صدرت منذ أيام قليلة الطبعة الأخيرة من "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب"
التي عملت عليها الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة وضمت 2000 شاعر وشاعرة على امتداد الرقعة العربية من الذين عاشوا خلال الخمسين عاما بين 1956 و2006، وقد صدر جزءان أو طبعتان للموسوعة على مدار السنوات الفائتة، وقالت فاطمة بوهراكة:
انطلقت بالعمل على الموسوعة الكبرى للشعراء العرب منذ عام 2007 وإلى عام 2015 وتطلب مني هذا الأمر عدة تضحيات شخصية, فقد تم طباعة الجزء الأول عام 2009 والثاني عام 2011 من قبل الشيخة أسماء صقر القاسمي مشكورة, لأتولى طباعة الجزء الثالث عام 2015 والمجلد الاخير بشكله النهائي ليشمل الشعراء 2000 على نفقتي الخاصة حتى يكون العمل مغربيا مائة بالمائة.
وأضافت: استنزفت الكثير من حياتي التي أعتقد أنني بحاجة ماسة للعودة إليها بسلام دون توتر البحث اليومي الشاق. وأعتقد أنني تمكنت من تحقيق منجز إدبي رائد ينافس المنجزات الدولية على مستوى المؤسسات الكبرى ولله الحمد وقد تمكنت من تحقيق حلمي وطموحي في أن أكون اول امراة بالعالم العربي تشتغل على منجز بهذا الحجم.
وعن الصعوبات التي واجههتها بوهراكة أثناء العمل في تلك الموسوعة الشعرية قالت: مسار الاشتغال على الموسوعة الكبرى للشعراء العرب عرف عراقيل وصعوبات كثيرة خاصة في بداياتها حيث إني وثقت بدعم وزارة الثقافة المغربية عهد السيدة ثريا جبران، ولكنهم لم يفوا بعهدهم مما جعل الموسوعة تتوقف لولا تدخل القدر بشكل إيجابي وتمت طباعتها في موعدها رغم هذا التخلي.
كما أنني تواصلت مع جل اتحادات كتاب العرب لكني لم أجد أذنا صاغية باستثناء اتحاد كتاب السودانيين الذي لبّى الدعوة مشكورا, وكنت محظوظة بوجود صداقات لشعراء وشاعرات من مختلف الدول العربية مما سهل على بعض الجهد الجهيد. لأصر في الاخير على متابعة البحث والجد مهما كان الثمن والحمد لله نجحت.
وأشارت إلى أن المجال الدراسي الذي احتواها أيام الجامعة قد يكون له الاثر الكبير في تحديد هذا تاريخ بداية الموسوعة من العام 1956 "وهو عام استقلال وطني المغرب من الاحتلال الفرنسي وإلى غاية عام 2006 لأعالج المشهد الشعري المغربي والعربي خلال نصف قرن منذ الاستقلال. ومن الطبيعي أن أجد شعراء أموات داخل الموسوعة التي عرفت هذا الحدث أي الموت لبعض شعرائها الاحياء الذين تحولوا مع مرور زمن الطباعة (من 2007 و2015) إلى أموات بدورهم".
 |  | |
 |  |
وأوضحت أن الموسوعة "تعنى بمسير الشعراء الذين ينتمون إلى جغرافية العالم العربي ويكتبون الشعر الفصيح بكل أجناسه, سواء القصيدة العمودية أو قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر دون الالتفات إلى ديانة الشاعر أو أيديولوجيته أو عرقه".
وبعد الانتهاء من طباعة كتاب الموسوعة الكبرى للشعراء العرب بشكله النهائي والذي وصل وزنه إلى أكثر من ثلاثة كيلوجرامات ونصف الكليو, تفكر بوهراكة حاليا في عمل حصري لدولة الامارات العربية المتحدة التي كانت سباقة لدعم عدة مشاريع أدبية في هذا الباب آخرها نشر ثقافة بيوت الشعر وأيضا مبادرة القراءة التي خصصت لها دعما رائدا للعالم العربي, إضافة إلى المسابقة الرائدة في مجال الشعر أمير الشعراء وغيرها الكثير، لكنها تفضل الصمت حاليا حتى يأتي موعده بحول الله تعالى.
غير أن الشاعرة المغربية تأسف لموقف اتحاد كتاب المغرب من مشروعها الضخم "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب" وقالت: لم أقرأ أي شيء – لغاية اللحظة - باسم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب يخص "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب" فآخر بيان تم الإعلان عنه من هذه المؤسسة الثقافية هو تضامنها مع الشاعر الفلسطيني أشرف فياض المقيم بالسعودية.
وعن إمكانية توزيع الموسوعة عبر كامل الدول العربية وجعله بالتالي في متناول القارئ العربي اينما كان، أكدت بوهراكة أنه "في غياب دار نشر مسؤولة وتقدر العمل, وفي غياب دعم مؤسساتي للمنجز تبقى الموسوعة رهينة بمن أراد شراءها مني بشكل مباشر وخلال هذا العام فقط".
وتوجه بوهراكة الشكر العميق والتقدير لعائلتها "التي تحملت مزاجي طيلة هذه السنوات". كما وجهت الشكر إلى كل الاقلام الاعلامية التي ساهمت في نشر خبر الموسوعة وهي في بداياتها والتي واكبتها حتى النهاية "منها منبركم الجميل ميدل ايست اونلاين"، وإلى القنوات الفضائية العربية التي اهتمت بها على رأسها القناة الثقافية السعودية والقناة الاماراتية الظفرة والقناة المغربية الاولى قسم الاخبار، إلى الإذاعات الدولية والمحلية منها إذاعة صوت العرب وإذاعة فاس الجهوية.
