الستة لهذا الكتاب، إلى الإحاطة بالآثار الفكرية التي خلّفها محمد عزيز الحبابي، وتتضمن تقديم أعماله والتعريف بها، ومناقشة جوانب من إشكالياتها.
ومحمد عزيز الحبابي شاعر وروائي وقاصّ من المغرب، ولعلّ أبرز صفة له أنه فيلسوف، وكان اسمه قد ارتبط بمصطلحين، “الشخصانية” وتعني انتقال الفرد من الكائن إلى الشخص ثم إلى الإنسان.
أمّا “الغدية” فهي ليست المستقبلية كما فهمها بعضهم، بل هي معالجة للنشاط الإنساني في بيئة معينة لاستخلاص عناصر تهمّ الإنسانية جمعاء. يتضمن الفصل الأول “محمد عزيز الحبابي: مسار في الفكر والحياة” مساهمة في بناء السيرة الذاتية للحبابي، إذ يحاول عبدالرزاق الدواي، اعتمادا على نصوصه ومؤلفاته، إبراز الجوانب الأساسية في سيرته الذاتية، من خلال مسيرته البحثية، ودوره في تأسيس الجامعة المغربية وبلورة نواتها الأولى. أمّا في الفصل الثاني، فيقف في دراسة محمد الشيخ “في فلسفة محمد عزيز الحبابي: الشخصانية والغدية”، على أبرز المحاور الكبرى في فلسفته.
ويتضمن الفصل الثالث دراسة من إعداد محمد مصطفى القباج، وهي بعنوان “الغدية هي الأصل: في النسق الفلسفي لمحمد عزيز الحبابي”، وفي هذه الدراسة يدافع عن فرضية مفادها أنّ الغدية هي النواة المركزية في النسق الفلسفي عند الحبابي. واعتمد في ذلك على متابعة مجمل إنتاجه ومختلف أدواره في الجامعة والمجتمع.
وأمّا محمد المصباحي، فقد اهتمّ في الفصل الرابع من دراسته بشخصانية الحبابي من خلال مفهوم الأفق، وحاول فحص “جدلية الأفق في فكر الحبابي”، مشيرا إلى تداخل الآفاق واختلاطها.
وحاول في عمله الإحاطة بزاوية معيّنة من زوايا انشغال الفيلسوف، وبذلك يتيح هذا البحث للقراء معاينة كيفيةٍ من كيفياتِ بناء مفاهيمه وتصوراته. ويحتوي الفصل الخامس على دراسة لفتحي المسكيني بعنوان “المساواة الشخصانية بين الرجل والمرأة عند الحبابي”، وقد قدّم من خلالها تصوّر الحبابي للمساواة، متوقفا أمام القضايا التي أثارها في الشخصانية الإسلامية عند مقاربته موضوع العلاقة بين المرأة والرجل.
وفي الفصل السادس، يقدم عبدالسلام بن عبدالعالي في دراسته “الشخصانية الإسلامية فلسفة أم علم كلام؟” قراءة تركيبية في شخصانية الحبابي، محاولا قراءة بعض أبعاد هذا الإنتاج في سياق الفكر الإسلامي المعاصر.
http://www.alarab.co.uk/?id=67325
