صدرت عن دار «بغدادي» للطباعة والنشر مؤخرا، رواية جديدة للكاتب محمد فتيلينة تحت عنوان «خيام المنفى»، وهي تجربة مأخوذة من الواقع المعيش بداية من فترة
الحرب العالمية الثانية، والتي تدور أحداثها داخل سوق بلدة حاسي بحبح بالجلفة؛ حيث تلتقي الإرادة وتختلف الأقدار.
يعيش القارئ المتعة ممزوجة بالواقع المعيش في الجزائر آنذاك، وبالذات في مدينة حاسي بحبح وبين الخيال الواسع لنسج خيوط الحبكة السردية للرواية. عاد الروائي إلى فصول من التاريخ، ليقرأ به الواقع الممتد إلى الفترة الاستعمارية؛ حيث كان الشعب يعاني من الحرمان وكلّ فنون التنكيل والقهر.
قُسّمت الرواية إلى ثلاث مراحل زمنية، من بداية الثلاثينات إلى غاية الخمسينات، ومرحلة منتصف الستينات، وصولا إلى سنة 2015. شخصيات الرواية هي «سالم» و«رابح» و«بن داود»، تجمعهم ظروف الصعب والمجهول، عانوا جميعا من القهر والفقر وقلة الحيلة، ورغم ذلك يجنَّدون قصّرا في الحرب العالمية الثانية لمحاربة النازية.
يترك «سالم» ابن أخيه تركي المترسخ في جذور قريته، متنقّلا بين المضارب والخيام، مولعا بحكايات الحب والحلم المرتبط بالشجن، وينفى تركي بعيدا عن القرية كي لا يرى ولا يسمع شيئا من ابنة القايد عربية التي كان يقابلها خلسة في السوق وهي متخفية، ولما كانت الوشاية أراد القايد قتل تركي، فأصاب ابنته وقتلها ودفنها بعيدا، لكن جدة عربية قتلت ابنها القايد انتقاما، وظلت القصة عبر الأجيال كنوع من الترهيب من خطر الحب والخروج عن أعراف القبيلة.
تعيد الراهبة «جانفياف» إلى القرية حياتها بعد أن فقدت ابنة القايد. في هذه الأثناء تنقطع أخبار الثلاثة الذين أكلتهم القارة العجوز، لكن يبقى ذكرهم حيا في قلب ولسان تركي، يرتبط بهم إلى أرذل العمر، ويظلّ يحكي عنهم للأجيال؛ وكأنّ ما حدث كان بالأمس القريب بكلّ التفاصيل.
يظل تركي يعيش على ذكرى من أحب في الخيام المزروعة بالقرب من سوق المدينة منذ 80 عاما، ويملأ فراغ وقتِه بذاكرته، تجارب ناس السوق ومصائر شخصيات بدوية وحضرية، منها من رحل بدون رجعة إلى الضفة الأخرى.
للإشارة، محمد فتيلينة من مواليد سنة 1975 بالجلفة، يعمل مفتشا في التعليم الابتدائي للغة الفرنسية. نال شهادة الليسانس في الأدب العربي، وتحصّل سنة 2012 على الماجستير عن موضوع «التفاعل النصي في الرواية الجزائرية»، ويحضّر الآن أطروحة دكتوراه بجامعة الأغواط بعنوان «الموضوعاتية في الرواية الجزائرية، رواية «نجمة» أنموذجا».
صدر له «على حافة البحيرة» عن دار الخليل العلمية في الجزائر وبيروت 2011، و«تيمو الطابع الذهبي» سنة 2012 في فرنسا، و«بحيرة الملائكة» صدرت عن دار إبداع في القاهرة 2013، «أحلام شهريار» عن مؤسسه «إبداع» 2014، وحاز على جائزة الفرنكفونية لأحسن قصة عام 2015 لدار المخطوط الفرنسية برعاية اليونيسكو. وتحصّل سنة 2015 على جائزة «أطلس» الأدبية بجمهورية مصر العربية عن روايته «غبار المدينة».
