تكافح قبائل من السكان الأصليين الاميركيين منذ سنوات ضد قيام عدد من دور المزادات، وخصوصا في فرنسا، بعرض قطع للبيع تعد مقدّسة في تقاليدها.
ويقول كورت رايلي زعيم قبيلة اكوما: "هذه القطع ليست قطعا فنية، انها مقتنيات ذات طابع ديني ولها قيمة كبيرة عندنا. حين تؤخذ هذه القطع من بيننا نشعر وكأننا فقدنا جزءا منا".
ويؤيد هاتين القبيلتين متحف السكان الاصليين في واشنطن ووزارتا الداخلية والخارجية.
ولم يشأ المسؤولون في دار "ايف" الفرنسية للمزادات الاجابة على اسئلة وكالة "فرانس برس".
وقال مارك تابلين المسؤول عن الشؤون الثقافية في وزارة الخارجية الاميركية في مؤتمر صحافي عقد الثلثاء في واشنطن: "في ظل عدم وجود موافقة صريحة من القبائل المعنية، لا يمكن عرض هذه القطع في مزاد".
وتجري السلطات الاميركية مفاوضات مع باريس منذ بدء عرض هذا النوع من القطع في مزادات في العام 2013، "لكننا ما زلنا ننتظر جوابا من الجانب الفرنسي" بحسب المسؤول.
ويتخذ هذا النزاع بعدا قضائيا وثقافيا في آن واحد.
ومبيعات القطع المقدسة لدى قبائل الهنود الحمر في الولايات المتحدة مقيدة جدا بالقوانين، ومحظورة تماما في بعض الحالات، ويختلف ذلك باختلاف نوع القطعة ومكان العثور عليها.
ويقول السكان الاصليون انهم مستاؤون جدا من هذه المزادات لانها تعرض قطعا مقدسة عندهم للبيع العلني. ويقول رايلي: "هذه القطع جزء من حياتنا اليومية، وتستخدم احيانا في الطقوس والاحتفالات".
واصبح بيع هذه القطع اسهل بسبب الانترنت، الا ان السكان الاصليين تمكنوا من استعادة بعض مقتنياتهم في الولايات المتحدة، لكن في فرنسا لا يبدو ان المسؤولين يلقون بالا لما يقوله ابناء قبائل الهنود الحمر الاميركيين. منذ العام 2013، تقام مزادات في باريس تعرض فيها قطع تعود الى الهنود الحمر. وفي حزيران (يونيو) 2014، بيعت تسعة أقنعة لقبيلة "هوبي" في مقابل 137 الفا و313 يورو، من بينها قناع يعود الى القرن السادس عشر وجد من يشتريه في مقابل 37 الفا و500 يورو.
وقضت المحاكم الفرنسية ان هذه المبيعات قانونية، ورفضت قبول دعاوى مقدمة من القبائل تطالب بالغائها.
اما القبائل، فهي ترى في هذه المبيعات مسا بمعتقداتها الدينية وتراثها الثقافي، واحياء للارث الاستعماري الذي سرق هذه القطع من اصحابها. فالاقنعة التي بيعت في العام 2014، هي "كائنات حية" في نظر ابناء جماعة "هوبي"، وهي توضع على وجوه الراقصين في الاحتفالات الدينية.
ويقول كونروي شينو احد مستشاري قبيلة "اكوما" انه حاول شرح موقفها للسلطات الفرنسية المسؤولة عن المزادات، الا انها لم تستجب لكون الهنود الحمر لا يتمتعون بأساس قانوني على التراب الفرنسي.
وفي العام 2013، طلبت الغاء مزاد نظمته دار "ايف"، للنظر في احتمال حماية القطع المعروضة فيه بموجب اتفاقية لمنظمة يونيسكو حول التجارة غير المشروعة بالقطع ذات الطابع الثقافي.
الا ان ذلك لم يحل دون اقامة المزاد وبيع الاقنعة الاربعة والعشرين بمبلغ 520 الفا و375 يورو.
ويوجد في الولايات المتحدة قانونان، اقر احدهما عام 1979 والثاني عام 1990، يحميان القطع العائدة لقبائل الهنود الحمر، لكنها لا يشيران بشكل واضح الى منع تصديرها.
وتقدم العضو في الكونغرس الاميركي ستيف بييرس بمشروع يطالب فيه الاجهزة الفيدارلية ببذل المزيد من الجهود لمنع سرقة هذه القطع او الاتجار بها، سواء على التراب الاميركي او في الخارج.