-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

صوت المتنبي : علي أحمد باكثير


من الملأ العلوي من عالم الخلدِأهل عليكم بالتحيات والحمد
تقحمتُ حُجب الغيب حتى أتيتكملأجزيكم عن بعض إحسانكم عندي
قطعتُ حدود (الأين) في متطاولٍمن اللوح يفنى البعد فيه من البعد
كأن الفضاء اللانهائي سائرٌعلى كرةٍ لا حد فيها سوى حدي
إذا ما ركضت السير في فلواتهتشابه ما قبلي عليّ وما بعدي
إلى أن تجاوزت النجوم جواذباًإليهن عطفي غير أن لسن من قصدي
يناشدني - والنور ثمّ - لسانهالأنشدها شعري وأصفيها ودي
ولو لم تكن (مصرٌ) و(جلّق) الهوىو(بغداد) لم أبخل عليها بما عندي
معانٍ قضى فيها الشباب مآربيوسلّت بها كبرى العزائم إفرندي
وأمليتُ فيها الدهر غرّ قصائديفغنى بها الأجيال في السهل والنجد
************
قطعتُ حدود (الأين) حتى أتيتكمفمن (لمتى) ما بيننا قام كالسد
أجل، ألف عامٍ حال بيني وبينكمفلولا سبقتم أو تأخر بي عهدي
سعدتُ بلقياكم وفزتم برؤيتيلو أن يد المقدار ألغته في العدّ
ألا فتزحزح يا زمان لشاعرٍيريد فلا تقوى الجبال على صدي
أغرّك أنّ الأرض قد شربت دمي؟وأنّ عيون الشهب قد شهدت لحدي؟
رويدك قد خلدتُ في الشعر محضهولم يبق منه للتراب سوى الدُردي
فها هو في الأجيال ينساب صافياًإلى ابنٍ .. إلى ابنٍ .. من أبيه .. من الجد
يزيد على الأيام كالخمر سورةًلو أن حُميا الخمر تهدي كما يهدي
أنا الخالد الساري بأعصاب شعبهوما شعبه بالنزر أو ضرِع الخدّ
************
بني مصر أنفاس الخلود عليكمونشر الخزامى والرياحين والورد
سبقتم إلى تكريم ذكراي غيركموقدماً سبقتم للمكارم والمجد
رأيت (بلاد الضاد) عقداً منظماًولكن (مصراً) فيه واسطة العقد
قضيت لمصر بالإمامة بينهاوهل لقضاء شئته أنا من ردّ؟
ومن غيركم أهدى إلى (الضاد) شاعراًكشوقي ومنطيقاً كجباركم سعدِ؟
أحبهما لا بل أقدس فيهمامشابه من عزمي وأصداء من وجدي
أعدتم إلى (الفصحى) الحياة فزحزحتبأيديكم كابوس تُبّت والصُغدِ
هي الضاد لن يذوي على الدهر عودهاوقد خصها (الذكر) المقدسُ بالخلدِ
ستبدأ من حيث انتهت سائر اللغىخطاها إلى حدّ يجل عن الحدّ
ولا تعتبوها فهي بعد صغيرةٌولم يتنفس صدرها بعد عن نهدِ
علىأنها بالرغم من صغر سنهالناعسة الجفنين مياسة القدِ
يكاد يصيح الحب بين شفاهها"أنا الحب ما أخفيه فوق الذي أبدي"
************
تمنٍ يلذ المستهام بمثله"" وإن كان لا يغني فتيلاً ولا يجدي
وغيظٌ على الأيام كالنار في الحشا"" ولكنه غيظ الأسير على القِدّ
فلو عشتُ في هذا الزمان وأهلهلغيرت من نهجي وضاعفتُ من جهدي
وكنتُ تنكبتُ الملوك ومدحهافليسوا بأكفائي وإن نالهم حمدي
