العلاقة بين التكنولوجيا والأدب وتأثيراتهما على أنماط الكتابة في العصر الراهن، هو المجال الذي يدور فيه كتاب "الأدب في مهب التكنولوجيا" للأستاذة الدكتورة مهى
جرجور، مستفيدة من نظريات التلقي والنظريات السيميائية في معالجة الموضوع بالإضافة إلى تلمّس دور الوسائط المتعددة في هذا النوع من الأدب على اعتبار أنها عناصر أساسية في إنتاج النص، والعلاقة بين المؤلف ومؤلَّفه.
في ضوء هذا الفهم، يطرح موضوع هذا الكتاب عدة إشكاليات متداخلة تطال وجود هذا الأدب العابر للحدود؟ أيحافظ على خصوصية ما أم يعبّر عن رؤى إنسانية موحدة؟ وتالياً هل يسير هذا الإبداع باتجاه توحيد الأنواع الأدبية التقليدية المتعارف عليها: شعر، قصة، مسرح في شكل أدبي واحد تختصره الرقمية في جلبابها أم يفتح الباب أمام أشكال جديدة لقراءة أعمال إبداعية لا ترتبط من قريب أو بعيد بالأشكال الإبداعية الورقية المعروفة؟
وللإجابة على هذه التساؤلات تستعرض المؤلفة مجموعة من الأعمال الإبداعية التي شكّلت التكنولوجيا، موضوعاً لها، وتقوم بدراستها ومقاربتها (نقدياً) ، يمكن اعتبارها بحق مرجعاً مهماً لكل من أراد الخوض في هكذا نوع من الإبداع.
يتألف الكتاب من أربعة فصول: يتناول الفصل الأول العلاقة بين التكنولوجيا والأدب، بينما يتناول الفصل الثاني أثر التكنولوجيا في بنية النص الأدبي من خلال خمسة أعمال هي : 1- شبح الكمبيوتر لمجدي صابر، 2- حماري والكمبيوتر لفؤاد الحاج، 3- الأزرق والهدهد لجاهدة وهبي، 4- وئيداً أحفر في جليد الحي: قصيدة لطه عدنان، 5- أوامر شعاعية: قصيدة لأحمد فضل شبلول. أما الفصل الثالث فجاء بعنوان "التكنولوجيا عنصر من عناصر الشكل الأدبي وبنيته" ، وهو عبارة عن عرض للمواقف النقدية منه، ونماذج من القصائد الرقمية الغربية لـ : كاندل، بروس سميث، ومايكل كولي. ونماذج من القصائد الرقمية العربية لـ : منعم الأزرق. ويأتي الفصل الرابع والأخير مخصصاً للأدب الرقمي التفاعلي ويعرض خمسة نماذج نذكر منها: قصيدة تفاعلية عربية: مشتاق عباس معن "بتاريخ رقمية لسيرة بعضها أزرق" ، وروايات تفاعلية فيسبوكية "رواية تكملها أنت، شو القصة؟ على بعد ملمتر واحد" (...) وعناوين أخرى.
