صدر للباحث المغربي الدكتور محمد غاليم أستاذ باحث في اللسانيات والعلوم المعرفية بجامعة محمد الخامس بالرباط كتاب قيم موسوما ب " اللغة بين ملكات الذهن بحث في الهندسة المعرفية " عن دار الكتاب الجديد المتحدة ببيروت ومما جاء في ظهر الغلاف :
الأنساق المركبة (complex systems) تملأ الكون، وما نحن وما أذهائنا/ أدمغتنا سوى أمثلة من أمثلتها، فالذهن / الدماغ البشري نسق متعدد واحد، هوکیان معرفي متعدد بتعدد أنساقه المركبة المتجلية من ملكاته التصؤرية والإدراكية المختلفة بمكوناتها ومجالات تخصصها، وهو في الوقت نفسه بيئة معرفية موحدة بحكم ترابط أجزائها وتفاعلها، ويحكم قيامها على آليات هندسية صورة مشتركة متفشية فيها.
ومن مكونات
التعدد الملكة اللغوية التي، بحكم ما تراكم من معرفة متقدمة عنها، يمكن اتخاذها
منطلقا لتلمس مظاهر الوحدة في هذا التعدد، على طريق بلورة نظرية شاملة للذهن /
الدماغ لدى الإنسان أو نظرية صورية للمعرفة، وهو طريق شاق طويل فتح مذ أعلنت
"الثورة المعرفية" و خمسينيات القرن الماضي خاصة خروج المعرفة الذهنية
من ظلمات " الصندوق الأسود" الشوكي إلى "أنوار" البحث العلمي
الجاد المتعدد التخصصات .
ويتطلع كتاب اللغة
بين ملكات الذهن، بدراسته الجديدة لمظاهر الهندسة المعرفية التي تحكم تصميم مملكة
اللغة وملكات حسية - إدراكية وتصورية أخرى، إلى الإسهام في سد فراغ ظاهرة هذا
المجال في المكتبة العربية اللغوية خصوصا. والفكرية والعلمية عموما، على حد علمنا.
ويمكن إجمال هدفه الرئيس في الدفاع عن وجود مظاهر هندسة معرفية صورة نووية تشترك
فيها الملكة اللغوية وملكات إدراكية وتصورية أخرى داخل بيئة الذهن/ الدماغ
المعرفية، كالموسيقى والعمل المركب والإدراك البصري / الفضائي والمعرفة الاجتماعية
- الثقافية ونظرية الأمن، وكلها ملكات متفردة بوظائفها وبخصائص ما تنتجه من بنيات
انطلاقا من مجموعة محدودة من المكونات الأساس أو الأوليات ( primitives) ومجموعة محدودة من مبادئ تأليفها، لكنها
ملكات متصلة متفاعلة، أما مظاهر الهندسة المعرفية الصورة النووية المشتركة
بين هذه الملكات، فهي المتغيرات المنشطة وتمثيلها (وهي أساس القواعد والقيود ) ؛
والبنية التنمية (التراتبية) ذات المكونات المرؤوسة أو اللامرؤوسة: والتكرار
(اللامحدود)، والتوازي القائم على التفاعل عبر الوجاهات .( interfaces)
إنه بحث يسعى ،
على المدى البعيد، إلى الكشف عن ثوابت الهندسة الصورية للخصائص المجردة التي تبنى
عليها المعرفة في مختلف الملكات الذهنية لدى البشر، ومثلما لا يكتمل اللحن الجماعي
ويصدح ويكشف عن أسراره إلا باندماج مكوناته، كذلك لن تتضح صورة الهندسة المعرفية
الشاملة الاشتغال الذهن/ الدماغ إلا بتبين طبيعة الاندماج بين مملكاته .
