ستكون جائزة مراسلون بلا حدود- TV5 MONDE لحرية الصحافة لعام 2016 من نصيب المراسل السوري هادي عبد الله والموقع الإخباري الصيني
64Tianwang، فضلاً عن الصحفيَين-المواطنيَن الصينيَين لو يويو ولي تينغيو، حيث سيتم تكريم الفائزين في حفل توزيع الجوائز مساء الثلاثاء 8 نوفمبر\تشرين الثاني في ستراسبورغ.
تستضيف مدينة ستراسبورغ الفرنسية حفل جائزة مراسلون بلا حدود للعام الرابع على التوالي، وذلك في إطار فعاليات المنتدى العالمي للديمقراطية، بحضور الفائزين وعدد من المنتخبين والشخصيات الإعلامية. وسيشرف على تقديم مراسم الحفل المذيع فيليب ديسان من قناة TV5 MONDE، حيث سيكون الصحفي التركي الشهير كان دوندار، رئيس تحرير صحيفة جمهوريت اليومية والحائز على جائزة مراسلون بلا حدود لعام 2015، ضيف الشرف في حفل توزيع جوائز النسخة الـ25.
ففي فئة الصحفيين، منحت مراسلون بلا حدود الجائزة إلى هادي عبد الله، الشاب السوري الذي تحدى الكثير من المخاطر في سبيل نقل صورة الواقع السوري، حيث لم يتردد هذا الصحفي المستقل – البالغ من العمر 29 عاماً – في دخول عدد من المناطق الخطرة التي لا يقربها إلى القلة القليلة من زملائه في المهنة، مُجازفاً بحياته وسلامته من أجل تصوير الوقائع وإيصال صوت مختلف فعاليات المجتمع المدني إلى مسامع الجميع. فقد اختطفه عناصر جبهة النصرة لفترة وجيزة في يناير/كانون الثاني من هذا العام، بينما نجا من الموت بأعجوبة في عدة مناسبات أثناء القيام بنشاطه الإعلامي، في حين لم يسلم زميلُه المصور خالد العيسى، الذي فارق الحياة في يونيو\حزيران الماضي على إثر انفجار قنبلة يدوية في البيت حيث كانا يقطنان معاً، علماً أن هادي عبد الله نفسه أصيب بجروح خطيرة في ذلك الهجوم.
وفي فئة وسائل الإعلام، كانت جائزة مراسلون بلا حدود لهذا العام من نصيب الموقع الإخباري الصيني 64Tianwang. فبعد اثني عشر عاماً على تتويج مؤسسه، هوانغ كي، بجائزة مراسلون بلا حدود في فئة الحرية عبر الفضاء السبراني، مازالت السلطات الصينية تواجه هذا الموقع والصحفيين-المواطنين العاملين لحسابه بقمع منهجي ومستمر، كما تنهال عليهم بوابل من الهجمات السبرانية، بل وحتى المتعاونون معه يواجهون مخاطر كبيرة في سبيل نقل صورة الواقع لمواطنيهم. ففي سبتمبر/أيلول الماضي، اعتقلت السلطات الصينية خمسة مراسلين في جميع أنحاء البلاد، خلال تغطيتهم المؤتمر والمظاهرات المدنية التي أقيمت على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو. ورغم كل هذا القمع، إلا أن ذلك لم يحرك التزامهم الثابت قيد أنملة، حيث أوضح هوانغ كي أنه “خلال 18 عاماً من النشاط الحقوقي، لم يقبل أيٌّ منا التوقيع على اعترافات محرَّرة من قبل السلطات”، رافضين بذلك المساهمة في الدعاية للحزب الحاكم، الذي يذيع مثل هذه الاعترافات عبر تلفزيون الصين المركزي ووكالة شينخوا في محاولة لتشويه سمعة الأصوات المعارضة.
وفي المقابل، مُنحت جائزة “الصحافة المواطِنة” للثنائي الصيني لو يويو ولي تينغيو.
فمنذ اعتقالهما في 15 يونيو\حزيران 2016، ظل هذان الصحفيان قيد الاحتجاز لأكثر من ثلاثة أسابيع قبل أن يتمكنا من الاتصال بمحاميهما، حيث وُجهت لهما تهمة “الإخلال بالنظام العام” بسبب مواكبتهما وتوثيقهما لما شهدته مختلف أنحاء الصين من إضرابات واحتجاجات مدنية ومظاهرات للعمال، علماً أنهما قد يواجهان عقوبة السجن لسنوات طويلة وما ينطوي عليه ذلك من أشكال سوء المعاملة خلال فترة الاحتجاز.
وبهذه المناسبة، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، “نحن سعداء للغاية بمنح الجائزة لصحفيين ووسائل إعلام تحلوا بالمهنية وتميزوا بالشجاعة في بلدان حيث غالباً ما تُعتبر ممارَسة العمل الصحفي مرادفاً للمخاطرة بالحياة. ففي سن التاسعة والعشرين، أصبح هادي عبد الله عين المجتمع الدولي التي تقف شاهدة على الفظائع المقترفة يومياً في سوريا، هذا البلد الذي يُعد من أخطر البلدان على حياة وسلامة أهل هذه المهنة. ومن جهتهما، يأتي لو يويو ولي تينغيو على القائمة المُخزية التي تشمل 80 من الصحفيين-المواطنين والمدونين المحتجزين في الصين، والذين يدفعون ثمناً باهظاً مقابل التزامهم بإعلام حر ومستقل. وبدوره، يواصل موقع 64Tianwang الإخباري نضاله البطولي تحت سياط النظام الحاكم في بكين.
يُذكر أن جائزة مراسلون بلا حدود- TV5 MONDE تُمنح سنوياً منذ 1992، تكريماً للوجوه الصحفية ووسائل الإعلام المتميزة في الكفاح من أجل الدفاع عن حرية الإعلام أو تشجيعها، علماً أن عام 2016 يصادف النسخة الخامسة والعشرين من هذه الجائزة.