خاص
في ضيافة " شعرية اللغة
والرؤيا في الشعر المغربي المعاصر " للمحجوب عرفاوي متابعة : عبد الغني فوزي
تقدم الشاعر صلاح بوسريف بكلمة في مؤلف
اللقاء ، متوقفا بإمعان حول عتبة الكتاب ، فاعتبرهذه العنونة مركبة من ثلاثة
مفاهيم على قدر كبير من التشابك ( الشعرية ، اللغة ، الرؤيا ) ، فالشعرية مفهوم
متعدد الدلالات إلى حد الالتباس . فهل الأمر يتعلق بالشعر وقد تعددت تعاريفه أم
بخصائص الأدبية التي تميز النص الأدبي عن غيره ؟ . ليوغل العارض في مفهوم الرؤيا
كتجاوز فكري لمفهوم الرؤية المحدودة في النظر على الرغم من اختلاف الزوايا . إنها
عنونة تطرح إمكانات عديدة في التناول . وبالتالي فاختيار " نقد النقد "
يقتضي الالمام بمنهج وإجراءات هذا الكتاب ، وكذا الاطلاع على المتن الشعري الذي
يتناوله الناقد . لكن الشاعر بوسريف استبعد خيار نقد النقد ، ساعيا إلى التفكيك ،
أي تفكيك المفاهيم ، معتبرا النقد من أصعب مهمة بأشكاله المختلفة ، لأن الناقد هو
شخص يضع أعماله ، ويقوم بنوع من المحاكمة ، مذكرا بمعارك أدبية ونقدية تمجد الشخوص
عوض النصوص . ويبدو أن عرفاوي له صلة بالنص . وبالتالي ، فالعمل مهم ويمثل إضافة
نوعية على الرغم من الصعوبات المنهجية والنقدية في اختيار المتن المتعدد النصوص .
الأستاذ محمد فزازي أدلى بشهادة في حق صديقه
عرفاوي ، معينا بعض العلامات الللامعة في مساره الثقافي والأدبي ، منها مشاركته في الكثير من اللقاءات الثقافية
الهادفة بمدنية سوق السبت التي كان يدرس بها . وفي هذا الإطار ، كان عرفاوي يستدل
بالشعر وقد يفتتح به محاضراته مما يدل على ولعه بالشعر وجمالياته . فالمحجوب
عرفاوي يعيش الكتابة في الحياة . لهذا فكتاباته غنية بالامتدادات . وما "
كرموسته " هاته كما يعرض فزازي إلا دليل عطاء متواصل ، سيليه الكثير من الكرموس
على حد تعبير العارض . وبما أنه ولوع بالشعر ، فهل سيقترف يوما صديقنا عرفاوي هذه
الجناية الجميلة ( كتابة الشعر ) ؟ كما يتساءل محمد فزازي .
الأستاذ عبد الغني فوزي عنون ورقته ب "
رهانات منهجية ونقدية في كتاب " شعرية اللغة والرؤيا في الشعر المغربي
المعاصر " للناقد المحجوب عرفاوي ، منطلقا من عتبات الؤلف ، فالباحث عرفاوي
نحت لكتابه عنوانا مشحونا من الداخل ( شعرية اللغة والرؤيا ) ، باعتباره اختار
تحديدا الاشتغال على اللغة كمعبر للخصائص الفنية ، بل أكثر من ذلك فهو حمال وطاو
على الرؤيا للذات والعالم . ويبدو أن أن مفهوم شعرية اللغة ، يسعى من خلاله إلى
تلمس مجموع الشروط الفنية التي تجعل اللغة تتخذ استعمالا شعريا . هكذا نجد أنفسنا
أما كتاب نقدي مهندس يحدد موضوعه في مقدمة تطرح الأرضية والتصور المنهجي كما ورد
في مقدمة الكتاب ، وهو هنا يتبنى منهجا متكاملا يتشكل من الذوق والبنيوية
التكوينية ونظرية التلقي . متناولا نماذج من الشعر المغربي المعاصر . الأمر يتعلق
بفروسية المجاطي ، وتجربة عبد الله راجع وشرفة يتيمة لبوسريف...إنا نماذج مختلفة
الحساسيات والأجيال . لكن عرفاوي ينتصر لسؤال الشعر . إنه عمل نقدي جاد ينضاف
للأعمال النقدية القليلة للشعر المغربي المعاصر. كما يطرح عبد الغني فوزي .
بعد ذلك وبعد تركيب لحصيلة اللقاء من قبل
رئيس الجلسة الأستاذ برنكي البوعزاوي الذي أكد على أن الأوراق المقدمة على اختلاف منطلقات التناول ، كانت
محيطة بعطاء هذا الكتاب . وهو في حاجة دائمة إلى الكشف والمحاورة .لأن النقد أو
الكلام عنه ، لا ينتهي في حدود جلسة واحدة . وتأكد ذلك من خلال تدخلات الحضور في
مفهوم الشعرية ، والأجيال ، والرؤيا ...