عمل مهم يطبع الساحة الثقافية المغربية، والتاريخ المغربي، وهو صدور كتاب محمد الخطيب (1914-1993) "الحركة الوطنية في شمال المغرب"،عن منشورات أمل، والذي أشرف عليه بتفان وحرص علمي وأمانة متناهية في حب التاريخ المغربي وملء ثغراته العديدة بإضاءات رجال عاشوا المرحلة عن قرب، أشرف عليه في النهاية المؤرخ المغربي المتخصص في الحركة والوطنية د/ محمد معروف الدفالي (أستاذ جامعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ومدير مجلة أمل) بعدما كان بدأ الاشتغال فيه مع محمد العربي المنساري قبل أن يتركه بين يديه لإتمام هذه المهمة العلمية والتي أخذت من د/ الدفالي الوقت والجهد الكبيرين في التنقيح والترتيب والتدقيق والهوامش ، ثم إعداد مقدمة وافية تليق بهذا الكتاب.
يتضمن الكتاب 31 فصلا حول المقاومة في شمال المغرب، ساهمت وستساهم " في مراجعة ما كُتب عن الحركة الوطنية في الشمال، وكذلك في شحذ همم بعض الباحثين للخوض في كتابات حول هذه الحركة، فالكتاب – كما يقول د/ الدفالي- يجمع بين جنس الكتابة بين التاريخ وبين المذكرات والشهادات والتوثيق إذ يتتبع صاحب الكتاب جذور هذه الحركة والرموز المؤسسة لها ومختلف الأفكار والايديولوجيات التي وجهتها في مختلف المراحل،وأفرد حيزا مهما لمبادراتها ومواقفها، ولنجاحاتها وانتكاساتها، دون أن يغفل علاقاتها بالحركة الوطنية في الجنوب.
كتاب مهم ، يحق لعائلة الخطيب الكبيرة والصغيرة أن تفخر وتحتفل بصدوره كونه يعكس فعلا تاريخيا لرجل امتلك رؤية وخطابا وموقفا، وكيف لا وهو المثقف ورجل الصحافة والسياسة الذي ينتمي إلى واحدة من العائلات التطوانية التي ارتبط اسمها بالحركة الوطنية في شمال المغرب، والذي كان من القلائل ممن تابعوا دراستهم في تاريخ مبكر بمدينة نابلس الفلسطينية ثم تابع دراسته بإسبانيا وعاد إلى المغرب ليكون قلما وفكرا موجها ومصححا من خلال إشرافه على عدد من الجرائد أو في كتاباته التي رافقت حياته.
إن سيرة محمد الخطيب كما لخصها بأمانة محمد معروف الدفالي في تقديمه للكتاب (ص: 8و9) تعكس الثراء والعمق في حياة هذا الرجل الوطني، وبالتالي تجعل من كتابه وثيقة هامة ذات مصداقية، ستمنح الباحثين الشباب والمؤرخين فرصة أخرى للنظر في تاريخ المغرب شمالا.
