-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

هل تدير الصحف ثرواتها من «الصور» بشكل صحيح؟ القاهرة: محمد عجم

(«الشرق الأوسط») تفرض الصورة الصحافية حضورًا مختلفًا ومميزًا، سواء على صفحات الجرائد أو المواقع الإلكترونية، ولم يعد من الممكن تصور قراءة الخبر دون صورة، فأحداث العالم 
كله من لقاءات، ومؤتمرات، واحتفالات، وحروب، ومجاعات، تنتقل إلى كل مكان في العالم عن طريق الصورة، التي تجعلك «في قلب الحدث».
inReadومع التطور الرقمي للصور، أفرزت كل تجربة صحافية محتوى بصريًا هائلاً، وأرشيفًا ضخمًا، وإنتاجًا متعددًا، هذا إلى جانب ما تضخه إليها وكالات الأنباء من محتوى مصور بشكل يومي، وهو ما يدعو للتساؤل.. هل استفادت الصحف من هذا الأرشيف من الصور الذي يواصل طريقه نحو التضخم؟ وهل لجأت الصحف والمواقع إلى «رقمنة» مقتنياتها المصورة وأرشفتها على أساس علمي أو أكاديمي يستند إليه؟
التساؤلات يجيب عنها الباحث المصري في مجال المعلومات والخبير في مجال الأرشفة الإلكترونية وإدارة الأصول الإعلامية، أحمد عبيد، الذي قال بداية: «الصورة تعد شكلاً تحريريًا صحافيًا قادرًا على اختزال كثير من المعاني والمتضمنات الفكرية والإنسانية والجمالية، كما أن شأنها شأن باقي أشكال أوعية المعلومات تحتاج إلى تحليل موضوعي أو أرشفة، لتيسير استرجاع محتوياتها من المعلومات، مثلها مثل تكشيف الكتب والدوريات والصحف، على اعتبار أنها تدخل في إطار الوثائق المصغرة (Micro Documents)، ومن هنا وأمام الثروة الكبيرة من الصور الصحافية ظهرت قضية ضخمة، وهي كيفية التحليل الموضوعي للصور، وأساليب استرجاعها».
ويتابع: «لا ينحصر معنى الأرشفة الإلكترونية للصور في مجرد تخزينها على وسائط إلكترونية وحسب، فمفهوم الأرشفة الإلكترونية للصور أعمق وأشمل من ذلك بكثير، فهو يعني استخدام البرامج الإلكترونية في إنتاج أرشيف لرصيد المؤسسة من الصور الفوتوغرافية، يقوم على تحليل ووصف هذه الصور من خلال الكلمات الدالة Keywords، وإتاحة هذه البيانات للبحث وفق تقنيات بحث متقدمة، ومن ثم استعراض الصور في نتائج البحث بشكل ييسر على مستخدم النظام الانتقاء منها وفق حاجته، وذلك في أسرع وقت ممكن بما يخدم المادة الصحافية التي تُعد للنشر». ويمثل أرشيف الصورة، أيًا كان نوعه أو شكله، بحسب عبيد، مصدرًا حيويًا ومهمًا للصورة الصحافية بالنسبة للصحف بأنواعها، وقد ازدادت أهمية هذا المصدر، بفضل التطورات التقنية المتلاحقة، التي أدخلتها الصحف حقل الإنتاج الإلكتروني.
وفي الوقت الذي يمثل فيه أرشيف الصورة الإلكتروني مصدرًا مهمًا للصور الواردة إلى شبكة الكومبيوتر بالصحيفة، فإنه يعد أيضًا مستودعًا للصور التي ترد إلى الصحيفة من مصادرها المختلفة ولم تأخذ طريقها للنشر، حيث لا تنشر عادة كل الصور الواردة للصحيفة، وكذلك لا تتخلص الصحيفة من الصور التي تم نشرها بالفعل، فقد تحتاج إليها مرات ومرات، سواء لنشرها مرة أخرى بمصاحبة بعض الموضوعات، أو من أجل إتاحتها للغير، بمثابة خدمة خاصة توفرها الصحيفة مقابل رسوم مادية محددة. وبرأي الخبير في مجال الأرشفة الإلكترونية، فإنه «كما ساعدت التكنولوجيا في تجاوز كثير من المشكلات التقليدية في الحفظ، وسهلت استرجاع الصور، فقد أدت إلى ظهور مشكلة في أرشفة الصور نفسها، حيث تحصل المؤسسات الإعلامية على آلاف الصور من الوكالات بشكل يومي، فضلاً عن الصور التي يتحصل عليها مصوروها، وتلك التي تأتيها من مصادر متنوعة، وقد تدور هذه الصور عن الأحداث ذاتها، وهو ما يُصعّب عملية حفظ هذه الصور وأرشفتها واسترجاعها، وهو أمر لم يكن يحدث بالصورة ذاتها في الماضي».
كما تخشى بعض المؤسسات الإعلامية من فقدان هذه الصور، ومن عدم إمكانية استخدامها لاحقًا، كما تشتكي من كم الوقت المنقضي في حفظها ومعالجاتها وتنظيمها وأرشفتها، وحاجتها لكثير من وسائط التخزين المتنوعة، ومن اضطرارهم لحذف بعض الصور، التي قد تكون ذات دلالة والتي قد تساعد في توثيق الأحداث وتأريخها، فضلاً عن أن إجراء كثير من التعديلات الرقمية على الصور، يصعب من قراءة وفهم وتحليل هذه الصور لاحقًا أو إعادة وضعها في سياقها.
ويتابع الباحث المصري: «المتابع لهذه الوضعية يجد أن تقنيات إنتاج الصور تسبق بمراحل تقنيات استرجاعها، بمعنى أن عملية استرجاع الصور تأتي في القلب من مشكلات نظم استرجاع المعلومات، وهو الأمر الذي يشغل بال كثير من المتخصصين خلال السنوات الأخيرة، لذا تبرز أهمية التعامل مع المواد المصورة من ناحية التحليل الموضوعي، باعتباره إحدى العمليات الفنية المهمة، إذ إن المؤسسات الصحافية تضيّع كثيرًا من الأموال بسبب عدم إدارة ما لديها من صور صحافية بشكل صحيح».
ويوضح عبيد أن مفهوم الأرشفة الصحافية أو التوثيق الصحافي، يعني تنظيم وترتيب المواد الصحافية من مقالات، وأخبار، وصور، وكاريكاتير، وفيديو، وانفوغرافيك بأساليب احترافية، لضمان وصول المحتوى المناسب إلى الشخص المناسب، في الوقت المناسب، لافتًا إلى أنه مع تطور الصحافة الرقمية، أصبحت هناك برامج خاصة بكل صحيفة لحفظ المادة على شبكة الإنترنت.
ويشير عبيد إلى اتجاهين اثنين سلكتهما معظم الصحف في الأرشفة الإلكترونية والتحول الرقمي، أولهما هو شراء أحد البرمجيات التجارية الموجودة بالسوق، وهي برمجيات متكاملة تضمن إدارة عملية النشر الصحافي بكاملها بشكل رقمي، بدءًا من تحرير الأخبار وانتهاءً بعملية الأرشفة، مرورًا بعملية النشر وتجهيز الأعداد.
أمّا الاتجاه الثاني فيكون اختيار بديل أقل سعرًا ويتجلى عبر تكليف شركة محلية صغيرة أو أحد المبرمجين بتصميم برنامج للأرشفة، وهو ما يكون أقل بكثير من حيث إمكانات البرنامج، والخدمات التي يقدّمها. إذا كان ما مضى يخص المؤسسات الصحافية، فمن جانب آخر، فإن أرشفة الصور ليست بالمهمّة الصعبة على مستوى الصحافي نفسه، «فمع تطور الأحداث وتسارعها بات ضروريًا على كل صحافي إنشاء أرشيفه الخاص الذي يتضمّن الصور والمواد الصحافية، وحفظه وإدارته بطريقة تسهل الوصول إليه، حيث توضح بعض الدراسات الأميركية أنه بسبب عدم وجود إدارة وتنظيم جيدين للمواد الصحافية (كالصور والمقالات والفيديو)، فإن أكثر من ثلث عمليات البحث التي تتم في هذا المجال تفشل في العثور على نتائج مناسبة»، بحسب عبيد.
وانطلاقًا من خبرته، يقدّم الخبير في إدارة الأصول الإعلامية عددًا من الخطوات التي تمكّن الصحافي من أرشفة الصور، فيقول: «من المهم الفصل بين فكر الأرشفة وبين الأدوات المستخدمة، فما يهم هو أن ينمي الصحافي مهارة التنظيم والأرشفة لديه، بصرف النظر عن استخدام برامج بعينها، ليكون قادرًا على تنظيم ما لديه بشكل منطقي يساعدك على استرجاع المعلومات التي يريدها في الوقت المناسب، فإذا كان الصحافي يقوم بالتصوير بنفسه، عليه ضبط كاميرته على التاريخ والوقت الصحيحين، وذلك لتيسير نقل هذه البيانات مباشرة مع الصور إلى الكومبيوتر، ومن ثم تسهيل البحث من خلالها».
كما يجب استبعاد الصور غير المهمة أولاً بأول، وعدم تركها تزاحم الصور القيمة حتى لا تصعب مسألة البحث، فكثرة الصور هو نوع من «الركام»، الذي سيصعب من عملية العثور على الصور الجيدة.
ويوجه نصائحه للصحافيين قائلاً: «لا تترك صورك مبعثرة على جهازك، احفظها كلها في (فولدر Folder رئيسي) واحد، فإن ذلك من شأنه تيسير البحث الموضوعي لها، ونقلها من جهاز لآخر، وعمل نسخ احتياطية منها، والتعامل معها بالحذف أو الإضافة».

ويتابع: «عنوان الصورة من الأمور الهامة في مسألة البحث والاسترجاع، وللأسف فهو ما يتغاضى عنه الكثيرون أيضًا رغم أهميته، كما يفضل استخدام التصنيفات الفرعية، بحيث تنظم الصور داخل شجرة من التصنيفات أو (الفولدرات)، وهو ما ستعرف قيمته بمرور الوقت في تسهيل البحث».

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا