صاحبتها بصوت سردي ذكوري هو صوت البطل لتنتصر منذ البداية للإنسان بعيدا عن التّصنيفات وحدودها. تتقاطع المصائر في الرّواية ويتداخل الإنسان والوطن في مواجهة من يغتالون الحياة ويتاجرون بالدّين والجنّة وبأحلام أبناء البلد. يعيش "أحمد" رحلة بحث عن المعنى في الشّارع وفي وجوه النّاس وفي وسائل الإعلام. يشعر أنّ اسمه لا يشبهه وأنّه لا شيء يَحمد عليه بعد فشل ليلة زواجه الأولى التي تدفعه إلى الرّحيل في شوارعتونس فتهزّه وجوه غريبة بهيئات لم يعرفها من قبل، يتاجرون بكلّ شيء بدعوى الوعد بالجنّة وإن بذبح الرّقاب. يهرب إلى مقاهي العاصمة فيكتشف صراعات أخرى واهية وخطابات تمزّقها إيديولوجيّات مسقطة. تستمرّ رحلته فيستعيد الوجع الفلسطينيّ المغيّب ولا يجد بعض هدوء إلّا في مدينة المهديّة، هناك حيث القبور تحضنها الأمواج لكنّه سرعان ما يعود إلى العاصمة ليكتشف أوجاعا أخرى..
رواية ترحل في تفاصيل تونس بعد ستّ سنوات من الثّورة لتكشف ما انتهى إليه الأمر في النّفوس في لغة تتقن رسم المعنى وترقى به إلى مرتبة الشعريّ.
