-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

غوغل تحتفي بالناشطة النسوية هدى شعراوي

نور الهدى محمد سلطان الشعراوي، ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في 23 يونيو 1879، وتوفيت في 12 ديسمبر 1947 م. تنتمي هدى شعراوي إلى الجيل
الأول من الناشطات النسويات المصريات، بالإضافة إلى شخصيات بارزة أخرى مثل: نبوية موسى وعديلة نبراوي وغيرهن. كانت من أبرز الناشطات المصريات اللاتي شكلن تاريخ الحركة النسوية في مصر في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
شكلت الفترة منذ بداية القرن وحتى أوائل العشرينيات مرحلة حرجة في تاريخ الحركة النسوية في مصر، حيث اتسمت يصورة من النشاط العام السري. وشهدت تلك الفترة انطلاق الشرارات الأولى للوعي النسوي لدي سيدات مثل هدى شعراوي وأخريات، وبداية الحركة النسوية المنظمة. فقد اضطلعت نساء الطبقتين العليا والوسطى بمزيد من الأدوار الجديدة في المجتمع، ليتركن نطاق بيوتهن مع الالتزام بالواجبات الثقافية والاجتماعية التي تفرضها "ثقافة الحريم". بينما واصلت معظم المسلمات ارتداء الحجاب تحول هذا الأخير تدريجياً بالنسبة للنسويات إلى أداة للمطالبة بتمكينهن من الأماكن العامة، وتمويه عن كل صور النشاط النسوي "الخفي".
كانت المؤسسات الدينية في مصر هي المسيطر الأكبر على الخدمات الخيرية والاجتماعية. ونجحت هدى شعراوي وغيرها من النساء المصريات من الطبقتين العليا والوسطى، في أن تصبحهن رائدات في تأسيس الجمعيات الخيرية، وجمعيات الخدمة العامة لمساعدة المحتاجين من النساء والأطفال. كما أنشأن عام 1909 مستوصف للفقراء من النساء من الأطفال وتم توسيع نشاطه فيما بعد ليشمل توفير الخدمات الصحية، وذلك ردًا على معدلات وفيات الأطفال المتفشية في البلاد. من خلال هذا العمل، فتح المجال نحو عالم جديد وأدوار اجتماعية جديدة، أصبحت فيما بعد جزءاً من جدول أعمال الحركة النسوية المنظمة.[6]
تسرد لنا شعراوي في مذكراتها بداية نشاطها لتحرير المرأة، والذي بدأ أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية في تلك الفترة للحصول على امتيازات للمرأة الأوروبية. وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة "الإجيبسيان" والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.[3]
وفي المجال الأدبي ساعدت هدى شعراوي في إنشاء واحدة من أولى الجمعيات الفكرية في القاهرة، والتي عقدت أولى محاضراتها عام 1909 وتناولت بجرأة موضوع الحجاب حيث قارنت بين حياة المصريات والأوروبيات، ويرجع ذلك إلى انتمائها للتفسير الأكثر ليبرالية للإسلام. في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، أصبحت هناك منتديات تتحدث فيها المصريات من الطبقة الوسطى مع ضيوف أجانب ويتبادلن الأفكار معهم. بدأت النساء تتحدثن في المدارس والجمعيات وأنشأن المزيد من الجمعيات والنوادي في القاهرة.
كان الاتحاد النسائي التهذيبي وجمعية الرقي الأدبية للسيدات المصريات من الجمعيات الفكرية حديثة الإنشاء، والتي اجتمعت فيها هدى شعراوي وغيرها من الأعضاء من أجل النقاش، والأحاديث غير الرسمية، وعقد محاضرات للمرأة. وقد واجهت المرأة المصرية آنذاك صراعًا شاقًا للحصول على مساحة عامة للاجتماع. إلا أنه ظل من غير المقبول اجتماعياً أن تتحدث نساء الطبقة العليا في العلن. وقد اتيحت للأجنبيات فرصة أكبر في المجال العام، ويمكن القول أن المتحدثات من ضيوف هدى شعراوي كن صوتها البديل. وقد ناقشن من بين العديد من الموضوعات، الإسلام باعتباره مصدر حقوق المرأة في مواجهة التقاليد والممارسات الثقافية الني تحاصرها. وقد انتشر نشاط تلك النساء وأفكارهن في المجال العام، رغم عدم مقدرتهم على الحديث علنًا (كانت الغالبية تنشرن مذكراتهن من المنزل)، لكن تأثير أصواتهن وأسمائهن تخطت بكثير حدود تلك المنازل.
في بداية القرن العشرين قامت هدى شعراوي وجمعيتها النسوية بتسهيل عملية الانتقال من النشاط "الخفي" إلى حياة أكثر انفتاحًا، وقد قمن بنشر آرائهن النسوية في كتب ومقالات في الصحف الرائدة لنشر مفهوم ان الأدوار الاجتماعية هي من صنع المجتمع، وليست محددة من قبل الله. وقد دعا عملهن إلى قيام المرأة بأدوار تتجاوز نطاق الأسرة ودافعن عن حقها في التعليم والعمل. اتخذت شعراوي موقفًا محافظًا تجاه النقاب، بينما كانت تعي جيدًا أن النقاب هو علامة قوية على العلاقة بين مفهوم الاختلافات الرئيسية بين الرجال والنساء، واعتبار النساء بمثابة كائنات جنسية أولية تهدد "بنشر الفتنة" بسبب الاعتبارات العملية والسياسات الشخصية اليومية، وقد فضلت شعراوي أن تتبنى نهجًا تدريجيًا تجاه خلع الحجاب، لها ولغيرها.
بعد سنوات من تنظيم الاجتماعات والنقاشات، والزيارات الدولية من قبل الرائدات النسويات، وتنشيط جدول أعمال الحركة النسوية، تحدثت هدى شعراوي علناً لأول مرة عام 1918. في سن الاربعين، قررت شعراوي كسر التقاليد وتحدثت لإحياء ذكرى الأيقونة النسوية ملك حفني ناصف (باحثة البادية)، التي توفت فجأة. وذلك خلال حدث كان بمثابة تأبين نسوي.
في أواخر الحرب العالمية الأولى، أسس زعماء الحركة الوطنية الوفد المصري للمطالبة بالاستقلال. عندما تم ترحيل سعد زغلول ونفيه، عملت هدى شعراوي بجانب زوجها الذي عين نائباً لرئيس الوفد، في الكفاح الوطني من خلال حشد شبكة النساء والمساعدة في تنظيم أكبر مظاهرة نسائية مناهضة لبريطانيا. احتشدت النساء في الشوارع لأول مرة تنديدًا بالعنف والقمع الذي تمارسه السلطات البريطانية ضد الشعب المصري، واحتجاجًا على القبض على الزعماء الوطنيين.[7]
عام 1920، قامت النساء اللاتي شاركن في مظاهرات 1919 والمتزوجات من زعماء وفديين بتأسيس لجنة الوفد المركزية للسيدات وانتخبت هدى شعراوي رئيسة لها. وقد لعبت الحرب العالمية الثانية دورًا مهمًا في توسيع نطاق الدعم الشعبي للوفد، من خلال تعزيز صلته بباقي الجمعيات النسائية. ومن ثم لعب دور مؤثر في الضغط على الحكومة البريطانية خلال مفاوضات الاستقلال على ضوء نفي سعد زغلول. استمرت شعراوي تعمل بنشاط كرئيسة للجنة الوفد المركزية للسيدات رغم وفاة زوجها في خضم الحركة الوطنية. واصلت نساء الوفد حملتهن للمطالبة بعودة الزعماء الوطنيين المحتجزين خارج البلاد. طالبت هدى شعراوي رئيس الوزراء البريطاني بالإفراج عن سعد زغلول والآخرين، ووقف الاستبداد الذي يمارسه البريطانييون في مصر.

انتقادات واجهتها

يرى النقاد أن هناك تعظيماً حدث لهدى شعراوى، حيث عاشت مصر فترة أراد الإقطاعيون وأصحاب الثروات أن يمتلكوا الريادة في كل المجالات كما حدث مع هدى شعراوى رائدة الحركة النسائية، فتنصيب هدى شعراوى كرائدة حركة نسائية، أغفل العديد من الجوانب، كما ظلم نبوية موسى، والتي ألفت كتاب «تاريخى بقلمى» عن نفسها ولم يأخذ حقه، وكتاب «المثل الأعلى للأمة والدولة» لتيسير ويصا والتي كانت واحدة من الفريق النسائي الذي ضم هدى شعراوى ونبوية موسى وصدر عن الحركة الوفدية، ونبوية موسى شخصية حدث ضدها اجرام لتغييب دورها، لأن حركة النهضة وقتها كانت تنحصر في خلع أو ارتداء الحجاب، لكنها كانت تبحث عن أدوار وحقوق أهم مثل الحق في التعليم، في الوقت الذي دارت فيه أغلب حوارات هدى شعراوى على الحديث حول قصرها، ومصنعها الخاص بالخزف. وأن تنصيبها كرائدة للحركة النسائية المصرية هو محاولة لتنظيف ملف وصفحة الإقطاع، فقد امتلكت 120 ألف فدان، وعدة مصانع، قيل إنها استخدمت ريعها في إرسال بعض البعثات العلمية، لكن لم يرد ذكر اسم عالم واحد قد تعلم بأموال هدى شعراوى، الأمر الذي يشكك في مصداقية القول إنها صاحبة بعثات علمية»[11].

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا