أبو الكبائر
وحدي في ساحة البناء... من حولي شعب يتدرّب
على قتل الوقت...
"هلمّوا
نبني السّدّ معا."
"رجل
مجنون"!
تسلخني
الشّمس فلا آبه، وأصنع من عرقي لبنات...
والسّدّ
يرتفع...
"تبني
هباءً"!
فلمّا لم
أسمع لهم، كبّلوا يدي وتدجّجوا بالمعاول...
"إليكم
عنّي يا صنّاع الجوع"...
زخّات... زخّات...
"قفوا."
لا نبالي
ونستمرّ في التقدّم...
"قفوااااااااااا".
تعقبها زخّات
النّار فوق رؤوسنا...
نشتدّ عزما ونستمرّ...
يتأخّر الجنود... تنفجر حولنا قنابل الكريمجان... لا نبالي...
تنفتح النّار
على صدورنا.. يسقط بعضنا.. نتقدّم ولا نبالي.. يرتبك الجند فتلوح لنا تباشير
النّصر...
في ظلّ ظليل،
قال شبح مّا: توشك التفّاحة أن تسقط في يدي!
سكّان العُلَب
غرس في لحمي حقنة غريبة، فما هي حتّى صرت
عجينا طيّعا. شكّل منّي جسما صغيرا ثمّ عدّل سمعي وبصري على موجة معيّنة...
ووجدتني في عالم باهر الضّوء أتمشّى في حديقة ذات شجر عجيب. ورقها وارف فيه سحر،
وثمرها أرداف ونهود...
ذات صحو صخّ سمعي دويّ هائل، أعقبته قرقعات
عنيفة ارتجّ لها بدني... ولا أدرى كيف انقذفت خارج عالمي... من بعيد رأيته مجرّد
علبة صغيرة تصنعها آلة صمّاء...
سيّد الأوهام
صاحبي لا يرى أبعد ما تراه عينه المجرّدة.
عذب المنطق، إذا تحدّث سحر النّاس وقويت حجّته عليهم. يسخر من كلّ شيء، ويرى ما
حوله غارقا في الظّلمات...
رأيته، ويا ليتني ما رأيته، أبيض العينين
تتقاذفه الجدران. تارة يتعثّر فيسقط، وتارة ينهض مترنّحا كأنمّا يثقله السُّكْر.
من مفرق سرواله حتّى قدميه، ثمّة بللٌ مّا..
السّحرة
وتعلو همهمات
ويصّاعد بخور...
داخل الكادر:
رجل وسيم إذا مشى نبت العشب من تحت قدميه. وإذا مسّ الحجر بعصاه انبجس الماء
هرهارا...
خارج الكادر:
الرّجل نفسه، أعمى لا يرى، أعرجٌ إذا مشى. كلّما مسّ عشبا استحال إلى حطام...
داخل الكادر:
رجلٌ دميم أعور...
خارج الكادر:
الرّجل عينه بهيّ الطلّعة، عليه هيبة...
الشّعب
للأوّل: بالرّوح بالدّم. نفديك يا...
للثّاني:
تفووووووووووووو!