بدعم من وزارة الثقافة ، صدر بالفرنسية منذ أيام
، عن دار النشر " كلمات " لصاحبها إدريس بويسف الركاب ، كتاب جديد للناقد
السينمائي المغربي محمد بكريم بعنوان "
عبد القادر لقطع ، سينمائي الحداثة
" من حجم 255 صفحة وتتوزع محتويات هذا الكتاب على المحاور التالية :
- تأطير عام لسينما عبد القادر لقطع وقراءة في أفلامه .
- حوار مطول معه ينفتح على سيرته
الذاتية بارتباط مع السياق العام للبلد .
- حوارات خاصة مع لقطع مرتبطة ببعض أفلامه
، ومنها حوار يعود إلى ماي 1992 حول فيلم الضجة
آنذاك " حب في الدار البيضاء " .
- يوميات التصوير: وهي عبارة عن مذكرات وثق
من خلالها عبد القادر لقطع بعض تفاصيل مجريات تصوير أفلامه .
- فيلموغرافيا رسمية لعبد القادر لقطع .
- سيناريو فيلم " وجها لوجه " بقلم
نور الدين الصايل وعبد القادر لقطع ، مرفوقا بنسخة " دي في دي " من الفيلم .
وعن هذا الكتاب الأنيق والمتضمن للعديد من أفكارعبد
القادر لقطع ومعطيات حياته السينمائية ، إلى جانب صور له وأخرى من أفلامه ، صرح لنا
مؤلفه الصديق بكريم بما يلي :
" شرطان أساسيان كانا وراء الإنتقال من الفكرة
إلى الإنجاز أولهما موضوعي والثاني ذاتي .
فيما يتعلق بالمستوى الموضوعي أقول : يتفق العديد
من الملاحظين على كون
السينما المغربية تمر بمرحلة
دقيقة ، نظرا لطبيعتها الانتقالية ،
فكل المؤشرات تدل على نهاية مرحلة بأكملها
كانت سمتها الرئيسية تتجلى في مركزية القاعة
السينمائية ضمن منظومة متكاملة . أما اليوم فهذا النموذج يعد ضربا من الماضي. وأضيف
إلى ذلك انعكاس الثورة الرقمية ونتائجها على مختلف بنيات الإنتاج السينمائي ، ثم التحول البيولوجي المتمثل في وصول أجيال جديدة للقطاع . هذا بالإضافة إلى العلاقة الملتبسة بين السينما و المجتمع و التي لا تخلو من توتر ومفارقات (استهلاك
متوحش للصور ومنعها ومحاربتها عندما تنتقل إلى الفضاء العمومي).
في خضم هذا المشهد لا بد من مقاربة
تاريخانية . وأزعم بأن الصور المتحركة ، ولا
أقول الأفلام المنتجة حاليا ، لا يمكن أن ترقى لسينما وطنية بدون الإرتكاز على خلفية
تاريخية فكرية ومرجعية فنية وجمالية بتعبيراتها
الرمزية ، عبر أسماء وأفلام وازنة. لهذا لا
بد للجيل الجديد أن يستوعب لكي يتجاوز(التاريخانية) على درب التأسيس لسينما مغربية
تساهم في النسيج العام لما يمكن أن نسميه الرواية الوطنية.
فلا يمكن ، مثلا ، مقاربة قضايا مثل" الجسد و الرغبة" و
"الفرد" و "حرية التعبير" و "المدينة" في السينما دون العودة إلى تجربة عبد القادر لقطع كنموذج لسينما ملتزمة بهذه القضايا ، إضافة إلى أسماء أخرى مرجعية.
وفيما يتعلق بالمستوى الذاتي أقول : تراكم لدي رصيد
هام من الحوارات والمساهمات المرتبطة بأفلام عبد القادر لقطع ، الشيء الذي جعلني اعتبر
وضع هذا العمل المشترك رهن إشارة المهتمين بالسينما وبالشأن الثقافي العام بمثابة واجب
مواطن ، وذلك لأن السينما لا تتقدم بخطابها الخاص فقط ولكن أيضا بالخطابات المنتجة
حولها والمرافقة لها
.
وأود في الختام أن أشكر أصدقائي الناقد أحمد فرتات
والباحث يوسف آيت همو والمنتج العربي بلعكاف والروائي توفيقي بلعيد على دعمهم المبدئي
الأصيل لإنتاج هذا الكتاب ".