المساء الجزائرية
الحرب العالمية الثانية، والتي تدور أحداثها داخل سوق بلدة حاسي بحبح بالجلفة؛ حيث تلتقي الإرادة وتختلف الأقدار.
يعيش القارئ المتعة ممزوجة بالواقع المعيش في الجزائر آنذاك، وبالذات في مدينة حاسي بحبح وبين الخيال الواسع لنسج خيوط الحبكة السردية للرواية. عاد الروائي إلى فصول من التاريخ، ليقرأ به الواقع الممتد إلى الفترة الاستعمارية؛ حيث كان الشعب يعاني من الحرمان وكلّ فنون التنكيل والقهر.
قُسّمت الرواية إلى ثلاث مراحل زمنية، من بداية الثلاثينات إلى غاية الخمسينات، ومرحلة منتصف الستينات، وصولا إلى سنة 2015. شخصيات الرواية هي «سالم» و«رابح» و«بن داود»، تجمعهم ظروف الصعب والمجهول، عانوا جميعا من القهر والفقر وقلة الحيلة، ورغم ذلك يجنَّدون قصّرا في الحرب العالمية الثانية لمحاربة النازية.
يترك «سالم» ابن أخيه تركي المترسخ في جذور قريته، متنقّلا بين المضارب والخيام، مولعا بحكايات الحب والحلم المرتبط بالشجن، وينفى تركي بعيدا عن القرية كي لا يرى ولا يسمع شيئا من ابنة القايد عربية التي كان يقابلها خلسة في السوق وهي متخفية، ولما كانت الوشاية أراد القايد قتل تركي، فأصاب ابنته وقتلها ودفنها بعيدا، لكن جدة عربية قتلت ابنها القايد انتقاما، وظلت القصة عبر الأجيال كنوع من الترهيب من خطر الحب والخروج عن أعراف القبيلة.
تعيد الراهبة «جانفياف» إلى القرية حياتها بعد أن فقدت ابنة القايد. في هذه الأثناء تنقطع أخبار الثلاثة الذين أكلتهم القارة العجوز، لكن يبقى ذكرهم حيا في قلب ولسان تركي، يرتبط بهم إلى أرذل العمر، ويظلّ يحكي عنهم للأجيال؛ وكأنّ ما حدث كان بالأمس القريب بكلّ التفاصيل.
يظل تركي يعيش على ذكرى من أحب في الخيام المزروعة بالقرب من سوق المدينة منذ 80 عاما، ويملأ فراغ وقتِه بذاكرته، تجارب ناس السوق ومصائر شخصيات بدوية وحضرية، منها من رحل بدون رجعة إلى الضفة الأخرى.
للإشارة، محمد فتيلينة من مواليد سنة 1975 بالجلفة، يعمل مفتشا في التعليم الابتدائي للغة الفرنسية. نال شهادة الليسانس في الأدب العربي، وتحصّل سنة 2012 على الماجستير عن موضوع «التفاعل النصي في الرواية الجزائرية»، ويحضّر الآن أطروحة دكتوراه بجامعة الأغواط بعنوان «الموضوعاتية في الرواية الجزائرية، رواية «نجمة» أنموذجا».
صدر له «على حافة البحيرة» عن دار الخليل العلمية في الجزائر وبيروت 2011، و«تيمو الطابع الذهبي» سنة 2012 في فرنسا، و«بحيرة الملائكة» صدرت عن دار إبداع في القاهرة 2013، «أحلام شهريار» عن مؤسسه «إبداع» 2014، وحاز على جائزة الفرنكفونية لأحسن قصة عام 2015 لدار المخطوط الفرنسية برعاية اليونيسكو. وتحصّل سنة 2015 على جائزة «أطلس» الأدبية بجمهورية مصر العربية عن روايته «غبار المدينة».
المساء الجزائرية