهوم النص الموسع من خلاله تعرف به. وقد استدعى خلق أول نص مترابط تخييلي في أمريكا (afternoon a story) ابتكار برمجية خاصة لإنتاج النص الموسع. هذه البرمجية المسماة (فضاء القصة (storyspace) طورها Marc Berstein. وقد استعمل هذه البرمجية بعد ذلك مجموعة من المؤلفين المشتغلين على النص الموسع.
على هذا الأساس، فإن النص الموسع التخييلي يندرج ضمن هذا السجل السردي التجريبي الذي تحكمه بنية سردية لا خطية حيث تبدو كل عقدة عبارة عن مقطع. من هنا، فإن البناء السردي يعتمد على الرابط الذي يصبح عنصرا مركزيا في السرد. 
آليات النص الموسع
يحدد Roger Laufer وDomenico Scavtta النص الموسع: L’hypertexte على النحو الآتي:
هو مجموعة من المعطيات النصية المرقمنة بواسطة وسيط إلكتروني، بحيث يمكن أن تُقرأ بطرق مختلفة. وهذه المعطيات تكون موزعة في شكل عناصر أو عقد معلوماتية توازيها على المستوى النصي الفقرات. لكن هذه العناصر، بدلا من أن تكون مترابطة بعضها مع البعض مثل مقطورات القطار،تصبح مجموعة من الروابط الدلالية التي تسمح بالانتقال من الواحدة إلى الآخرى عندما يُشَغلهاالمستعمل.وتكون هذه الروابط مثبتة إلى مجموعة من المناطق تتمثل في كلمة أو جملة. النص يقترح على القارئ مسارا ثابتا، أما النص الموسع فيسمح تدريجيا للقارئ ــ استجابة لمطالبه ــ بناء مجموعة مؤقتة من العناصر النصية على الشاشة.
من منظورRoger Laufer وDomenico Scavtta
النص بنية خطية أكثر أو أقل ترابطا إذ تصبح المكونات النصية الأكثر أو الأقل استقلالا متعلقة بعلائق الترتيب. أما النص الموسع فهو بنية متشابكة بحيث تشتغل المكونات النصية في شكل عقد ترتبط بعلائق لا خطية وقليلة الترتيب.
بنية النص الموسع عند Hervé Le Crosnier 
تتكون بنية النص ـ من منظور "لوكروزنيي" من ثلاثة عناصر:
ــ مجموعة من العقد. والعقد هي مختلفة الحجم والبنية ويمكن أن تتضمن عددا من المعلومات تأخذ شكل نص أو بيانات أو صور ثابتة أو متحركة أو برمجيات أو أصوات إلخ ...ومن البدهي يختلف نحو هذا النظام باختلاف نوعية المعلومات.مثلا يجب توفر وظيفة وتقنية الإيقاف والعودة إلى العقدة السابقة حينما تكون مستخدمةً عقدة تضم صورا متحركة، وربما أيضا وظيفة القطع أو الإيقاف للتركيز على الصورة ولفسح المجال أمام المستعمل لقراءة المعلومات الخاصة بهذه الصورة.
ــ شبكة من الروابط التي تسمح بالإبحار من عقدة إلى أخرى بسرعة كبيرة.ولا يمكن الحديث عن الرابط إلا في الحالة التي يكون فيها المستعمل مدعوا إلى النقر بواسطة الفأرة أو استعمال زر من أزرار لوحة المفاتيح مرة أو مرتين لاستثارة رد فعل الجهاز مباشرة.
ــ واجهة تسمح لاستدعاء الروابط بشكل مباشر. وهذا الاستدعاء يتم من خلال قراءة محتوى عقدة معينة. وفي هذه الحالة نتحدث عن "أزرار" تتحقق إما في شكل علامة مرسومة لهذا الغرض على الشاشة، أو في شكل كلمات وعبارات نصية (مقاطع تحتها سطر أو مكتوبة بخط بارز على صورة ماأو شكل طباعي أو تأطير).
عُقد النص الموسع
تتحدد عقد النص الموسع من خلال نوع المحتوى الإخباري / المعلوماتي (نص أو صورة أو صوت ...). 
شبكة الروابط
يقدم Serge Bouchardon نمدجة عامة لمفهوم الرابط يختزلها في الشكل الآتي:
ــ الرابط الميتاسردي (حينما يسمح الرابط ــ انطلاقا من المحكي نفسه ــ الإحالة على مقطع سردي مواز: نص نظري أو إنارة طريقة القراءة أو ضبط البنية التركيبية للمحكي ومساراته ...).إن الأهمية الإجرائية للنص الموازي تكمن في كونها تمثل ثابتا من ثوابت المحكي التفاعلي.وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي الرابط الميتاسردي إلى محو للحدود الشكلية القائمة بين النص والنص الموازي.
ــ الرابط السردي: حينما يحيل الرابط على مقطع سردي آخر سواء تعلق الأمر بمقطع سردي يشكل "تتمة" للمحكي ــ المحور، أو بمحكي فرعي، أو بجملة عارضة، أو بمقطع مقدم بطريقة عشوائية...
ــ الرابط السردي التفسيري: وهو عبارة عن توضيح أو تعليق على لسان السارد.
ــ الرابط السردي الداخلي: الرابط الذي يحيل على محكي فرعي منتم إلى المحكي ــ المحور. 
ــ الرابط السردي الخارجي: الرابط الذي يحيل على مقطع متموقع خارج المحكي ـ الإطار.
من منظور Georges VIGNAUX 
يعود أصل مفهوم النص (الموسع) إلى بداية ظهور المكتبات.إن مكتبة ما هي ــ بشكل من الأشكال ــ عبارة عن قاعدة معلومات واسعة يبحر فيها القارئ. ويمكن ربط هذا الأصل أيا بالموسوعة كما كانت متصورة في القرن الثامن عشر باعتبارها قاعدة معلومات ضخمة وتنظيما يهدف إلى معرفة شاملة. في عام 1936 اقترح H.G. Wells إنشاء موسوعة عالمية في شكل جهاز عصبي يربط علاقات بين مثقفي العالم عبر وسيط ذي خطاب ــ تعبير ــ مشترك وبفضل الوحدة التي تنتج عن التعاون على تحقيق هذا المشروع المشترك. (McKnight et al., 1991).
وعلى هذا الأساس يمكن أن تؤخذ رؤية ويلز هذه منطلقا لاعتبار النص الموسع و تقنيات المعلوميات télématique يسمح من الآن فصاعدا بالعمل المشترك.بهذا التأطير الزمني للنص الموسع يمكن أن نستنتج بشكل سريع هذه العلاقة: تمثل المكتبة بالنسبة للنص الموسع ما تمثله الموسوعة بالنسبة للنص الموسع البيداغوجي (J. Rhéaume, 1991, 1993)..
Vannevar Bush
اقترح بوش وسيلة لجمع الوثائق التقنية ومراجعتها بطريقة آلية سماها: MEMEX وهي اختزال لـ MEMoire وindEX . وهي عبارة عن أداة ذات وسائط متعددة مؤسسة على مجموعة من ميكروأفلام ،أداة قادرة على تخزين الكتب وحواشيها بطريقة آلية تجعل عملية مراجعة المعلومات سهلة ومرنة. ودون أن يسمي هذا نصا موسعا كان هذا المفهوم حاضرا في ذهنه.

Ted Nelson
نلسون هو من نحت مصطلح l’hypertexte و المفهوم العام المرتبط به.ولكي يضبط مشروعه يعود نلسون إلى قصيدة كولريدج Coleridge Kubala Khan ومن هذا الاسم اشتق Xanadu وهو مشروع نص موسع كان هدفه إنشاء بنية تسمح بربط الأدب العالمي كله في شبكة نشر موسعة النصوص عالمية وفورية. Nelson , 1981) ( 
في الحقيقة ، نلسون كان يريد إنشاء موسوعة جديدة مدفوعا بتصوره الخاص للتعلم.كان ينتقد طرق التعلم بواسطة الحاسوب مقترحا مفهوم النص الموسع مقاربة جديدة.وكان يعتقد إن البنية الذهنية التي يوظفها مؤلف ما في عمله يمكن أن تشوش أحيانا على عملية فهم بعض القراء، لأن كل متعلم يملك بنية إدراكية تخضع لتجاربه وقدراته، على كل متعلم أن يملك طريقة خاصة للوصول إلى المعرفة والتفاعل معها. لذا على بنية النص وتقطيعه أن يحددا بطريقة طيعة وليس بطريقة صارمة. في النص الموسع على المتعلمين أن يكونوا قادرين على اللعب مع النص وتعديله لكي يكون أكثر تعبيرا ممكنا.وحسب نلسون "يجب أن نترك الطالب يختار ما يرغب في دراسته". يجب أن نمنحه مجموعة من الأدوات ليقوم بهذا. وفي هذا السياق يجب تحفيزالطلبة للوصول إلى مستوى أرقى مقارنة مع ما يمكن أن يصلوا إليه في إطار التعليم التقليدي.إذا بدأوا بالإبحار مبكرا في النصوص الموسعة سيكتسبون خبرة واسعة.سيتحركون بدافع الحماس والاهتمام ولن يحسوا أبدا بالضياع ويظلون دوما متلهفين للمعرفة.
Douglas Engelbart
في الوقت الذي كان فيه نلسون يحمل رؤى، أنجلبرت كان يفكر في بناء حقول نصوص موسعة حقيقية في معهد الدراسات في ستانفورد.أنجلبرت كان معروفا في الأساس بتطوير الواجهات والفأرة المشهورة الملازمة لكل الحواسيب.في سنة 1968 قدم أول نظام معلوماتي يشتغل في شكل نص موسع : NLS 
« oN Line System »، وهو عبارة عن قاعدة بيانات تسهل فعل التعاون بحيث كل المتدخلين يكونون مرتبطين في شبكة مع الحاسوب. كان يريد الارتقاء بالتفكير البشري، وهذا ما يطرحه العنوان الثاني من مشروعه: Augment الذي طوره في مركز البحث المتعلق بتطور الفكر البشري الذي أسسه في ستانفورد.Augment الذي يديره McDonnell-Douglas هو محيط شبكي خاص بمعالجة النصوص وتنظيم الأفكار يسمح بجمع الملفات والملاحظات وتقارير البحوث موفرا وسائل التخطيط والتحليل والتواصل.لقد طرح إنجلبرت الأدوات الأولى المتعلقة بالنص الموسع. وهو طموح لا ينقص من قيمة الأفراد الأكثر ذكاء ولا يقيدهم.
مع بوش ونلسون وأنجلبرت تم تشييد الأسس التاريخية للنص الموسع.لكن هؤلاء يمثلون ثلاثة منظورات مختلفة.بوش اقترح المقاربة التناظرية .إذا كنا نفكر بشكل جماعي يجب أن نبني معرفتنا بشكل جماعي وأن نخلق أدوات تشتغل بهذه الطريقة، وهذا ما يتعذر دون حاسوب.ويبقى نلسون الحالم الذي نحت مصطلح "النص الموسع" ونشره.موسوعته العالمية كانت عبارة عن مخزون ضخم من المعلومات وتتوفر على آليات استرجاع فعالة.أنجلبرت هو مبدع الواجهات الذي اقترح فضاءات عمل بشكل تعاوني أو في شكل شبكة،ما يدفع إلى تطوير القدرات الذهنية للأكثر موهبة.وبالنسبة لهذا المهندس كان يضع الثقة كلها في الأدوات.
