-1-
على حين غفلة يهاجم فيروس "كورونا" العالم بعدوى
جائحة غير متوقعة، ليس للانسان لا في شرق العالم ولا في غربه، اي سلاح لمواجهتها
او القضاء عليها، وهو ما اصاب كل الانظمة
والحكومات بدوخة حادة، وجعلها تبحت عن
حلول سريعة لايقاف اضرارها المتعددة الاصناف، حيت لم تقف اضرارها الفتاكة عند
الجانب الصحي فحسب، بل امتدت ضرباتها القاسية الى الاقتصاد العالمي بعدما اغلقت
الدول حدودها الجوية والبحرية والبرية للحد من انتشارها، وهو ما خلق ازمة حادة،
لاسابق لها، تضرب الصناعة والتجارة والسياحة والنقل والصحة والتعليم مرة واحدة، في
مشرق الارض ومغربها.
هكذا وصل فيروس "كورونا" في لحظة سريعة الى
مرحلة "الوباء" الكاسح بعدما خرج عن السيطرة في العديد من جهات الدنيا،
واصبح يهدد البشرية باسرها، خاصة بعدما اعلنت القوى العظمى عدم قدرتها على احتوائه
والقضاء عليه.
-2-
مع ظهور هذا الوباء، ظهرت اخباره المتداخلة على قنوات
التواصل الاجتماعي بكل اللغات والاساليب.
*الصين تتهم الولايات
المتحدة الامريكية باختراعها ونشرها فيروس "كورونا" بهدف وضع نهاية
للتفوق الصناعي/التجاري/العلمي للصين الجديد.
*الولايات المتحدة الامريكية
تتهم الصين باختراعها هذا الوباء اللعين لتضع حدا للتفوق الامريكي على الارض كقوى
عظمى، ولتزعزع وضعيتها الاقتصادية والعسكرية، ولتفكك انظمتها السياسية التي تهيمن
على الارض.
وقبل هذه الحملة الاعلامية المتداخلة، توقع العديد من
الخبراء المختصين في الصراع الصيني الامريكي، ان ماحدت كان لابد له ان يحدت، وان
النتائج الاولية ستكشف ان الدول الفقيرة والمتخلفة ستكون هي الضحية الاولى
والاخيرة لجائحة "كورونا".
-3-
ربما تكون هذه سابقة في التاريخ، حيت يواجه العالم هكذا
جائحة لم يكن على استعداد لمواجهتها.
في هذه الجائحة ظهرت في كل انحاء العالم الاهمية القصوى
لدور المربي والعالم والمثقف والطبيب ليختفي دور السياسي الذي لم يستطع شيئا سوي
اغلاق المساجد والمقاهي والملاعب الرياضية وافراغ الشوارع من المارة.
يعنى ذلك ان "كورونا" اعطت السياسة دروسا بليغة.
قبل قليل كانت تضع المتقفين والعلماء والاطباء في الصفوف الخلفية، لتقول لهم اليوم
الحل بايديكم بعدما اظهرت الجائحة للعالم اهمية العلم /اهمية التعليم / اهمية
الثقافة والبحت العلمي.
يعنى ذلك ايضا، ان زمن السياسة التي لا تعتمد على العلم
والثقافة رافعة لها قد انتهى.. ولربما الى الابد.
افلا تنظرون....؟