( 1 ) تسعة وستون عاما مرت علي ذكرى النكبة الفلسطينية يستذكر الشعب الفلسطيني ما تعرض له من تطهير وتشريد من أرضه، كما أنه يتمسك أكثر بقضيته وهويته، وحقه
الرئيسي المتمثل في العودة ..
النكبة لا زالت مستمرة بل ويعيشها الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين وفي اماكن الشتات بجميع انحاء العالم كل يوم في ظل الاعتقال والتعذيب ومحاولات الطرد والتهجير للمواطنين الفلسطينيين من أراضيهم، والحصار المفروض على قطاع غزة ..
ان شعب فلسطين هو اطول شعب يعيش تحت الاحتلال ومن حق شعبنا العمل على نيل حريته ويجب علي دول العالم مساعدة شعب فلسطين من اجل انهاء اطول احتلال شهده العالم ..
( 2 ) في ظل ذلك تمكن الفلسطيني اثبات ذاته من خلال مقوماته النضالية حيث عملت القيادة الفلسطينية علي تحديد اوليات للعمل وفي مقدمة هذه الاولويات كان العمل الدميلوماسي حيث يتطلب اليوم مضاعفة الجهود وبذل كل الطاقات الممكنة من اجل ايصال صوت الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية ولذلك من خلال اختيار الكفاءات في هذا المجال من اعلاميين ودبلوماسيين علي قدر هذه المهمة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب امكانيات عقلية وذهنية واعلامية وسياسية عالية وادراك المفهوم الوطني الفلسطيني وخاصة للعاميين في التمثيل الخارجي للشعب الفلسطيني .. ومما لا شك فيه ان الدبلوماسية الفلسطينية حققت العديد من الإنجازات الهامة علي هذا الصعيد في ايصال رسائل فلسطينية مهمة وخاصة علي المستوي الأوربي ولعل تلك الاعترافات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية تركت اثار واضحة لتسجيل اختراق هو الاول من نوعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية ..
( 3 ) في حصيلة الامر اننا نقف امام استحقاقات عشرون عاما من اوسلوا فحان الوقت لجني ثمار العمل وبناء جسور الثقة من اجل سلام شعب فلسطين ومن اجل دولة فلسطين المستقلة التي طالما حلمنا بها لتكون دولة واقعية علما وهوية وحدود وجواز سفر يحمل اسم دولة فلسطين وليس السلطة الفلسطينية ..
( 4 ) في ظل هذا الانتصار للدبلوماسية الفلسطينية وتلك الجولات المكوكية السريعة التي يقوم بها السيد الرئيس محمود عباس من اجل تحقيق قيام الدولة الفلسطينية وتعزيز مكانتها ورفع شانها علي المستوى العربي والدولي ..
( 5 ) اننا مستمرون من اجل وحدة الشعب الفلسطيني وانهاء الانقلاب .. واقامة دولتنا الفلسطينية وحماية نضالنا ووحدة شعبنا في اطار المواجهة المشروعة مع الاحتلال المستفيد الوحيد من هذا الانقسام الذي ينهش بالجسد الفلسطيني منذ عشره اعوام ..
( 6 ) اننا نؤكد على اهمية الزيارة التاريخية والهامة الى فلسطين والتي قام بها الرئيس الامريكي ترامب حيث تم استقباله علي انغام النشيد الوطني الفلسطيني فدائي .. فدائي وجائت هذه الزيارة في ظل استمرار اسرائيل بالتنكيل بالشعب الفلسطيني واستمرارها في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ..
( 7 ) اهمية الالتزام بالتعاون مع الرئيس الامريكي ترامب لعقد صفقة سلام تاريخية مع الإسرائيليين، وكذلك العمل معه كشركاء في محاربة الإرهاب وخاصة في ظل استمرار حكومة نيتنياهو ومواصلة القتل والمطاردة للفلسطينيين وملاحقتهم حيث تمارس حكومة الاحتلال الاسرائيلي الإرهاب المنظم بحق شعب أعزل لا يمتلك أدنى مقومات التوازن العسكري أو التكنولوجي في حرب غير متكافئة أصلاً معلنة من الطرف الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأن استمرار حكومة الاحتلال بتنفيذ مخطط الحرب على الشعب الفلسطيني يدفع بالمنطقة إلى الدمار الحتمي ويعيق فرص التقدم باتجاه خلق جبهة سلام فلسطينية قوية ومتينة وحفظ الأمن والهدوء بالمنطقة ولا يعزز أدنى شروط التفاوض.
( 8 ) اهمية حديث الرئيس ابو مازن عن القدس التاريخية بانها قدس محتلة وتخضع للاحتلال الاسرائيلي وهذا يؤكد بان القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية .. و إن السلام الحقيقي هو سلام الشجعان وأن لغة السلام هي منح الشعب الفلسطيني حقه لإقامة دولته وتقرير مصيره على أراضيه وضمان حق عودة اللاجئين بعيداً عن إرهاب حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني .
