صحافيون يعتبرون توقف الصحف المطبوعة في عدد من الدول إجراء ضروري خصوصا أن الصحف الورقية تعاني تدهورا مستمرا وقد يكون القرار تمهيدا لتوقف مستمر.
تستمر الدول العربية بالإعلان عن توقف الصحف المطبوعة ضمن إجراءاتها لمكافحة انتشار فايروس كورونا، لكن العاملين في القطاع يعتبرون أن هذا الإجراء يعجل بنهاية الصحف الورقية، مع إرساء سلوكيات جديدة للقراء.
تستمر الدول العربية بالإعلان عن توقف الصحف المطبوعة ضمن إجراءاتها لمكافحة انتشار فايروس كورونا، لكن العاملين في القطاع يعتبرون أن هذا الإجراء يعجل بنهاية الصحف الورقية، مع إرساء سلوكيات جديدة للقراء.
قررت عدة دول عربية وقف إصدار الصحف المطبوعة الخاصة والحكومية إلى أجل غير مسمى، كأحد الإجراءات الاحترازية لمحاربة انتشار فايروس كورونا المستجد، في خطوة قد تعجل بنهاية الصحف المطبوعة مع اعتياد ما تبقى من قراء الصحف على النسخ الإلكترونية.
والإجراء الذي بدأته الأردن الأسبوع الماضي بإعلانها توقيف طباعة الصحف الورقية كونها تسهم في نقل العدوى، انسحب على عدة دول أخر، حيث دعت الحكومة المغربية جميع ناشري الصحف والجرائد الورقية إلى تعليق إصدار ونشر وتوزيع الطبعات الورقية ابتداء من الأحد وحتى إشعار آخر للحد من انتشار فايروس كورونا.
وقال بيان لوزارة الثقافة والشباب والرياضة المغربية إن هذه الدعوة “تأتي في إطار حالة الطوارئ الصحية المعلنة في المملكة، وتفعيلا للإجراءات المتخذة من أجل مواجهة انتشار فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19)”. وأضاف البيان “تهيب الوزارة بجميع المؤسسات الصحفية المعنية الاستمرار في توفير خدمة إعلامية في صيغ بديلة في الظروف الحالية”.
وقرر المجلس الوطني للإعلام في الإمارات وقف تداول الصحف والمجلات و»المنشورات التسويقية» الورقية مؤقتا اعتباراً من 24 مارس الجاري و حتى إشعار آخر.
كما أعلنت السلطات العُمانية وقف الطباعة الورقية للصحف والمجلات والمنشورات ومنع تداولها ضمن إجراءات وضعت لمواجهة الوباء العالمي. وأوقفت أيضا صحيفة عكاظ السعودية، نسختها الورقية مؤقتًا، بدءًا من الأحد، على أن يستمر إصدار الصحيفة إلكترونيا. وسبق أن أوقفت كل من صحيفتي “الوطن”، و”الراية” القطريتين، عن الصدور خوفا من انتشار الفايروس المستجد.
واعتبر عدد من الصحافيين أن الإجراء ضروري، لكنه لا يلغي أنه خبر حزين، خصوصا أن الصحف الورقية في السنوات الأخيرة تعاني تدهورا مستمرا، وقد يكون التوقف المؤقت تمهيدا لتوقف مستمر، إذا خسرت الصحف آخر قرائها المحافظين على ولائهم للصحف. وقال الكاتب العماني عصام الشيدي في مقال لصحيفة “عمان”، أن “23 مارس، يوم فارق في تاريخ جريدة عُمان، وفي تاريخ الصحافة العمانية، عندما تتوقف للمرة الأولى جميع الصحف ورقيا عن الصدور بسبب فايروس كورونا”.
وأضاف، كان الأمر صعبا جدا عليّ وعلى الزملاء في جريدة عمان ونحن نعلم أن المساء سيمر دون دوران المطبعة، والصباح سيمضي دون جريدة تصلك إلى البيت أو تجدها صباحا على مكتبك، كانت الوجوه تناظر بعضها والأسئلة تولد الأخرى عن شكل اليوم التالي، وفي البال كيف نبقى على اتصال مع القارئ بنفس القدر الذي كنا عليه ولكن بشكل يتناسب مع القالب الجديد”.
وانضمت سوريا إلى قائمة الدول العربية التي قررت تعليق إصدار الصحف الورقية، حيث قالت وزارة الإعلام السورية إن القرار جاء بعد اجتماع ضم عددا من رؤساء التحرير برئاسة وزير الإعلام عماد سارة، حيث تم بحث عملية توزيع الصحف الورقية ومخاطر انتقال فايروس كورونا على ورق الصحف، إضافة إلى مسألة الالتزام بقرار الحكومة وقف النقل بين المحافظات وأثره على عمليات التوزيع. وقالت إنها علقت الإصدارات الورقية حتى إشعار آخر على أن تستمر بالصدور إلكترونيا، ويشمل القرار جميع الصحف الورقية حكومية وخاصة. وأوضحت وزارة الإعلام أنه تم الاتفاق على تعليق الصدور الورقي والإبقاء على النشر الإلكتروني بهدف استمرار الصحف بالقيام بدورها الإعلامي التوعوي في هذه المرحلة للتصدي لفايروس كورونا، وكذلك الحفاظ على الصحة العامة باعتبار مادة الورق من الأسطح الناقلة للفايروس.
وأضافت أنه تم أيضا الاتفاق على تعليق صدور صحف الجبهة والصحف العمالية، بعد التواصل مع نائب رئيس الجبهة ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال.
وتقتصر الصحف الحكومية في سوريا على اثنتين مركزيتين، إضافة إلى صحيفة “البعث” شبه الحكومية، وهي التي يصدرها حزب البعث.