وقع اختيار إدارة مهرجان فاس الدولي للسينما والتربية ، في نسخته الخامسة عشر (15) من 26 إلى 29 أبريل 2016 ، في فقرة التكريمات ، على المبدع المغربي
داوود أولاد السيد ، للإحتفاء به وبفيلمه " في انتظار بازوليني " ، إلى جانب المدير السابق للأكاديمية الجهوية للتربوية والتكوين الأستاذ محمد ولد دادة .
ومعلوم أن هذا المخرج المتميز يعتبر من أصدقاء مهرجان فاس الأوفياء ، إذ واكب العديد من دوراته ، وعرض به عينة من أفلامه .
فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من سيرته الفنية :
داوود أولاد السيد فنان فوتوغرافي ومخرج سينمائي وتلفزيوني من مواليد مراكش سنة 1953 . تلقى تكوينا في الرياضيات والفيزياء بالمغرب وفرنسا ، وبعد حصوله من جامعة نانسي على دكتوراه في العلوم الفيزيائية سنة 1981 أصبح أستاذا جامعيا بكلية العلوم بالرباط إلى حدود سنة 2005 .
كانت انطلاقته الفنية فوتوغرافية بالأساس ، حيث نظم ابتداء من سنة 1986 ولا يزال معارض لصوره بكل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمغرب وفرنسا وبلجيكا وهولاندا وسويسرا ، ويرجع الفضل إلى المبدع الراحل أحمد البوعناني في توجيهه إلى السينما ، حيث أخرج على امتداد ربع قرن من الزمان خمسة أفلام قصيرة وخمسة أفلام طويلة هي : " كاريكاتور " و" باريس 13 يوليوز " (1989) و " الذاكرة البنية " (1991) و " بين الغياب والنسيان " (1993) و " الواد " (1995) و " باي باي السويرتي "(1998) و " عود الريح " (2001) و " طرفاية أو باب البحر " (2004) و " في انتظار بازوليني " (2007) و " الجامع " (2010) ، بالإضافة إلى الأفلام التلفزيونية التالية : " نهاية أسبوع في العرائش " (2001) و " طريق مراكش " (2004) و " المكروم " (2005) و "ولد مو " (2009) و " السباط " (2012) و " إر + 4 " (2014) ، وأعمال وثائقية يشتغل عليها حاليا من بينها فيلم تلفزيوني مدته 52 دقيقة حول موضوع " الحب " صوره بتامكروت في نواحي زاكورة ، ضمن سلسلة عشرة أفلام وثائقية كلفت شركة إنتاج مغربية مخرجين مغاربة متميزين كحكيم بلعباس وفوزي بن السعيدي ونرجس النجار ... بإنجازها ، كل من زاوية نظره الخاصة ...
وفي الشق الفوتوغرافي أصدر داوود لحد الآن أربعة كتب تتضمن عينات مختارة من صوره هي : " مغاربة " (1989) مع تقديم بقلم الراحل عبد الكبير الخطيبي ، و " أبي الجعد ، فضاء وذاكرة " (1996) مع مقدمة بالفرنسية بقلم عبد الله نجيب الرفايف وأخرى بالعربية بقلم إدريس الخوري ، و " مجالات اللحظة " (2000) مع نصوص شعرية بقلم المبدع الراحل أحمد البوعناني ، و " داوود أولاد السيد " (2015) مع تقديم لمنى مكوار ، باحثة مغربية ، وجان لوك مونطيروسو ، المشرف على الدار الأوربية للتصوير الفوتوغرافي بباريس ، الجهة التي صدر عنها الكتاب.
تتميز أفلام داوود أولاد السيد السينمائية ببصمة خاصة على مستوى كتابتها وبتركيز على شخصيات وفضاءات الهامش على مستوى مضامينها ، الشيء الذي جعلها تلقى ترحيبا في المهرجانات ولدى نقاد السينما .
تجدر الإشارة إلى أن هذا المبدع المراكشي ، المقيم بالرباط منذ سنوات ، هو المخرج المغربي الوحيد لحد الآن الذي صدرت عن تجربته السينمائية أربعة كتب هي " سينما داوود أولاد السيد : المرتكزات والخصوصية " (2007) و " مجازات الصورة : قراءة في التجربة السينمائية لداوود أولاد السيد " (2011) و " سيناريو وتقطيع فيلم الجامع " (2013) و " فيزياء السينما : قراءة في المنجز السينمائي لداوود أولاد السيد " (2013) ، وفي الطريق كتاب جديد بالفرنسية ...
كما تجدر الإشارة إلى حضوره المكثف في جل المهرجانات والتظاهرات السينمائية المنظمة بالمغرب ، إلى جانب مشاركاته المتعددة في مهرجانات أروبية وعربية وإفريقية وغيرها وحصده لجوائز معتبرة شرفت وجه الإبداع السينمائي المغربي خارج الوطن وداخله .
هو الآن بصدد التحضير لتصوير فيلمه السينمائي الروائي الطويل السادس " أصوات الصحراء " أواخر السنة الجارية . وقد سبق تكريمه في العديد من المهرجانات السينمائية كان آخرها مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في افتتاح دورته 22 من 26 مارس إلى 2 أبريل 2016 .
أحمد سيجلماسي