عتبر محرك البحث "Google Search" الذي تم إنشاؤه عام 1997 من أكثر المحركات استخداماً على شبكة الانترنت وأكثرها شهرة وشعبية حتى اللحظة. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن أكثر من 90% من مستخدمي الانترنت حول العالم يبحثون عبر "غوغل" عن البيانات التي يريدونها، بينما يتقاسم النسبة الصغيرة المتبقية كل من محرك مايكروسوفت "بينغ" و"ياهو".
إلا أن محرك بحث "غوغل" الذي أثار جدلاً واسعاً بين المستخدمين خلال السنوات المنصرمة لأنه يقوم بتخزين بيانات كل شخص عندما يقوم بالبحث، ليس الوحيد في المجال الرقمي، بل هناك العديد من محركات البحث المشهورة وغير المشهورة أيضاً.
حيث ظهرت محركات بحث بديلة تحافظ على خصوصية المستخدمين، وتلغي حجب المواقع في بعض الأحيان كـ"startpage" و"ixquick"، بالاضافة الى محرك "duckduckgo" الذي يؤكد مطوروه على عدم تخزين استفسارات البحث أو عناوين بروتوكول الانترنت "IP".
هذا ويعتبر محرك البحث "Yandex" الروسي الشهير الذي يمتلك حوالى 60% من نسبة البحث على المحركات في روسيا، من ضمن محركات البحث البديلة عن "غوغل" و"بينغ"، وينطبق الأمر نفسه على محرك "Qwant" في فرنسا الذي تفوق على "غوغل" عندما أتاح مشاركات مستخدمي الشبكات الاجتماعية ضمن نتائج البحث. وكذلك محرك "Blekko" في الولايات المتحدة الذي يهدف إلى الحد من النتائج الخالية من المضمون والتي لا تتناسب مع احتياجات الباحث عن المعلومة إلا إنه لم يتمكن من منافسة "غوغل".أما محرك "Bing" الشهير، فسلطت "مايكروسوفت" الضوء على ما سمته "ممارسات غوغل غير العادلة" عبر حملة ترويجية معنونة "Bing it On"، التي تقارن فيها نتائج بحث "بينغ" بنتائج غوغل. حيث ظهرت نتائج البحث التي يوفرها بينغ أكثر مصداقية، لأنها لا تعطي الأولوية للإعلانات على حساب المستهلكين.
هذا ويتميز محرك "yahoo" بخدمة Flickr للصور داخل نتائج محرك البحث. كما أطلقت الشركة خدمة جديدة تتيح للمستخدمين معاينة كل من البريد الإلكتروني والمرفقات الموجودة به في نفس الصفحة بدلاً من الطريقة المزعجة التي يقوم فيها المستخدمون بالتبديل بين الاثنين.
وبعد الاتفاقية التي قامت شركة "ياهو" بتوقيعها عام 2010 مع "مايكروسوفت" والتي تسمح لمحرك البحث "بينغ" بعرض نتائجه على محرك بحث "ياهو"، قامت الشركة بعقد اتفاقية مماثلة مع "غوغل"، وكشفت الأخيرة في تقريرها الأخير أن غوغل ستوفر عدداً من نتائج بحثها على الهاتف أو على الحاسوب، مما سيوفر العائدات الجديدة للشركة من عمليات الإعلانات لنتائج البحث.
من جهة أخرى، تتيح أداة "NooG" التي يمكن تنصيبها في ثلاث محركات، "كروم" و"بينع" و"ويكيبيديا"، للمستخدمين البحث في العديد من محركات البحث مرة واحدة من دون الحاجة الى إعادة كتابة الكلمة أو الجملة مرة جديدة في محرك "Bing" أو"ويكيبيديا".
والجدير ذكره أن البرلمان الأوروبي قد أصدر قراراً مؤخراً يقضي بفصل شركة "Google" وخدمتها التابعة لها عن محرك البحث الخاص بها إذ يعتبر أن الشركة الأميركية تمارس نوعاً من "الاحتكار" من خلال سيطرتها القوية على الشركات التجارية الأخرى، بحيث يُمكن لمحرك بحثها الترويج لخدماتها التجارية ويعطيها أولوية بين سائر الشركات الأخرى.