وأتعس خلق الله من زاد همه"" وقصّر عما تشتهي النفس في الوُجدِ
************
يقول أناسٌ إنني قد هجوتكمفإما أرادوا الشرّ أو جهلوا قصدي
ولم أهجُ إلا حالةً غاظني بهاوقوف بني الأحرار بين يدي عبدِ
ولستُ أبالي مادحاً لي وهاجياًفقد رويت نفسي من الصيت والمجدِ
ولي منهما ما لم ينله مملكٌولا شاعرٌ قبلي ولا شاعرٌ بعدي
ولكنني أصبحتُ رمزاً لمجدكميضمكم روضي ويجمعكم وِردي
فمن نالني بالسوء نالكم بهلذاك، ويعوي ضدكم من عوى ضدي
أبى الله إلا أن مجدي مجدكموإن رغم الشاني ومجدكم مجدي
(أبوكم أبي يوم التنفاخر (يعربٌوجدكم (فرعون) اضحى بكم جدي
تألّه و(التاريخ) طفلٌ وملكهتبسّمُ ذاك الطفل نوغي في المهد
تكلل بالريحان هامات ضيفهوتنضح أبهاء الندام بما وردِ
وقد أعلنت فيها المجامر وجدهافصعّدن أنفاساً من العود والندّ
تقوم عليهم في شفوفٍ رقيقةٍجوارٍ كمثل اللولوء النثر والنضدِ
يطفن عليهم بابنة الكرم حرّةٍوبالنُقلِ بعد اللحم والزُبد والشهدِ
فلا غرو في دعوى النبّوةِ مثلُهوليس له فوق البسيطة من ندّ
ويعجبني الجبار إذ هو قوةٌيهيم بها قلبي وأعبدها جُهدي
كذا فلتكن فتيان يعرب إن تردحياةً لها ما بين أعدائها اللُدّ
حرام عليكم أن يقوموا وتقعدواوأن تهزلوا والقوم ماضون في الجدّ
كثيرٌ عليهم بعدُ أن تقفوهمبني اللؤمِ منكم موقف الندّ للندّ
فكيف بأن يعلوا عليكم ويضربواعلى العُرب دون العزّ سداً على سدّ
*************
رفعتم شباب النيل أمس لواءهافنفستمُ كربي وبرّدتمُ وجدي
وثرتم على الحامي العتيد وصحتمُ"نعيش كراماً أو نُغيّب في اللحدِ"
بنفسي دماءٌ أهرقت في جهادكم( تحن إلى أسلافها قبل في (أحد
جريرتها أن كلفت حمل قيدهاوما خلقت إلا قضاء على القيدِ
أضاء سناها (بالشآم) فروّعتعِداها وردتها إلى خطةٍ قصدِ
أرى الحق في الدنيا يُردّ لقاهرٍولم أره يوماً يُردّ لمستجدِ
فإن لم تُنلكم نَصف قومٍ مودةً""أنال القنا والخوف خيرٌ من الودّ
ولن تبلغ الأعداءُ من مصر مطمعاًوقد زأرت فيها اللبوءُ مع الأسدِ
************
تناهت سلالاتٌ الجبابرة الألىبنو هيكل الدنيا إلى هيكل الفردِ
تقوم عليه أمةٌ عربيةٌرسالتها هدي الشعوب إلى الرشدِ
على كاهل الدنيا استقلت بموطنٍمن (المغرب الأقصى) إلى (الشطّ) ممتدِ
إذا هتفت (مصر) بلحن جهادها(تعالى صداه في (العراق) وفي (نجد
وخفّ له في (حضرموتَ) مهللٌوجلجل في آفاق (تونس) كالرّعدِ
رأيتُ (بلاد الضادِ) عقداً منظماًولكنّ (مصراً) فيه واسطة العقدِ
قضيتُ (لمصر) بالإمامة بينهاو ما لقضاءٍ شئتُه أنا من ردّ

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا