استضافت جامعة بنغا،مالدوه،بنغال الغربية في الهند ندوة علميّة عن أدب الأطفال عند الأديبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينيّة د.سناء الشعلان،وقدّم النّدوة الأستاذ الدكتور
إشارت علي ملا رئيس قسم اللّغة العربيّة في جامعة كولكتا الهنديّة.
والنّدوة التي حضرها طلبة الآداب وقسم اللّغة العربيّة في جامعة "الهنديّة" قد حملت عنوان " ربط الحاضر بالماضي في قصص الأطفال عند الأديبة سناء الشعلان" .
وقد ابتدأ الرفيسور إشارت على ملا النّدوة بتقديم ورقة عمل عن السيرة وأقسامها ومصادرها في الأدب العربي،ثم عرّج على الفرق بين كاتب السيرة الذاتيّة والسّيرة الغيرية،ثم أردف ذلك بتقديم عرض عن حياة الأديبة سناء الشّعلان،وعن تجربتها في كتابة القصّة للأطفال لا سيما في مشروعها الحضاريّ السّيري عبر مجموعة الأطفال المصوّرة "الذين أضاءوا الدّرب" الذي صدر منه القصص المصوّر التّالية: العزِّ بن عبد السّلام: سلطان العلماء وبائع الملوك"2007،و"عبّاس بن فرناس:حكيم الأندلس" 2007،و"زرياب: معلّم الناس والمروءة" 2007،و"هارون الرّشيد: الخليفة العابد المجاهد " 2008،و" الخليل بن أحمد الفراهيدي:أبو العروض والنّحو العربيّ" 2008،و" ابن تيمية: شيخ الإسلام ومحيي السّنّة " 2008،والليث بن سعد: الإمام المتصدّق " 2008. فضلاً عن عدد كبير من الإصدارات القصصيّة والروائيّة والمسرحيّة للأطفال.
وقد حصلت المجموعة على أكثر من جائزة،منها: جائزة شرحبيل بن حسنة للعام 2008 للإبداع عن قصّة" زرياب" للعام 2008،و جائزة دار ناجي نعمان للثقافة
عن السّيرة الغيرية للأطفال بعنوان (زرياب) للعام 2006.وذلك بعد أن أُشهرت رسمياً في معرض الكتاب في قطر في عام 2006.
وقد تحدّث البرفيسور إشارت علي ملا عن آلية وفنيّات تصوير الواقع وعرض مشاكله وأزماته ووضع حلول لها عبر استحضار نماذج حضاريّة إسلاميّة من التّاريخ المشرق للحضارة الإسلاميّة،وذلك عبر مجموعة " الذين أضاءوا الدّرب" ،وهي مشروع عملاق بمواهب عربية وبأقلام مؤمنة بدورها في إيقاظ الأمة، وتحفيزها على استعادة دورها الإنساني الريادي، وهي فكرة سامية توفّرت لها النيات الطيبة ، والدّعم المادي ، والتفرّغ والإبداع لكي تقدّم طلبًا لأجر الله ، وسعيًا لمرضاته،وأملاً في تقديم أدب للطفل المسلم،ويراعي ذوقه،ويحترمه مزاجه وخصوصيته،ويسمح لخياله بالتحليق دون أن يقطعه عن تاريخه أو حضارته أو دينه أو أمته،أو أن يعيشه في خيال مضلّل مبني على الجهل والمغالطات والأخطاء، بل هو أدب يقدّم للطفل ليربط ماضيه بحاضره،يوقظ داخله مشاعر الاعتزاز بأمته ،ويحثّه على استنهاض روح العمل والاقتداء بالآباء والسلف من العلماء والمبدعين الذين أعلوا بناء صروح الحضارة الإسلامية،فالمجموعة تستحضر مواقف مشرقة من تاريخ أمتنا، وتعرّف بإعلام،هم رموز من رمز أمتنا ومن من أركان نهضتها الإنسانيّة فضلاً عن الحضاريّة. وهذه القصص تُقدّم بأسلوبٍ حكائي ممتعٍ ومبسّط يلائم الأطفال تحت سن 16 سنة .
فمشروع سلسلة الذين أضاءوا الدرب الذي رأى النور أخيرًا تحت مظلة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي في قطر يقدّم أدبًا غير ملوث ، ولا مشوهًا ولا مسممًا للناشئة العرب والمسلمين ، وذلك عبر قصص منفصلة شخصيات من التاريخ الإسلامي كان لها فضل حمل نبراس العلم ، وإضاءة الدّرب للإنسانية في شتّى حقول المعرفة والعلم والفنون والإبداع والتميّز.
وقد حرصت السّلسلة على تقديم شخصيات خالدة قدّمت الكثير والمميز في حقول المعرفة والعلم والريادة الإنسانية،ولكنّها لم تُكرّس كما يجب في قصصٍ للأطفال،وبات من الواجب أن تُقدّم للأطفال في قصص تراعي ذوق الأطفال وفهومهم وإدراكاتهم،وتمدّهم بما يحتاجون إليه من معلومات دقيقة متكئة على أمهات
الكتب ومصادرها،فهذه المجموعة القصصية تعمل على الحفاظ على ذاكرتنا القومية، إذ إنّها تستعرض قصص حياة علماء قلّما يتناولهم البحث، ويجهلهم الكثير من أطفالنا الناشئة.
كذلك تُعنى قصص السّلسلة بتعزيز الكثير من القيم الايجابية، وتحّث عليها،مثل: الإيمان بالله، الصبر، الإخلاص، الشجاعة، التصميم والإرادة، العمل الصادق، حبّ العلم، حبّ الوطن والأهل، التعاون، المغامرة، الاكتشاف،...الخ.
والسلسلة تطمح إلى أن تقدّم في مرحلتها الأولى ألف قصة عبر خطة زمنية تمتدّ إلى سنوات ، يأخذ نادي الجسرة على عاتقه إنتاج جميع قصصها ، التي تحفل بالشكل الأنيق والرّسم الجميل الذي يجذب الطفل إلى المجموعة، ويفتحه على التخيّل،فهي قصص مقدّمه ضمن شرط طباعة ورسم وإخراج ومونتاج عالية الجودة.
كما أنّها مضبوطة الحروف ، مشكولة الأواخر، وتعتمد أسلوب تقديم معجم مفسّر للكلمات الجديدة التي تستخدم في القصة ؛ بغية إثراء معجم الطفل ، وتعريفه بالكلمات