يركز العدد الجديد (61) من مجلة بانيبال الأدبية
على الرواية العراقية وتقديم بعض النماذج الجيدة منها، كما يكتب أربعة من النقاد العراقيين
عن هموم الأديب العراقي في هذه الأيام وكيف أنه بات يعبر عن نفسه، من خلال الرواية
وليس الشعر. وذكرت الافتتاحية أن المجلة كانت قد خصصت أكثر من ملف عن الأدب العراقي
بشقيه السردي والشعري، ولكنها في هذا العدد فضلت أن تركز على الرواية دون الشعر.
يقول الناقد العراقي حسين السكاف إن الهيمنة الشعرية
التي ظلت تتسيد المشهد الثقافي العراقي لسنوات طوال، بدأت تنحسر بشكل لافت، وكأنها
تتنازل عن عرشها مرغمة، أمام فورة الرواية العراقية العارمة، التي ظهرت بكل عنفوانها
حال الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لتعلن
هويتها الجديدة المنبثقة من رحم الكارثة.
ويؤكد الناقد عبد الله ابراهيم أن الشعر لم يكن
أبدا ديوان العرب، فيقول "إن القول بغلبة الشعر على السرد خدعة لابد من إعادة
النظر فيها، فلم يشكل الشعر في تقديري غير نشاط ثانوي في الآداب العربية، وكان السرد
قديما وحديثا هو الأكثر تأثيرا".
وكتب الناقد فاروق يوسف عن رواية "الغبار الأميركي"
قائلا "حين صدرت هذه الرواية، بعد ست سنوات من الاحتلال الأميركي. ولأن كاتبها
زهير الهيتي لم يكن معروفا في الأوساط الأدبية العربية من قبل فقد كان مستواها الأدبي
الرفيع قد استوقف الكثيرين الذين اعتبروها مفاجأة، نظرا لأن الرواية في العراق لم تشهد
ازدهارا ملحوظا مقارنة بالشعر الحديث الذي كان العراقيون رواده في العالم العربي".