طالب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وكالة الأنباء الفرنسية، AFP بالاعتذار عن نشر ما وصفها بالمادة التضليلية، في الخامس من حزيران/ يونيو 2018 على موقعها تحت
عنوان: "عزمي بشارة من الكنيست إلى كواليس السياسة القطرية"، والتي تتضمن مجموعة من المغالطات والافتراءات عن المركز ومديره العام الدكتور عزمي بشارة، كما طالبها بالتحقيق المهني مع من أعدّها حرصاً على سمعتها المهنية.
وعبّر المركز العربي في بيان أصدره اليوم الخميس، عن دهشته لما ورد من مغالطات وافتراءات، وقال إنه "فوجئ بتورط الوكالة ومكتبها في دبي بالخروج على قواعد المهنية والموضوعية والنزاهة في تقديم المعلومات والتقارير التي يجب أن تُميّز عمل الوكالات الإعلامية العالمية والمواثيق الأخلاقية المنظمة لما تنشره، وانخراطها في الحملة التضليلية الشعواء التي تشنّها الأجهزة الإعلامية السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة ضد المركز".
وأوضح أن "مُعدّ المادة لم يكلف نفسه بالتواصل مع المركز العربي، أو مع مديره العام، أو مع أي مسؤول من مسؤوليه لاستجلاء رأيه ورؤيته، وهو ما يُعدّ من أساسيات الموضوعية الإعلامية، بل قام بإعدادها بتواطؤ مكشوف بينه وبين سلطات الحكم في أبوظبي".
ولفت المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيانه، إلى أن التقرير الذي أعدته وكالة الأنباء الفرنسية، أثار استهجان الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين العرب واستغرابهم، واستغراب الذين يعرفون أهمية الإنتاج العلمي للمركز واستقلاليته ودوره الكبير في النهوض بالبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية العربية، ودور الدكتور عزمي بشارة المباشر كمفكر عربي بارز وباحث معروف في حمل قضية الديمقراطية والعدالة والمواطنة والنهضة العربية، واعتبروها إهانةً لكرامة الفكر الحر النقدي المستقل، وورطة لوكالة الصحافة الفرنسية "تكشف عن استخدامها لتحقيق مآرب سياسية كيدية ومُضللة".
وأضاف البيان، أن "ما يؤكد كيدية التقرير وعمله لحساب جهات مكشوفة تقف خلفه أنّ المادة لم تتطرق إلى عزمي بشارة المفكر وصاحب المشروع الفكري الذي أنتج في سياقه الكثير من الكتب المرجعية في مجالها والمؤلفات والمقالات العلمية الأكاديمية، وذلك بهدف الإمعان في التشويه والمغالطات والافتراءات".
ولفت إلى أن المركز يعرف أنّ "ثمة أنظمة عربية تستكثر على دولة عربية جارة أن تستضيف مركز أبحاث أكاديمي، وتمنحه حرية كاملة في البحث العلمي، وتمنح مفكرًا عربيًا بارزًا حرية العمل والإبداع. ولهذا، لا يمكنها أن تتصور وجوده المستقل هذا، وتنسج من خيالها الجامح أساطير وخرافات متمثلة بأنّ المركز يؤثر في سياسة قطر الخارجية وأن مديره يدير هذه السياسة. ففي بلدانها تُمنع حرية التعبير ويُوضع الإنتاج الأكاديمي تحت الرقابة".
ي سياق مواز، بيّن المركز العربي أن مراكز البحث في الدول الغربية تعدّ تأثيرها في سياسات الدول إنجازًا كبيرًا لها، وتعدّ تأثّر الدول بالباحثين والأكاديميين أمرًا إيجابيًا وليس سلبيًا. ومع ذلك، يؤكد المركز العربي أنه مركز عربي مستقل لا يتدخل في السياسة القطرية الداخلية أو الخارجية، ويقدّر الدعم والحرية الممنوحين له من الدولة المُضيفة.
وأكد أنه سيواصل عمله البحثي ضمن التقاليد العلمية والأكاديمية التي أرساها وكرّسها، وقال إنه "يطالب الوكالة -مفترضًا حرصها على صدقيتها المهنية- بالاعتذار عن نشر هذه المادة التضليلية، وبالتحقيق المهني مع من أعدّها من أجل منع تورطها مستقبلًا فيما يسيء إلى سمعتها المهنية أولًا وأخيرًا.
عن العربي الجديد