-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

قصــــائد ​: محمد السرغيني

ولد الشاعرمحمد السرغيني بمدينة فاس سنة 1930، درس بجامع القرويين، ثم التحق بكلية الآداب ببغداد سنة 1959، ثم عاد إلى المغرب وانتسب إلى كلية الآداب بالرباط،
قبل أن يسافر إلى باريس ويلتحق بجامعة السوربون. في سنة 1963 حصل على شهادة الأدب المقارن. وفي سنة 1970 حصل على شهادة دكتوراة في السلك الثالث. وفيي سنة 1985 حصل على شهادة دكتوراة الدولة . عمل أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس. يُعدّ محمد السرغيني أحد رواد القصيدة العربية المعاصرة بالمغرب، إلى جانب أحمد المجاطي ومحمد الخمار الكنوني وغيرهما. وهو شاعر دائم التجريب أدى به البحث المستمر عن أساليب جديدة في القول الشعري إلى الإغراق في الغموض والتجريد في نظر دارسيه. من إصداراته الشعرية :-
ويكون إحراق أسمائه الآتية، الدار البيضاء 1987
بحار جبل قاف، الدار البيضاء 1991
الكائن السبائي، مكناس 1992
من فعل هذا بجماجمكم، فاس 1994
وله أيضا إسهامات نوعية في النقد والترجمة والرواية. حصل عن ديوانه "تحت الأنقاض فوق الأنقاض" على جائزة المغرب للكتاب-فرع الشـعر عام 2013
قصائد 
زقاق الزمان​
عرشت فوق سور الزقاق المشاغب، طعم التقمص فيها ورائحة الزغب المتمرد والأرجوان، ترد بأحسن منها التحية إن رشقتها الحجارة أو فاجأتني على حافة القشر
واللبّ أحصي أسامي من وقعوا في حبائلها.​
رحبة الزبيب
تشكو من عسر الطلق ومن بيوض النخل، وأشكو من عنب مزّ لم يبلغ سن الرشد. وفي جلسة أنس ضمت قرائين صغارا، أوكلت التجفيف إلى جمر الميلاد المفتوح، وكلّفت العراف الإغريقي بإيقاد الفتنة في أفسوس.​
درب مشماشة
فاجأها أن اسمها المائي مبتور الذراعين، وأن أرذل العمر وعنفوانه علامة على دخول الشئ في الشئ ـ وأن العيب في الشم الثنائي. لذا أيقظتها من عشبها بقدر ما وسعني تجاوز النواة واللزج من مخلفات ريقها.​
درب التوتة
حاصرتني – ومعي برعمها الأخضر – من كل الزوايا، ورمتني بحصى الترمس جبرا، واختيار ببذور الملح. يا لي! إن تعرّت وأنا ملء الجهات الست معنى لبست جثتة ست جهات، وعرت لعراء الوقات السبع. يا لي!​
باب الخوخة
بنى شخص من الهكسوس قصراً في مكان ما من التاريخ. أوصاني ببث العطر مزكوما، لأن الشمّ معصوم من الأخطاء، والدود الذي في الدود عضوي. تخلّى القصر عن تقليده الألفي واستغنى عن الأبواب بالحجاب.​
باب الزيتونة
من هذه الأشجار واحدة تقول بزيتها لي: أن تريث حين تشعر بانحسار الضوء عن زيت الفتيل، ففي ثراها ينحت الحطاب قصته مع النار التي علقت بفأس غير موهوب يوقع باسمه الشخصي فوق لحائها المعطوب.​
أجزام برقوقة
باحثاً عن مساحة هجرتها دودة ضخمة تجاوزها الركب، رأيت الجذور تنقل بعضاً من تعاليمها إلى الماء والطين، لذا أسلمت إلى الريح ساقيها وأهدت إلى الجرادة صيفاً مجهرياً، وروح عشتار فيه.
كان لي
الحقّ في
الأولوية
عند
دخولي
على متن
تفاحة
وخروجي
على ظهر
أفعى.​


من قصيدة: سيرة رجل يتقدمه ظله
زمن الضحك بزمانين
رَصَّ سيرته في الإطار وصورته فوقها. استأجر الحبر (ريق
الأصابع) من جسدٍ أنجبتْهُ الفضائح طيلة أربعة وثلاثين عاماً,
وحَمَّلَهُ ضحك الطبع ما لا يطاق من النبْرِ في الضحك المتكلف.
سوف أقر لكم باحتيالي اللذيذ على العقل. سوف أقر لكم بتراكم
أبخرة لزجات على سطح كوكبنا الأرض. سوف أقر لكم بتفسخ
صخر (السماوة) في ثور (بابل) سوف أقر لكم بالإطار. (المحارة
سادنها كلسها) ولأن الخنى في زوايا المثلث والمستطيل تُشَغّلُ
هندسة في الفراغ الأراجوز بالخيط كي تتدبر أمر المعاش لبطن
المهرِّج. كي يتوفر ضوء السراج لِقُدَّاسه المر. حذرته من بطالسة
الشرق. من بعل (أور). نصحت له أن يعمد صمت المحارة بالماء أو
بالمبيدات من ركوة الجلد. علمته الضحك المتداول: يضحك من
عصمة الناس. يضحك من كسبه بالتكسب. يضحك من لغة للحوار
وثانية للتماهي وثالثة لافتعال التوتر. يضحك من قادر بالكمال على
النقص. يضحك مما له نسبتان.
   
