صدرت حديثاً المجموعة الشعرية "شذرات ثلاثية
الأبعاد" للشاعر المغربي بن يونس ماجن عن "منشورات ألوان عربية " بالسويد.
وقد ضمت المجموعة 26 قصيدة توزعت على 124 صفحة من الحجم المتوسط.
ولئن التعقيد بات سمة هذا الوجود، فأن قصيدة ماجن
تحلل وتفكك الأبعاد المستعصية وتجعلها هينة ليّنة في إعادة الاعتبار لوظيفة القصيدة
التي تضع الشعر عند ذائقته الجمالية.
لا تخفى عناية الشاعر بالتصوير، وأكثر دقة بالتصوير
الثلاثي الأبعاد، حيث تحتل ذائقة الشاعر ورؤاه الجمالية مكان تقنيات العدسة، ليضعنا
أمام مشهدية بالغة الدقة في دلالاتها التعبيرية، وزاخرة بالفتنة التي لا تخطئها عين
أو إحساس يتلمس البلاغة في تكسير المألوف وصولا إلى ما هو فوق الواقع الذي يجعل الدهشة
تتألق بقدر حيوي في القصيدة.
يستفيد الشاعر ماجن من قصيدة الهايكو اليابانية
ويوظفها كشكل ويحافظ على هيئتها، ولكنه يحشد بها كل خصوصيات البيئة العربية. وحين يتوغل
الشاعر بالمتجسد العربي يستحضر كل الهموم والتحديات التي تشغل الأنسان العربي، لتصبح
القصيدة على يد الشاعر علامة مميزة تصبغ عمله الذي يحاول حفر طريقه بعيداً عن التأثر
بتجارب الآخرين. فللشاعر ماجن بصمته في إنتاج قصيدة حيوية ومتفاعلة في قلب الحداثة
التي ما عادت تتوقف عند حدود.
إنها شذرات مصفّاة ومكثفة، قالت وأسمعت، فوصلت شذية
ورقراقة في قوالب شعرية تعرف الطريق إلى البهاء، وتعرف كيف تتغلغل في النفس ريحاناً
حين النفس تود بشغف الخروج إلى إلفتها وطبيعتها المتجددة.
والجدير ذكره إن هذا الديوان هو المجموعة الخامسة
عشر في مسيرة الشاعر الطويلة التي ابتدأت منذ عام 1988 مع صدور ديوانه الأول
"أناشيد للضباب". بالإضافة إلى ديوانين باللغة الفرنسية وديوان باللغة الإنكليزية.