Bill Atkinson
أتكنسون كان من بين الذين أسسوا Apple TM وأسهم بشكل غير مباشر في نشر النص الموسع.
ما هو النص الموسع؟
بالنسبة للمعلوماتي، النص الموسع عبارة عن قاعدة بيانات يبحر فيها المستعمل من معلومة إلى أخرى بواسطة روابط تحيل على جزر من المعلومات. من هنا، يعني مصطلح "النص الموسع" نصا رقميا مكونا من مقاطع نصية مرتبطة في ما بينها بروابط غير متسلسلة. وتعتبر الشبكة العنكبوتية مثالا على ذلك.ويمثل هذا النوع من النصوص المقدمة قطيعة مع التمثيلات النصية التقليدية الخاصة بالمعلومات.وتسمح هذه الطريقة للمستعمل اختيار "مسار"معين ضمن مجموعة من المعطيات تأخذ شكل نص أو صورة أو صوت.ويمكن أن نتحدث أيضا عن "ميتاــ نص" حينما يضاف بعد جديد للنص المطبوع.
في الحقيقة وعلى عكس النص المطبوع المرقم ترقيما خطيا والمعد لكي يقرأ في ضوء هذا الترتيب، يتحقق النص الرقمي في شكل صفحات أو شاشات يمكن الوصول إليها عبر مجموعة من العلاقات أو المتواليات المتعلقة بالقارئ.لكل قارئ الحرية في قراءة النص المطبوع بطريقة خطية أو لا خطية بالقفز على مجموعة من الفقرات.وقارئ النص الموسع يملك هو أيضا هذه الحرية لكن ، وعلى عكس النص المطبوع، لا تكون خطية القراءة من شاشة إلى شاشة مرادفة لمفهوم البنية أو المتوالية. 
في النص الموسع تدعى وحدات المعلومات عقدا، وتأخذ شكل شاشة أو صفحة أو نوافذ على شاشة.وفي الأساس، كل عقدة يمكن أن ترتبط بمجموعة من العقد الأخرى عبر روابط.تعتبر العقد والروابط العناصر المكونة للنصوص الموسعة.من هذا المنظور، تسمى مجموع العقد شبكة أو قاعدة بيانات.تشغيل هذه الروابط يسمى إبحارا حينما يكون الموضوع المبحوث عنه محددا، ويسمى تجميعا إذا كان القارئ يعمل على تقويم المعطيات حسب قيمتها التقديرية. (J. Rhéaume, 1991, 1993).
النص الموسع والوسيط الموسع والوثيقة الموسعة والقاعدة الموسعة
نحت نيلسون مصطلح النص الموسع باعتباره بناء معلوماتيا لا خطيا (Shneiderman et Kearsley, 1989).. كان يفكر في معلومة في شكل لساني.وحينما انتشرت هذه الفكرة بدأت تظهر مصطلحات أخرى مثل الوسيط الموسع الذي يعني المفهوم نفسه لكن بخصوصية واحدة تتمثل في كون المعلومات يمكن أن تستعير دعائم مختلفة أو وسائط مثل البيانات والصور الرقمية والرسوم المتحركة ومقاطع الفيديو ومقاطع صوتية وغيرها.لكن هذا المفهوم الخاص بالدعامة أو الوسيط لا يغير من طبيعة المفهوم العام الذي عني دائما شبكة من المعلومات وتمثيلا بواسطة خريطة أو أدوات ،كما يعني طرائق الإبحار في هذه الشبكة.
العقدة: الوحدة المعلوماتية.
العقدة هي الوحدة المعلوماتية الصغرى في النص الموسع.وتسمى أيضا كتلة أو جزيرة أو إطارا أو سيناريو إذا استحضرنا النظريات المعرفية المختلفة.في العقدة تكون المعلومة موزعة بخلاف النص الذي تكون فيه خطية.ولضبط حجم هذه الوحدة أو كمية المعلومات في وحدة ما نتحدث عن التفتيت.وتضم كل وحدة أو عقدة مبدئيا فكرة واحدة أو مفهوما واحدا أو موضوعا واحدا تتعالق مع أخرى أو تكون باختيار المستعمل.العقد المتعالقة قد تكون عبارة عن أمثلة أو توضيحات أو أفكار جديدة.ويمكن أن تكون دعامة عقدة المعلومات عبارة عن صفحة أو أو شاشة أو خارطة أو جزء من الشاشة يسمى نافذة إذا كانت المعلومة نصية.أما إذا كانت المعلومة غير نصية فقط فإن دعامة العقدة قد تأخذ شكل بيانات أوصور رقمية أورسوم متحركةأ ومقاطع فيديو أومقاطع صوتية أو أي عنصر خارجي آخر .إن المعلومة المتضمنة في عقدة ما يمكن أن تكون عرضة للتعديل في معظم الأحيان.عقد المعلومات يمكن أن تأخذ أشكالا مختلفة:تعريفات أوصفات أو مراجع أو ملاحظات أو توضيحات أو أمثلة ....إن الأفكار موجودة في العقد.ومجموع العقد يشكل شبكة.ومجموع هذه الشبكات تشكل قاعدة بيانات مخزنة في ذاكرة الحاسوب.
الروابط القائمة بين العقد
في النص الموسع أو الوسائط الموسعة تكون العقد متعالقة فيما بينها بواسطة روابط.منها يتم العبور من معلومة إلى أخرى.ومجموع الروابط تشكل بنيات الوثيقة. ونوع العلاقة القائمة بين العقد يشار إليه إما نصيا أو إيقونيا: نظرية ال، أو مثال عن، أو جزء من، أو آت من، أو توجه إلى ...وبما أن المستعمل هو سيد الروابط التي يشغلها بواسطة الفأرة والشاشة الملموسة وغيرهما فهم بهذا يتحكم في مقاطع المعلومات المقدمة إليه.يمكن لبعض الروابط أن تشكل أيضا جسرا بين مجموعة من الوثائق مصدرها إما نصوص موسعة أخرى أو عقد خارجية أخرى كصورة آتية مثلا مصدرها قرص فيديو. في برمجيات النصوص الموسعة تكون الروابط الموسعة منشطة عبر أزرار يحددها إما نص أي أيقونات. وهذه الأزرار هي أدوات بالغة الدقة تقيم الرابط المطلوب متيحة الوصول إلى العقدة المطلوبة.كل وثيقة منظمة على الأقل وفق نوعين من الروابط:
ــ الرابط المرجعي ذو الاتجاه الواحد أو الاتجاهين. وهو الذي يقيم علاقة بين عنصر مسجل في عقدة ما وعنصر مرجعي مسجل في عقدة مرسل إليها.والتنقل بين هذه العقد يمر عبر العلاقة نفسها ذات اتجاهين.
ــ الرابط التنظيمي الذي يضبط بنية النص الموسع أو نظامه المبني في شكل شجرة: العقدة الأصل(تعريف ما مثلا)ترتبط بعلاقة مع عقدة الفرع (مثال أو تفسير ،إلخ).
الإبحار: مسلسل ومسار وتجول موجه
المسلسل متوالية من عقد المعلومات يكون هدفه الإبحار.مثلما يقترح مؤلف كتاب قراءة عمله مبتدئا من الصفحة الأولى ومنتهيا بالصفحة الأخيرة فإن مؤلف نص موسع يمكن أن يقترح في شكل أدوات أو خارطة مسارات تتناسب مع حالة من الحالات.وبالنسبة للمستخدِم الذي لا يحمل في ذهنه نية الإبحار يظهر التجول الموجه في شكل مسار للتعلم مثلا.ويسمى التجول الموجه أيضا مسلسلا افتراضيا.والمسارات هي تكييف المعلومات مع احتياجات ومواصفات المستعملين.مثلا المسارات التي تحمل بيانات يمكن أن تقدَم للمستعملين الذين يتعلمون بصريا بشكل أفضل.والمسلسل يمكن أن يأخذ شكل مسار للإبحار يتبعه فعليا مستخدم عبر نص موسع مابطريقة تسمح له العودة إلى عقد سبق له أن استعملها. وهذا النوع من المسلسل مفيد جدا بالنسبة للمؤلف حين يكون بصدد بناء نصه الموسع، وبالنسبة للأستاذ حين يكون بصدد تقويم مسلسل متعلم ما، أوبالنسبة لكل مستعمل باعتباره طريقة خاصة في الإبحار.ويمكن للمسلسل أن يميَز قصيا بعلامات تسمح للمستعمل بالعودة إلى أماكن خاصة.
الخريطة 
الخريطة هي تمثيل تصويري (بياني) أو لساني يحاكي شبكة الروابط بشكل تراتبي أو شجري أو اندماجي.في بعض الأنظمة يكون دور هذه الخرائط أكثر أهمية من الدور الممنوح لعقد المعلومات.إنها أداة للإبحار والتوجيه وتركيب المعلومات المتاحة. إن بنية المحتوى تظهر في خريطتها.
شبكة الأفكار
مجموع العقد المتعالقة فيما بينها عبر روابط بشكل منسجم تشكل شبكة.وشبكة الأفكار تُبنى في نص موسع وفق بنية الموضوع أو وفق الشبكة الدلالية للمستعمل ــ المهندس أو الخبير.
قاعدة البيانات
قاعدة البيانات هي الفضاء المعلوماتي حيث تكون المعلومات مخزنة لكي يتم الوصول إليها بسهولة.كل نص موسع يبدأ إذن بقاعدة بيانات.ومع ذلك، يتجاوز النص الموسع قاعدة البيانات ما دام يسمح بتقديم معلومات ذات أبعاد مختلفة.بمعنى أن الروابط ليست محدودة في بنيات قاعدة البيانات ذات البعدين.لقد انتشر مفهوم قاعدة البيانات مع ظهور الحاسوب مع أنه كان معروفافي المعاجم ودليل الهواتف والموسوعات.وكل قاعدة بيانات منظمة بشكل مختلف حسب صنف البحث المنجز.مثلا الصفحات البيضاء والصفراء في دليل الهاتف تمنح طريقتين توصلان إلى المعلومة نفسها.وتضم كل قاعد بيانات غالبا شبكة مركزية لتنظيم المعلومات ذات الطبيعة الواحدة وتسهيل عملية التحديد.لنستحضر بطاقة المكتبة مع عنوان الكتاب واسم المؤلف والقطْع، إلخ. وفي مستوى أعلى يمكن التفكير في بطائق العناوين وبطائق المؤلفين.
وبفضل سرعته يمكن للحاسوب أن يقوم بعملية مسح سريعة لكمية كبيرة من المعلومات مستعملا أحيانا روابط منطقية مثل [و]أو [أو]أو كلمات مفاتيح الشيء الذي يعمل على حصر البحث . والنص الموسع يدمج كل هذه الميزات.
المراجع:
George Landow
Hypertext :Théorie critique et les nouveaux médias à l'ère de la mondialisation. Baltimore: Johns Hopkins University Press, 2006
Philippe Bootz
Les Basiques : La littérature numérique, Leonardo Olats (collection les basiques), 2006, 
Hélène Godinet
Hypertexte, hypermédia, hyperdocument dans les activités de Lecture-Écriture, la Revue de l'EPI n° 77,mars 1995 .
Hervé Le Crosnier
« Une introduction à l’hypertexte» ,BBF,1991,N° 4.
Serge Bouchardon
HYPERTEXTE ET ART DE L’ELLIPSE D’après l’étude de NON-roman de Lucie de Boutiny
Georges VIGNAUX
Qu'est-ce que l'hypertexte ? Origines et histoire. 

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا