لأنّ أبا لَهَبٍ لمْ يَمُتْ
وكُلُّ الذي ماتَ ضوءُ اللّهبْ!
لماذا العدوُّ القصيُّ اقتربْ؟
لأنَّ القريبَ الحبيبَ اغتربْ
لأنَّ الفراغَ اشتهى الإِمتلاءَ
بشيءٍ فجاء سِوى المُرتَقبْ
لأنَّ المُلقّنَ واللَّاعبين
ونظّارةَ العرضِ هُم من كَتبْ
لأنّ (أبا لهبٍ) لمْ يمُتْ
وكلُّ الذي ماتَ ضوءُ اللَّهبْ
فقام الدخانُ مكانَ الضياء
له ألفُ رأسٍ وألفا ذَنَبْ
لأنَّ الرياحَ اشترتْ أوجُهاً
رجاليَّةً والغبارَ انتَحَبْ
أضاعت (أزالُ) بَنِيها غَدتْ
لكلِّ دَعِيٍّ كأُمٍّ وأبْ
وأقْعَت، لها قلبُ فاشيَّةٍ
ووجهٌ عليه سِماتُ العربْ
فهل تلك صَنعا؟ يفِرُّ اسمها
أمام التحرِّي، ويعوي النَّسَبْ
لماذا الذي كانَ ما زالَ يأتي؟
لأنَّ الذي سوف يأتي ذهبْ
لأنّ الوجوهَ استحالتْ ظهوراً
تُفتّش عن لونِها المُغتَصَبْ
لأنّ المُغنِّي أحبَّ كثيراً
كثيراً، ولم يدْرِ ماذا أحبْ
لماذا، لماذا ركامٌ يمرُّ
ركامٌ يلي دون أدنى سببْ؟!
ويُحصى الطريقَ جدارٌ مشى
جدارٌ سيَمشي، جدارٌ هرَبْ
ولا شيء غير جدارٍ يقومُ
بوجهي … وثانٍ يعدُّ الرُّكَبْ
ولم يمضِ شيءٌ يُسمَّى غريباً
ولم يأتِ شيءٌ يُسمَّى عجَبْ
لأنّ الصباحَ دُجىً، والدُّجى
ضُحىً، ليس يدري لماذا غرَبْ!
فلا الصدقُ يبدو كصدقٍ ولا
أجادَ أكاذيبَهُ مَنْ كذَبْ!
لماذا؟! ويمحو السؤالُ السُّوالَ
وينسى الجوابُ اسْمَهُ واللَّقَبْ
فتمضي القواربُ مقلوبةً
وتأتي وينسى المحيطُ الصَّخَبْ
ويصحو الغرامُ يرى أنَّهُ
على ظهرِ أُغْنِيَةٍ مِنْ خَشَبْ