( 9 ) اهمية الموقف الفلسطيني باعتماد حل الدولتين على حدود العام 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، على أساس قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .. و التاكيد على أن الصراع ليس بين الأديان، و أن احترام الأديان والرسل جزء أصيل من معتقداتنا، وأن المشكلة مع الاحتلال والاستيطان، وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين.
( 11 ) وتبقى الحقيقة التي تظهر واضحة وضوح الشمس أن الاحتلال هو المشكلة الكبرى للصراع العربي الإسرائيلي ولا سلام مع الاحتلال .. لا سلام في ظل استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 ..
وأن السلام الحقيقي يبدأ في لحظة إعلان الجيش الإسرائيلي انسحابه من المدن الفلسطينية وإعلانه عن تفكيك المستوطنات والعمل على وقف أنشطة الجيش الإسرائيلي داخل المدن الفلسطينية وفي ضوء ذلك لابد من أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بوقف أي أنشطة تهدف إلى قتل القيادات الفلسطينية وبالتالي يتطلب أن توقف جميع الأنشطة الاستخباراتية الإسرائيلية والإعلان عن حل ادارة المناطق الفلسطينية وفك الارتباط بمؤسسات الاحتلال والادارة المدنية الاسرائيلية العاملة بالمناطق الفلسطينية ووقف أنشطتها تمهيداً لبناء الثقة فهذا يعني أن تدخل في عملية سلام حقيقة بعيداً عن الخداع والأكاذيب وسياسة اللف والدوران والمراوغة التي تتبعها الأجهزة العسكرية الإسرائيلية.
( 12 ) اهمية حديث الرئيس محمود عباس حول الاسرى في سجون الاحتلال الذين يواصلون اضرابهم لليوم السابع والثلاثون علي التوالي حيث اشار السيد الرئيس محمود عباس الي معاناة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم السابع والثلاثين على التوالي، مؤكدا أن مطالبهم إنسانية وعادلة وعلى إسرائيل الاستجابة لهذه المطالب .. ويجب العمل على اطلاق سراح حميع الاسرى من سجون الاحتلال الاسرائيلي .
( 13 ) إن من يريد أن يكون شريكا حقيقيا في صنع القرار علية أن يتحمل المسؤولية بدلا من إطلاق حملات الكذب والخداع وإثارة الفتن في الشارع الفلسطيني .. و إننا نتطلع إلى ضرورة الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية ودعمها لتكن قوية موحده في معركة المفاوضات الشاملة النهائية .
( 14 ) إن منظمة التحرير الفلسطينية وبقيادة الطليعة "حركة فتح" وجماهير الشعب الفلسطيني قادرين على المضي قدماً تجاه تحقيق الحلم الفلسطيني ومشروع الدولة الفلسطينية التي هي صمام أمان الحرية والاستقلال والسيادة ولنوجه آلية البناء نحو دعم مؤسسات الدولة ولنكرس مفهوم العمل الوطني بعيداً عن حب ألذات والبرامج الضيقة التي لا تخدم سوى أشخاص محدودين .. و لنعمل من أجل الوطن وندعم دولتنا ومؤسساتنا الفلسطينية لتكون فلسطينية الوجه وعربية العمق وعالمية التوجه .. لنحافظ على إنجازات الثورة الفلسطينية ونحميها ونحافظ على صورتها الوطنية المناضلة المشرفة أمام العالم بعيداً عن التشويه والماكنة الإعلامية الإسرائيلية التي تختلق الأكاذيب وتفتعل المشاكل وتصور الشعب الفلسطيني بأنه شعب إرهابي .
( 15 ) ان المطلوب اليوم هو تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لتجبر إسرائيل وحكومتها على تجميد البناء الاستيطاني واطلاق مفاوضات سلام على أساس حدود العام 1967 بدلا من توجيه التهديدات للجانب الفلسطيني و إنه على إسرائيل أن ترد على اعتراف شعبنا الفلسطيني بحقها بالوجود، بأن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
( 16 ) أن نضال شعب فلسطين سيثمر علي قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الاسرائيلي الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقي بوصلة فلسطين تجاه الوطن الفلسطيني مستمرة .. ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر .. لن تسقط قلاع الثورة وستستمر حتى قيام الدولة الفلسطينية واحده موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني .
( 17 ) لقد لقد حان الوقت لانهاء الاحتلال وإن إعلان الدولة الفلسطينية سيحقق السلام فى المنطقة والعالم وسعزز السلم الاهلي والاجتماعي واليوم يعترف بالدولة الفلسطينية اكثر من 117 دولة في العالم ونأمل من أولئك الذين لم يعترفوا بعد بدول فلسطين أن يفعلوا ذلك في أسرع وقت ممكن .
( 18 ) ان شعبنا العظيم لقادر علي تحقيق طموحاته ومصر علي نيل الاستقلال فهذا الحق الفلسطيني لا يمكن ان يتنازل عنه شعبنا فهو ماضي في طريق الشهداء والانتصار والثورة والدولة المستقلة حتي نيل الاستقلال في ظل هذا المد والجهد الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ..
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين