جريا على عادته كل سنة ، ينظم مهرجان سيدي قاسم للسينما المغربية ندوة مركزية
ضمن برنامجه العام . وقد اختار لدورته السابعة عشر ، من 12 إلى 16 ماي 2016 ، موضوعا في غاية الأهمية يتمحور حول " لذة السينما المغربية" .
وفي هذا الصدد تعلن إدارة المهرجان عن فتح باب المشاركة في أشغال هذه الندوة، التي ستنعقد يوم 14 ماي 2016ابتداء من العاشرة صباحا بالقاعة الكبرى لبلدية سيدي قاسم ، في وجه النقاد السينمائيين و الباحثين في هذا المجالوفق الترتيبات التالية :
أولا ، يوم 27 فبراير 2016 هو آخر أجل لتلقي اقتراحات الراغبين في المشاركة على شكل عنوان وملخص للمداخلة في حدود 300 كلمة .
ثانيا ، 30 مارس 2016 هو آخر أجل لتلقي المداخلات كاملة بالعربية أو الفرنسية ، وذلك للتمكن من تصفيفها وتصحيحها وإصدارها في كتاب يتم تقديمه للحضور مباشرة بعد انتهاء أشغال الندوة .
تبعث العناوين والملخصات وكذا المداخلات كاملة إلكترونيا على العنوان التالي : ( belarabi1988@gmail.com) .
وفيما يلي أرضية الندوة التي صاغها الباحث السينمائي الدكتور بوشتى فرقزيد :
" جاءت السينما كنتيجة لتراكمات عرفها الإبداع الفني بشكل عام، إضافة إلى التطورات التكنلوجية في المجتمعات الغربية. وقد كانت الفكرة الأولى للأخوين لوميير هي تسجيل مشاهد يومية أي محاكاة الواقع و تطورت هذه الفكرة عند مجموعة من السينمائيين مثل دزيكا فيرطوف وغيرهم. ومع مرور الوقت، ارتبط هذا الفن السابع بمرجعيات سياسية/إيديولوجية و فلسفية و ثقافية، الى درجة اصبحت السينما في كثير من البلدان رهينة المؤسسات المهيمنة اقتصاديا و الموجهة للثقافة السائدة. ونتج عن هذا الوضع ظهور ثلة من المخرجين أنجزوا أفلاما تتمرد على ما كان قائما حيث طرحوا في أعمالهم قضايا إنسانية و التي أصبحت تنعت بالأعمال الخالدة.
و كمثيلاتها في العالم، عالجت السينما المغربية مواضيع و تيمات متعددة في سياقات تاريخية مختلفة، نذكر من بينها مثلا الهجرة و العودة في كل أبعادها و الثقافة الشعبية والاعتقال والمدينة والتاريخ كما تعددت الأشكال السردية و الأجناس الفيلمية. وفي بالمغرب اهتم النقد و أحاط بمجموعة من الإشكالات التي راهنت عليها السينما المغربية عبر تاريخها.
بيد أنه من الواجب التذكير بأن السينما تدخل في ما سمي بالجمال الفني الذي من شأنه إسعاد الإنسان عبر مضامينه وأشكاله. و من ثم فعلاقة الموضوع بذات المتفرج مسألة حاسمة في عملية الإبداع السينمائي كما هو الشأن في العمل الأدبي. وفي هذا الإطار نستحضر مكونا أساسيا في عملية التلقي ألا و هو اللذة)سمعية وبصرية و حسية ) دهشة، خوف، بهجة، إشباع(، لكون الفيلم يعتبر عملا ينجز لكي نفهمه و لكي نحس به أيضا )و على الخصوص(. ومن المعروف أن اللذة مرتبطة بحقول معرفية عديدة كعلم النفس) الذي يعتبر النظر فعل شبقي و القاعة المظلمة فضاء للحلم وللتنويم المغناطيسي( و الفلسفة و علم الجمال، و معروف أيضا أن هذه اللذة تمت محاربتها من قبل السلطة الدينية و السياسية.
في هذا الصدد، تعتبر اللذة عنصرا ضامنا لمسألة التعدد بتعدد الذوات المبدعة و المتلقية. كما أن اللذة تنبع من داخل المتن الفيلمي انطلاقا من مشهد أو لقطة، من موسيقى أو صوت، من لون أو ظل، من بداية شاعرية أو نهاية تراجيدية، من جملة أو حوار، من ثبات أو حركة الكاميرا...أي انطلاقا من الشكل الذي نقدم بواسطته الفلم/المحتوى. كما أن اللذة/المتعة تتحقق عبر علامات تكون واضحة أو في غالب الأحيان مضمرة.
وقد وظف مفهوم اللذة عند بعض النقاد في مقابل المتعة، لكون متون اللذة غالبا ما تكرس الواقع القائم أما أعمال المتعة فهي تحلحل الثابت والموروث عند المتلقي و تجعله متحولا. فعلاقتهما جدلية ومفارقة في نفس الوقت.
باختصار، فالسينما هوذلك الفن السحري الذي يستطيع أن يحول بشكل مفارق المعاناة الإنسانية إلى متعة بصرية ترتبط فيه باللذة و بالرغبة في إطار سياق نفسي و اجتماعي و تاريخي و ليست غاية في حد ذاتها. ومن هنا نطرح مجموعة من الأسئلة:
· مفهوم اللذة في السينما المغربية ) تخييلية /وثائقية(
· اللذة والشبق في السينما المغربية
· السينما المغربية بين اللذة والمتعة
· دور العنصر التقني والجمالي في توليد اللذة أو المتعة خلال مشاهدة الشريط السينمائي المغربي
· علاقة اللذة/المتعة بالرقابة الذاتية و المؤسساتية في المغرب
إن الغاية من هذه الأرضية، هو أن نسلط الضوء خلال الندوة الرئيسية لسيدي قاسم على هذا المكون الذي تم تجاهله من طرف النقد السينمائي لأسباب متعددة، ذاتية و موضوعية " .
عن إدارة المهرجان : أ.س
في انتظار الإعلان عن البرنامج المفصل للدورة 21 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف ، من 29 يناير إلى 5 فبراير 2016 ، علمنا من الموقع الإلكتروني للمهرجان أن الأفلام المغربية ستكون حاضرة من خلال العناوين التالية : " جوع كلبك " (2015) لهشام العسري ، في حفل الإفتتاح ، و " نساء ونساء " (1998) لسعد الشرايبي بمناسبة تكريم فاطمة لوكيلي ، والأفلام الجديدة " جوق العميين " لمحمد مفتكر و " تصنت لعظامك " للتيجاني الشريكي و " كاريان بوليوود " لياسين فنان " و " ميلوديا المورفين " لهشام أمل و " البحر من ورائكم " لهشام العسري و " عايدة " لإدريس المريني .
بقيت معرفة هل هناك أفلام مغربية أخرى مشاركة في المسابقة الرسمية وفقرة " الأفلام الوثائقية " ؟
أحمد سيجلماسي