-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

أنت تحت المراقبة! زينب الفقير

تسبب تسريب بيانات 50 مليون مُستخدم على الفيسبوك من قبل شركة كامبريدج أناليتيكا بفضيحة كبيرة لفيسبوك للاختراق الذي تعرضت له، والذي أظهر تلاعب شركة أناليتيكا واستغلالها لهذه لبيانات في دراسة سيكولوجية المستخدمين وتطوير برنامج معلوماتي لأهداف سياسية، أسهم في التأثير كما تشير التقارير إلى تورط شركة أناليتيكا في التلاعب بتوجهات الناخبين في نتائج انتخابات ترمب واستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويعيد ذلك للأذهان ما نشرته ويكليكس العام الماضي من مجموعة وثائق أُطلق عليها أسم "القبو 7"، تضمنت على معلومات تحدثت فيها عن تجسس المخابرات الامريكية CIA وأختراقها لأجهزة الآبل والماكـ وأنظمة الأندرويد السامسونغ، وقد أصدرت وقتها أبل وسامسونغ بيان ينفي هذه المزاعم ويؤكد على حماية خصوصية مستخدميها وتوفير درجة عالية من الامان، وفي حادثة منفصلة أيضاً حذرت مؤخرا وكالة الاستخبارات الامريكية المواطنين الأمريكيين مستخدمين المنتجات والخدمات المقدمة من شركة "Huawei and ZTE" من تعرضهم للتجسس وسرقة المعلومات. 
ومما يُثر التخوف بعد هذه الفضيحة المدوية للاختراق الذي تعرضت له الفيسبوك وهذه الحوادث المنفصلة التي تظهر من حينً لأخر، هو تساؤلات حول مدى ضمان حماية الخصوصية للمستخدم ليس فقط على الفيسبوك بل على شبكة الإنترنت بشكل عام وأجهزة الهواتف الذكية أيضاً، ومن جانب آخر ما مدى وعي المستخدم بما ينشره من معلومات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعله مع التطبيقات والاعلانات المختلفة.
في تقرير بعنوان "هل أنت جاهز؟ إليك جميع البيانات التي يمتلكها كل من Facebook وGooglee عنك"، لـ ديلان كوران مستشار تكنولوجيا المعلومات، كشف حقائق صادمة عن جحم المعلومات الدقيقة التي تمتلكها شركة غوغل وفيسبوك عن المستخدمين، من بينها تخزين جميع تحركات المستخدم والمواقع والاماكن التي تواجدت فيها منذ أنشائك لحساب غوغل وتفعيلك للـ GRS، وكافة المعلومات التي بحثت عنها وحتى التي قمت بحذفها، ومعلومات عن كل تطبيق تستخدمه، وكم مرة تستخدمه، وأين تستخدمه، ومَن الذين تتواصل معهم من خلال هذه التطبيقات، وكل سجل الفيديوهات التي شاهدتها على يوتيوب وكل ما يخص جهازك والمكالمات التي تجريها محلية كانت أو دولية وتتبع الاشخاص والاحداث والاشياء التي تهمك.
وبالنسبة لـ فيسبوك، فقد بين كوران إلى أن فيسبوك يحتفظ عنك، بكل الرسائل التي أرسلتها في يوم ما أو أُرسلت إليك، وكل ملف أرسلته أو استقبلته، وكافة جهات الاتصال على هاتفك، وكافة الرسائل الصوتية التي أرسلتها أو استقبلتها، والوقت الذي سجلت فيه الدخول إلى فيسبوك، والمكان الذي سجلت منه الدخول، ومن أي جهاز والمزيد المزيد من المعلومات. ومن المدهش بمكان بأن كل تلك المعلومات والتفاصيل الدقيقة عن مجرى حياتك من وقت استيقاظك إلى وقت نومك، يوفرها المستخدمين عن طيب خاطر ودون اكتراث بالاستغلال الذي ستتعرض له، وبما ستجنيه تلك المعلومات من عوائد مالية كبيرة لتلك الشركات التي تحلل هذه البيانات الضخمة وتوظفها لأغراض مختلفة.
كيف تحصل شركة غوغل على معلوماتك؟
تحت بند سياسة الخصوصية Privacy Policy لشركة غوغل على موقعها الرسمي، توضح الشركة الآلية التي تجمع بها بيانات مُستخدميها، وذلك من خلال عدة طرق أشارت إليها:
أولاً: معلومات مُباشرة من المستخدم يقدمها كالاسم ورقم الهاتف وغيرها.
ثانياً: معلومات من خلال الخدمات والمنتجات التي يستخدمها المستخدمين ويتفاعلون معها تقوم بشكل تلقائي بحفظ كافة البيانات عنك، مثل التفاعل على الإعلانات التي تعرضها، وأكثر المشاهدات على اليوتيوب، والتطبيقات التي تستخدمها، ومن خلال ملفات تعريف الارتباط أو ما يعرف ب Cookies والتقنيات المشابهة، ومعلومات الموقع أو المكان الذي تتواجد فيه، إلى جانب معرفتها لمعلومات عن جهازك ونوعه ونظام التشغيل وخط الاتصال الذي تستخدمه، ورقم هاتفك ورقم الطرف المتصل ووقت وتاريخ المكالمات ومدة المكالمات ومعلومات توجيه الرسائل النصية القصيرة وأنواع المكالمات. وتوضح شركة غوغل أن الهدف من جمع كافة هذه المعلومات هو لتحسين الجودة والخدمة المقدمة للمستخدمين.
كيف تحمي خصوصيتك؟
في العالم الافتراضي يحب أن تتوقع أي شيء منذ اللحظة التي تضع فيها معلوماتك الشخصية على المواقع الإلكترونية وحتى الهواتف الذكية، وذلك لأنه مهما بلغت درجة الحماية والأمان والخصوصية التي تُقدمها هذه الجهات لمستخدميها إلا أنه تبقى عُرضة للاختراق، مثلما حدث وأشرنا مع كُبرى الشركات من ضمنها فيسبوك وابل وسامسونغ وغوغل وهي أغلب المواقع والأجهزة التي نستخدمها. ومن الصعب بمكان التوقف رغم كل ذلك عن استخدام الإنترنت أو الهواتف الذكية نظراً لارتباطها بشكل كبير في نمط حياتنا الذي نعيشه الآن، لكن كخطوة أولية نحو مزيد من حماية الخصوصية فإن وعي المستخدم بالدرجة الأولى بسياسة الخصوصية التي تتيحها المواقع الإلكترونية أو الهواتف الذكية لك للتحكم بمعلوماتك، قد تقلل من حدة المتاجرة بمعلوماتك واستغلالها كجراء أولي.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا