طلبت الأمانة العامة للأمم المتحدة من لجنة الأمم
المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) عدم إصدار تقرير أعدته المنظمة حمل
عنوان "الظلم في العالم العربي والطريق إلى العدل".
وأفادت مصادر مطلعة في الإسكوا بأن السبب وراء تراجع المؤسسة الدولية عن إصدار التقرير هو ضغوط مارستها إسرائيل ودول عربية.
وقال الكاتب والباحث السياسي التونسي أبو يعرب المرزوقي،
وهو أحد أعضاء فريق العمل، إن التقرير حاول
بشكل موضوعي الكشف عن الظلم في العالم العربي فتعرض بدوره للظلم.
ماهية التقرير
وأضاف لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة
(2017/1/25) شارحا ماهية التقرير، أنه تعرض للفروق الجنسية والطبقية والعرقية والطائفية،
وكذلك للظلم في المستوى الدولي الذي يساعد على الظلم في الإقليم.
ومن لاهاي، قال أستاذ القانون الدولي جون دوغارد
إنه لمن الغريب أن يحدث كل هذا الضغط، ولكن على المرء أن يقدر أن أي تقرير يتعرض لإسرائيل
أو لدول قوية في الشرق الأوسط سيواجه ضغطا حتى لا ينشر.
وحسب رأيه، فإن إسرائيل فاعلة في ممارسة الضغوط،
وأنه "للأسف تنزل الأمم المتحدة في الغالب عند مطالب إسرائيل"، ومن ذلك التدخل
الذي تتعرض له دائما تقارير المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
وضرب مثلا آخر، إذ أعدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة
(يونيسيف) تقريرا عن الدول التي تتعامل بوحشية مع الأطفال، وكانت إسرائيل من بينها
فاعترضت وجرى حذف اسمها من القائمة.
وخلص دوغارد إلى أن إسرائيل ومصر قويتان في المنطقة
وذواتا نفوذ، وأن التقرير الأخير ترافق مع مشورة "سيئة" قدمت للأمين العام
الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حتى تكون المنظمة الدولية أكثر حذرا في تقاريرها
المقبلة.
وإذا كانت إسرائيل معنية بمجابهة ما يفضح الاحتلال
والظلم الواقع على الفلسطينيين فمن الدول العربية التي وقفت ضد التقرير؟
يقول المرزوقي إن التقرير السابق حول التكامل العربي
عرف تدخلات من أنظمة عربية، مشترطين لتمويله تجنب الحديث عن الثورات المضادة التي تحول
دون التكامل العربي.
لمن يدفع
بهذا المعنى يضيف أن الدول التي دعمت الثورات المضادة
واصلت دورها في مواجهة التقرير الأخير.
ولكن المرزوقي متفائل لأن ما جرى "يفضح الأمم
المتحدة التي أصبحت مثل الجامعة العربية يجري توظيفها لأجندات من يدفع".
ومضى يقول إن التقرير صيغ بعلمية وموضوعية واعتمد
على مراجع ومصادر وأدلة من الأمم المتحدة نفسها.
وكانت مديرة الإسكوا ريما خلف قالت في تصريح سابق
إن هذه سابقة لم تقف عليها في تاريخ عملها بالمنظمة الدولية، حين منحت الأمم المتحدة
معدي التقرير فرصة نشره على مسؤوليتهم الخاصة، من دون ربطه بالأمم المتحدة.
وهنا يقول دوغارد إنه سيكون أكثر كفاءة لو صدر بعيدا
عن الأمم المتحدة، بل سيضيف ذلك للتقرير الكثير من الفاعلية والكفاءة، ويؤيده المرزوقي
قائلا "سيكون من الممنوعات المرغوب فيها جدا".