في كتابها الجديد "نحو منهجية علمية إسلامية..
توطين العلم في ثقافتنا"، تدافع أستاذة فلسفة العلوم ومناهج البحث، المصرية يمنى
طريف الخولي، عن إمكان التأسيس
لمنهجية علمية منطلقة من البيئة الثقافية العربية والإسلامية،
وتحاول نسف فكرة قيام العلم على المادية والقطع مع العقائديات.
يتناول الكتاب في أربعة فصول "ما قبل المنهج
وما حوله.. مقدمات راسمة"، و"العلم والمنهج"، و"التأصيل المنهجي..
علم أصول الفقه معاصرا"، و"النموذج الإرشادي الإسلامي نحو المستقبل".
وتنطلق المؤلفة من أننا "لم نحقق بعد الذات
الحضارية في عالم العلم وتطبيقاته التقانية مثلما فعلت أمم أخرى"، ورغم أن
"لدينا علماء مجتهدين ومبدعين، ولدينا جامعات ذات ريادة وعراقة وموقع ما في التصنيفات
العالمية، ومؤسسات علمية تنجز، فإن الجهود العلمية مشتتة. وما زلنا في مرحلة النقل
والاستهلاك المشتق من الهلاك".
وتدافع الكاتبة عن أن "العلم لا ينفصل عن إطار
حضاري هو الذي ينجبه ويطبقه ويفعّله البحث العلمي المنتج المبدع"، وهو ما معناه
أنه "لا توطين للحركة العلمية، ولا تأصيل لها في ثقافتنا، إلا إذا كان لدينا أصول
للمنهجية العلمية كامنة في خصوصيتنا الثقافية، لنقوم بتطويرها في طريقنا لاستيعاب الآليات
المنهجية المعاصرة، في إطار نموذج علمي إرشادي إسلامي متجه صوب المستقبل".
منهجية إسلامية
وتخلص الكاتبة إلى أن السبيل لتوطين الظاهرة العلمية
وتأطيرها ينبني على المنهجية الإسلامية القائمة على ثلاثة أبعاد؛ هي: منهجية التعامل
مع الأصول (القرآن والسنة)، ومنهجية التعامل مع التراث (التراث الإسلامي والعالمي)،
وأخيرا منهجية التعامل مع الواقع.
وتوضح يمنى أن تلك المنهجية لا تتوقف عند حدود المعرفة
المحضة، بل يناط بها عدد من الأدوار، منها تجديد الخطاب الديني، ورأب الصدع بين الأصالة
والمعاصرة، وبين التراث والحداثة، وبين الماضي والمستقبل، وبين الإنساني والطبيعي،
وبين القيمي والعقلي، وبين الدين والعلم.
ويسعى الكتاب من خلال تفصيله في بعض العلوم المنهجية
والعقلية التي ازدهرت في البيئة الإسلامية، لإبطال فكرة غربة العلم عن هذه البيئة،
وغياب روح المنهجية العلمية عن الحضارة العربية والإسلامية، حيث تشدد الكاتبة على أن
خيار المادية وضرب الأبعاد الثقافية والعقائدية، الذي هو خيار الحضارة الأوروبية، ليس
شرطا بالمطلق لقيام المنهجية العلمية.
وقبل هذا الكتاب أصدرت الكاتبة عددا من الكتب منها:
"فلسفة العلم في القرن العشرين"، و"فلسفة كارل بوبر"، و"العلم
والاغتراب والحرية"، و"مشكلة العلوم الإنسانية"، و"ركائز في فلسفة
السياسة"، إضافة إلى "مفهوم المنهج العلمي".
المصدر : وكالة الأناضول