إذا كان المرء مرتبطاً عاطفياً ونفسياً وإبداعياً بفكرة الوصول؛ الإنجاز وتحقيق الحلم والسير نحو الغايات والأهداف، فهو هكذا، مرتبطاً بفكرة الأمّ البيولوجية والنفسية والإبداعية أيضاً.
لا تعني الأمّ الوصول والنهاية والتوقّف فحسب، بل الوصول إلى هدفٍ ما بشكل دائري، ثمّ مغادرته إلى شأنٍ آخر في متوالية كدّ وتربية وسعيّ وحلمٍ، وهذا المعنى، يتّفق مع طبيعية الأمّ البيولوجية، ويتّفق أيضاً مع مفهوم الإبداع، إذا كان على سجيّة الأمّ "الإبداعية"، في استعارة منها وتيمّناً بها، وهكذا، يصبح الوجود عظيماً، عند استعارته صفات الأمومة؛ الاحتفالات بفوز المنتخب المغربي في مونديال قطر مِثالاً على ذلك.
فالفرح والإبداع والوصول والانتصارات، كلّ ذلك في صِلة بالأمّ عاطفياً ومعنوياً، أمّا الهزائم وما يتّصل بها من الجيوش والحروب والإبادة، فهي تعني تجنّباً لها، بل والإطاحة بها.