يعد العمل الحر حلًّا مثاليًّا للتغلب على مشكلة البطالة ولتجنب صعوبات العمل الوظيفي، وأيضًا في حال الرغبة بمضاعفة الدخل الشهري، وذلك بسبب المميزات العديدة التي تتوفر فيه، كأن تصبح مدير نفسك، إضافةً إلى المرونة وتوفير الوقت وتكاليف التنقل فضلًا عن اتساع سوقه وفوائده المالية.
والجدير ذكره أنّ النجاح في عالم العمل الحر بمختلف مجالاته ليس بالأمر السهل، فهناك مجموعة من الخطوات والمهارات التي ينصح بإتقانها لمن يرغب أن يخوض هذا المجال بمسمياته المتعددة.
"لا تتسرع" تعد الخطوة الأولى للنجاح في العمل الحر، فعلى الفرد أن يكتسب التجربة وألَّا يتسرع في ترك الوظيفة، أو استعجال حصد النتائج، ولكن المطلوب "البدء ببطء في العمل على مشاريع صغيرة بأوقات الفراغ المتاحة، وذلك لمعرفة بمدى الانسجام مع العمل الحر، وتكوين شبكة عملاء وتقييم التسعير".
إقرأوا أيضًا على شبكة الصحفيين الدوليين: 15 منصة عربية للعمل الصحفي عن بعد
وعلى من يمارس العمل الحر ألَّا يستعجل أيضًا حصد المال، فلا ضير إن عملت متدربًا وقدمت أعمالًا مجانية لشركات وزبائن، لأنه سيصعب عليك دخول السوق من دون أن تمتلك بضاعة تعرضها على الآخرين وتجذبهم لك بواسطتها.
أما الخطوة الثانية والحديث للمُنتِج أول بقناة الجزيرة مكرم كلاش، "قل نعم لكل شيء"، ويقصد به بأنه من السهل التفضيل بين العروض التي تصلك، وأنت صاحب خبرة ومشوار طويل، ولكن في البداية كل فرصة عمل ستحقق له فوائد ذهبية من خبرة وتجربة وعلاقات جديدة.
ويمكن تلخيص الخطوة الثالثة بـ"وفر المال لوقت الضيق عندما لا تتوفر مشاريع جديدة"، أما الرابعة فتؤكد أن "إدارة الوقت أهم مهارة في العمل الحر"، فعلى الفرد أن يقدر جيدًا مقدار الوقت والجهد كي ينجز المهمة المطلوبة ويقدر على أساسهما الأجر المستحق.
وينصح كلاش خامسًا بالإنتاج بجودة عالية، ويوضح: "يشهد سوق العمل منافسة شديدة، والعميل لن يعود لطلب خدماتك، إذ لم تقدِّم له شيئًا مميزًا (...) تعاملْ بلطف ولا تتهرب من الملاحظات ولا تُشعِر العميل بأنك مبتدئ في المجال".
إقرأوا أيضًا: بنود وشروط رئيسة في عقود العمل الحر عليكم معرفتها
وكذلك يرتبط النجاح بالعمل الحر بمجموعة من المهارات، أبرزها:
في عالم العمل الحر عليك أن تتقن ممارسة فنون العلاقات العامة، عبر تأسيس هوية رقمية خاصة بك، والتعريف بخدماتك للمهتمين وغير المهتمين، وعرض أحدث إنجازاتك بشكل منظم جاذب على موقعك الشخصي، وقد تكون بعض الكلمات التي تعرف بها عن نفسك على فايسبوك -مثلًا- مفتاحًا لعلاقة عمل جديدة.
- المصداقية والوضوح
قل "لا" إن كنت لا تستطيع إنجاز ما طلبه الزبون بالمدة التي يحتاج إليها، أو لأنك لم تملك بعد القدرة والخبرة اللازمة لتنفيذ التكليف، بالمقابل اتفق مع زبونك على أدق التفاصيل قبل الشروع في التنفيذ، كموعد تسليم الإنجاز، وآليات دفع المستحق المالي، وعدد مرات التعديل المتاحة.
- التخطيط وإدارة الوقت
من الوارد أن تجتمع عليك عدة مهام لمجموعة من الزبائن في وقت واحد، وهنا يجب على الفرد أن يستثمر وقته جيدًا بما يضمن إنجاز المطلوب على أحسن وجه وفق الشروط المتفقة عليها.
- لا تقطع الاتصال
علاقات العمل الناجحة يجب ألَّا تنقطع عقب إنجاز المهمة، ابْقَ على تواصل مع زبائنك السابقين عبر قنوات التواصل المتنوعة.
- أخلاقيات العمل
فهي واحدة سواء بالعمل الوظيفي أو الحر، والتي تشمل تحديدًا المحافظة على خصوصية البيانات والمعلومات التي قد يطلعك عليها العميل، والتزام حقوق الملكية وعدم النشر.
- لا تتوقف
تتغير احتياجات سوق العمل الحر بين ليلة وضحاها والمهارات تتجدد تباعًا، لذا طوِّر قدراتك واستثمر بذاتك فهما رأس مالك، وتذكر هنا أن قوة أعمالك هي أعظم أداة تسويق لك.
- البداية كالنهاية
اترك أثرًا جميلًا عقب انتهاء علاقة التعاون المؤقتة، حتى تشجع الزبون على العودة لك في المرات المقبلة، ولزيادة أوصال الثقة والاحترام المتبادلة، ولربما يرشد عليك آخرين للاستفادة من خدماتك التي تقدِّمها.
ولا تقتصر المهارات على ما تقدّم، فمن المهم إتقان فن التفاوض والإقناع، ومهارات الاستماع والنقاش، مع الالتزام بتحفيز الذات وعدم اليأس والاستسلام.
وإن كان عملك من المنزل، فاحرص على:
- اختيار المكان المناسب وبيئة منتجة بعيدًا عن الضوضاء، وتذكر أن الأريكة أو سرير النوم ليس مكانًا جيد للعمل والإنجاز.
- التصرف وكأنك في مقر الشركة، حيث المكتب النظيف البعيد عن المشتتات، وساعة محددة للعمل، وارتداء الملابس المناسبة للإنتاج.
- إخبار العائلة بساعات وظروف عملك، فلا مجال حينها للمقاطعة وقضاء أعمال منزلية.
- إعطاء كل شيء حقه، لأن الانغماس في العمل بعيدًا عن العائلة والأصدقاء والرياضة والترفيه يأتي بنتيجة سلبية على قدراتك الإنتاجية.
