لوْ
أني -لا قدَّرَ- أصْبحتُ:عبد
السلام خلفي
لوْ
أني -لا قدَّرَ- أصْبحتُ
في العتْمةِ
أبحثُ
عن وجْهٍ أعرفُهُ،
عن حُبٍّ
يسكنُني،
عنْ
وجْهِ حبيبْ،
لكنَّ
يدي ترتدُّ إليّْ
ترتدُّ
وتمتدُّ إلى عنقي مِزَقاً
ترْتَدُّ
يباباً في صحراء،
قبضة
ُراحتِها
ريحٌ
ونحيبْ،
لوْ
أني -لا قدَّرَ- أصْبحتُ
فأيّ
عباد الله ينجّينْ !
لو أني
- لا قدّر- أصبحتُ
وقد
مزّقني الشارعْ
أحملُ
ذاكرةً تَعْلِكُني
وزماناً
وحنينْ
كالمومسِ
تحلمُ أن ترتدّ إليها
بكارةُ
عفتِها
متَلمِّسَة
– بالطرقاتِ-
أملاً
في وجْه غريبْ،
لكن
العفَّةَ لا تأتي
والأملُ
امتَدَّ كصحراءْ
تلفحُ
غصنَ كرامتِها
ويدي
تَمْتدُّ إليها:
هل تأتينْ
؟
هل تأتينَ
لنَرْحلْ؟
ونُعيد
القصّةَ مِن أوَّلِها
هل تأتينْ؟
كي نغرسَ
في أرضِ الصَّحراءْ
أولَ
غُصْنٍ للتين؟
لو أنِّي
– لا قدّر- أصبحتُ
وعلى
الحافة أمِّي تبكي
ونشيجُ
أبي في الرّدهة يعْلو
فبأي
إله أكْبر سأكونْ؟
هل تنسلِّين
إلى قلْبي
أو تنسلِّين
إلى بحر أغمسُه عينايْ
أو أغرس
أحلامَكِ
-سيِّدَتي- بَلَحاً
أو أغْرسها
زَيْتونْ.
الحاجب
21/ 01/ 1989