توفي صباح اليوم الجمعة 29 ماي 2020 الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول الاسبق، والكاتب الأول السابق لحزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، عن عمر 97 سنة، بأحد مستشفيات الدار البيضاء بعد تدهور حالته الصحية.
ويعتبر اليوسفي آخر الزعماء السياسيين الذين شاركوا في المقاومة وفي الحكومة، حيث كان اخر رئيس وزراء في عهد الملك الراحل الحسن الثاني عندما قاد أول حكومة تناوب في المغرب (1998-2002)، التي قادت مرحلة الانتقال من عهد الملك الراحل إلى عهد الملك الحالي محمد السادس.
ويحظى عبد الرحمن اليوسفي باحترام كبير داخل الأوساط السياسية المغربية، كما حظي خلال حساته بعناية خاصة من الملكين الحسن والثاني ومحمد السادس، فهو السياسي المغربي الوحيد الذي حظي بمعايدتهما له وهو في المستشفى. فقد سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن زار وزيره الأول في المستشفى عندما أصيب بجلطة دماغية عام 1998، كما سبق للملك محمد السادس أن زاره شخصيا في المستشفى عام 2016 عندما أصيب بوعكة صحية.
وفي عام 2016 دشن الملك محمد السادس شارعا باسم عبد الرحمن اليوسفي في مدينة طنجة مسقط رأسه، وفي عام 2019 أطلق اسمه على فوج الضباط الجدد.
عبد الرحمن اليوسفي (طنجة - 8 مارس 1924، الدار
البيضاء - 29 مايو 2020) كان سياسيا ووزيرا أولا سابقا (1998 - 2002) في المغرب،
فارق الحياة صباح الجمعة 29 مايو 2020 في مستشفى بمدينة الدار البيضاء بسبب مرض
عضال.
بدأ عبد الرحمن اليوسفي محاميا ثم انخرط في
السياسة، وكان من مؤسسي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تعرض للاعتقال والسجن
والنفي وقد أصبح وجها أساسيا من وجوه السياسة في المغرب.
حياته
ولد عبد الرحمن اليوسفي يوم 8 مارس 1924 في
طنجة، حصل على ليسانس في القانون وعلى دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية
ودبلوم المعهد الدولي لحقوق الإنسان.
أولى النشاطات السياسية
كرس عمله من 1944 إلى 1949 لتنظيم طبقة العمال
بالدار البيضاء.
كرس نشاطه من 1949 إلى 1952 لخدمة العمالة
المغربية المهاجرة في فرنسا.
شارك في تنظيم وإدارة حركة المقاومة وجيش
التحرير بعد عزل الفرنسيين للملك محمد الخامس من 1953 إلى 1956.
أسس مع المهدي بن بركة ومحمد البصري والمحجوب
بن الصديق وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله إبراهيم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية
المنشق عن حزب الاستقلال سنة 1959.
الاعتقال والمحاكمات والمنفى
اعتقل في ديسمبر/ كانون الأول 1959 مع محمد
البصري مدير "التحرير" بتهمة التحريض على العنف والنيل من الأمن الوطني
للدولة والأمن العام ثم أفرج عنه.
اعتقل في يوليو/ تموز 1963 مع جميع أعضاء
اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بتهمة التآمر وصدر عليه حكم بالسجن
مدة سنتين مع وقف التنفيذ، وقد عفي عنه عام 1965.
توجه عبد الرحمن اليوسفي في نوفمبر/ تشرين
الثاني 1965 إلى باريس للإدلاء بشهادته كطرف مدني في محاكمة مختطفي المهدي بن بركه
وبقي منذ ذلك الوقت في فرنسا لمدة 15 سنة مختارا النفي.
حكم عليه غيابيا في جلسات محاكم مراكش (1969 –
1975) وطالب المدعي العام بإصدار حكم بالإعدام على اليوسفي.
صدر حكم بالعفو عنه في 20 أغسطس/ آب 1980 وعاد
إلى المغرب في أكتوبر/ تشرين الأول 1980.
الاستقالة والعودة
استقال عبد الرحمن اليوسفي من وظائفه السياسية
بعد صدور نتائج الانتخابات التشريعية عام 1993 احتجاجا على ما وقع فيها من تلاعب،
وذهب إلى فرنسا في سبتمبر/ أيلول 1993. ثم عاد بضغط من زملائه، وفي سياق الإصلاحات
الجديدة عاد أمينا عاما للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في أغسطس/ آب 1995.
ليدخل في مصالحة مع الحكم في المغرب حيث عين وزيرا أولا في فبراير 1998،و استمر في
مهامه إلى حدود نونبر 2002.
مجمل وظائفه
محام لدى محاكم طنجة من 1952 إلى 1960.
عميد سلك المحاماة في طنجة 1959.
عضو في حزب الاستقلال 1943.
عضو الأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات
الشعبية من 1959 إلى 1967.
رئيس تحرير جريدة "التحرير" الصادرة
عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
المندوب الدائم للاتحاد الاشتراكي للقوات
الشعبية في الخارج منذ تأسيس الحزب سنة 1975.
عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات
الشعبية منذ مؤتمره الثالث عام 1978.
الكاتب العام المساعد لاتحاد المحامين العرب من
1969 إلى 1990.
الكاتب العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
منذ وفاة كاتبه العام السابق عبد الرحيم بوعبيد في 8 يناير/ كانون الثاني 1992.
وزير أول من 4 فبراير 1998 إلى 9 أكتوبر 2002.
من مؤلفاته
أحاديث في ماجرى (كتاب)
الجوائز
سنة 1999 فاز بـ جائزة شمال جنوب