نقلا عن صحيفة الوسط البحرينية : أكد روائيون ومتخصصون بالمجال السينمائي أنه لا
يمكن المقارنة بين الرواية ككتاب والرواية نفسها بعد تحولها إلى عمل سينمائي
لاختلاف
النظرة لكل من أسس الرواية والسينما كونهما أعمال إبداعية مختلفة من حيث الأدوات، والطاقات
البشرية، والإمكانات الفنية المتعددة، إضافة إلى الفرق بين جمهور القراء والمشاهدين.
هذه المفاهيم وغيرها من أهم ما ميّز الجلسة الحوارية
التي عقدت ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بعنوان :"الكتابة
الرائجة وصناعة السينما"، وشارك فيها كل من: مانيا سويد، وهولي جولد بيرج، وجرام
سيمسيون، ويانا فاجنر، وأدراتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري.
وفي حديثها عن الموضوع، بينت مانيا سويد أن كلاً
من الراوي والسينمائي يحرصان على إنتاج عمل متميز، وعلى اعتبار أن الرواية هي مادة
السينما، وللسينما صناعة تتطلب عوامل عدة، فإنه من غير الممكن أن يتم تبادل الإنتقاد
بين الطرفين، أو أحدهما، لعدم انطباق الأحداث الروائية كما هي في الفيلم السينمائي،
وللظروف التي تحتاجها السينما مثل الحبكة الدرامية وما شابه.
جرام سمسيون أكد أن خيارات الجمهور هي الأخرى تفرض
وجودها على الروائي والسينمائي، لكن لكل من الروائي والسينمائي طريقته في استقطاب جمهوره،
وفي كل حال يرى أن جمهور السينما أكثر من جمهور الرواية على اعتبار تراجع معدلات القراءة،
وكثرة ما تحفل به السينما من مشاهد وموسيقا تستحوذ على الجمهور، وتقدم تجارب راسخة
في الذاكرة.
نقل الروايات الشهيرة إلى السينما أصابنا بالكثير
من الخيبات والفشل، بهذه الكلمات ابتدأت يانا فاجنر حديثها عن الرواية والسينما، وأضافت
قائلة: علينا كرواة أن نتقبل حقيقة عدم قدرتنا على تغيير شئ في العمل السينمائي تماماً
كعدم قدرة القارئ على تغيير شئ في العمل الروائي، حيث لا يمارس التغيير الذي يريد سوى
الإستمرار بالقراءة، لذلك فإن التعديل على الرواية مهم لإنتاج سينما جميلة.
وأوضحت هولي جولد بيرج أنه يمكن أن يتحول الكاتب
إلى مخرج بارع، والعكس صحيح، فهناك أهداف مشتركة بين الراوي والسينمائي، وقد حاول بعض
الرواة التخفيف من تدخل السينمائي في الرواية بكتابة السيناريو على سبيل المثال، لكنه
فشل أيضاً لأنه اضطر إلى المبالغة في تحوير نصوصه الرواية، واتخاذ مساقات لا تنسجم
مع السرد.
هذا وتحفل الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي
للكتاب بالمزيد من الحوارات والندوات الثقافية الأخرى، وسيستضيف المعرض في يومه 8 الموافق
9 من نوفمبر الحالي ندوة: العلاقات الكائنة بين المؤلفين والقراء، وندوة الرواية الإماراتية
بين الماضي والحاضر، والإبداع الأدبي والحاجة اليه، كما تتضمن الفعاليات الثقافية أماسٍ
شعرية، وتوقيعات للكتب الجديدة.