- الطفل وما جرى له مع الرموز
استهلال : -
يكون الطفل في الليل
يكون الطفل في الخيل
يكون الطفل في البيداء
يكون الطفل في السيف
يكون الطفل في الرمح
يكون الطفل في القرطاس والأقلام واسم من أسامي الناس. طفل
في قناع الجوع. طفل في كتاب الشعر. طفل سييء التكوين. طفل
ملتحي الإبطين. طفل الغوْر. طفل اللعبة الحدباء. طفل أتعب الجسم
الذي في نفسه الكبرى.
القناع : -
لم يذق من سلافة الليل مثلي شارب عاشق. أنا جسد الليل. أنا
الوجه والقناع . سأهذي بكلام العرفان حين أداجي تيهه, حين
أكسر الرئة اليمنى إذا ضخّت الهواء نقياً, ثم لا أركب الفصول
بروجاً ونجوماً. (تجعل الريح لفظها الرثَّ مَعْنَى).
الجوع : -
كنت أهدرت صهوة الخيل خوفا أن يكون المركوب أسبق مني في
احتراقي بالجوع والشهوة البكماء, يا شرعة الشراهة! خوفي أن
يكون الزمان أفقرَ مني بالغنى, والمكان بالحجم. بعضي راكب
بعضه, ويعصمني العرفان من ناره. ((الجيرانيوم) هذا بالزوايا
التي تعد وتحصى).
الكتاب : -
عندما يخرج الكتاب من الحبر تكون البيداء كالأرض عَرّاها زناة
من قشرة الصبر والنقع. أنا عمرها الأخير. أنا النقطة المسجاة في
الخط. ويختار نحاس الإبريق للكأس خَمّارا, وللخمر نفحة من
غرور الخلق. لي من ثوابت المعدن الصوت. (تَكتّلُ في السهو أو في
الراحة)!.
الشعر : -
ولأن الشعر الغنائي كالسيف يحز الرقاب كالسيف, تمشي تحت
أقدامه البلاغة. تمشي فوقها جوقة السّعالى. غريب أمر هذا
الغربال ينخل بالتقسيط معنى أَوْدَعْتُهُ فيه ألفاظاً. أنا الشعر واهب
القلب عقلاً. (جمرة بالرماد تطفئ جمرة).
التكوين : -
كل صفر مسافة تسبق التكوين. كل الظهور تُطْعَنُ من خلف. مكان
لوخزة الرمح هذا أم زمان بابتداءين. يكبر العشب فيه من معاناته
مع الأرض. لايدرك إلا حاطب الليل لذة الجرح. إني حاطب الليل إذ
أغَيِّبَ بالتخدير جسمي وبالنبوَّة روحي. ((كوفة) تقرأ (الكسائي)
كأساً).
الالتحاء : -
أنت يا من كشفت في لغة الإبط التحاءً قبل التحاء ستشفى من
غروري, وسوف تنضج فيه! تلتحي الأرض بالبثور وجسمي ببياض
القرطاس والزَّغب الأمرد المهمش دفعاً لالتباس المجرى, ودرءا
لجهل الريح. أخطو نحو جمر السبعين (رَيٌّ محوري ورحًى تطحن
القرون).
الغور : -
ترجمان يسير خلف (سليمان) كأن الذي تعلم منى جهله قادني إلى
القلم الحبر, فشيَّعَتْهُ إلى القلم اللوح. دموع الأحباب تملأ بحراً,
ودموع الأعداء قطرة تمساح, ولي منهما الفواكه. أقسى تهمة
الماجنين أن فجروا التجريد من غوره المقعر واللون. (ملوك أسنانهم
سَوَّسُوها).
اللعبة : -
ما بكم من قُحولة فمن الرمل. يعاني الرمز المؤول باللعبة منكم,
واسمي المدلل مني. حان وقت الهروب يا ساكنَ الصوت شحيحا,
يقيس حبلا بحبل, ويصب الرصاص في قالب الطين. أنا واقف
وحدْسي يمشي, ويبح الصوت الخجول ويخبو ضوء أليافه الثلاثين.
(راجع! ما يقول الطبيب (جالينوس)).
الجسـم : -
أَمَلِي أن تكون قشرة فخّاري هباء, وأن يعود لنفسي تعب الجسم.
يا حروف ندائي! بومة حَلَّقَتْ قريباً من الحقل, فغاصت فسائل
الزرع في العمق فراراً من النعيب. لنار هشة واسمها ازدواجية
الضوء, وللنار وحدها عابد النار. غريباً أطير من لحظة السهو إلى
لحظة التذكر. (أَيْدٍ كسرتها الأداة).
تركيب : -
وضعنا الطفل في مهد وفي لحد وورَّثناه زودناه. سراً بالتداعي
الحر. (أستاذ أديب قبل تأديب) كتبنا أن يكون الطفل أعجوبة.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا