أصدرت نقابة الصحفيين بالمغرب بيانا استنكاريا ردا على ما بثته قناة الشروق الجزائرية ضمن أحد برامجها السخيفة والرديئة التي تطاولت على أحد رموز المغرب الدستورية والذي يشكل اللبنة الأساسية لقيام الدولة المغربية واستقرارها منذ 12 قرنا ومما جاء في هذا البيان :
باستغراب شديد اطلعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية على مضمون مادة إعلامية استهدفت المؤسسة الملكية ورمزها جلالة الملك محمد السادس بثتها قناة "الشروق" الرسمية الجزائرية.
والنقابة الوطنية للصحافة المغربية إذ تستنكر بأشد العبارات هذه الاساءة وهذا التطاول المتعمد لهذه القناة التي رسمت حدود التعبئة الرسمية لاستهداف المغرب ورموزه بأسلوب يفتقر لأبسط الضوابط المهنية، تدرك جيدا أنه سلوك لا يعبر، لا من قريب أو بعيد، عن مواقف الشعب الجزائري الشقيق الذي أكد، في أكثر من محطة عن احترامه الشديد وتقديره البالغ لشخص جلالة الملك كأحد القادة الذين يسعون لتحقيق تقارب الشعوب وتثبيت مرتكزات السلم والأمن والتقارب والاحترام المتبادل وحسن الجوار، لكل ذلك فإن النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
تندد النقابة بهذا المستوى الهزيل في ممارسة النقد المكفول في أعراف الديمقراطية، والذي يروم التقويم للسلوك والتدبير، لا أن يتحول الاعلام لخادم تحت الطلب، يتوسل أدوات نقدية تكشف عجز المخيال الذي انتح بواسطتها شكلا مشوها في الإساءة لرمز دولة جارة دون احترام شعبها.
تعتبر أن وصول الإعلام الموجه من قبل العسكر الجزائري لهكذا درجات الاسفاف والاستعداء، مؤشر خطير على وضع الشعب الجزائري في زاوية الاستسلام لأجندة الإلهاء عما يجري حقيقة داخل بلد جار يستحق شعبه أن ينعم بحياة فيها ما يسعده ويسمح له بتفجير طاقاته لبناء محيط إقليمي متساكن ومنتج للتنافسية، لا حشره لإنتاج الحقد والضغينة استعدادا لدفعه نحو محرقة التطاحن وسفك الدماء.
تستغرب النقابة اعتماد وسيلة اعلامية جزائرية وسيلة التعبير الأكثر استدعاء للإبداعية والجرأة لمهاجمة المغرب دون وجود ما يعلل ذلك، في الوقت الذي تصوم فيه عن الخوض في مشاكل البلاد التي تعيش أكثر درجات الاحتواء والاستبداد، ويحتاج فيه الشعب الجزائري لإعلامه المستقل والنزيه لمواجهة كل اشكال الظلم.
تعتبر النقابة الوطنية للصحافة أن المسؤولية التاريخية للإعلام الجزائري في هذه اللحظات التي يغامر فيها النظام الجزائري بدفع المنطقة لأقصى درجات التوتر، ستكون وصمة عار على المهنة وأخلاقياتها والأهداف النبيلة للإعلام في تقريب الشعوب ونشر ثقافة التعايش والتسامح.
تتساءل النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن سر هذا العداء المتنامي للإعلام الجزائري اتجاه المغاربة ومؤسساتهم، وعن حدود الاستقلالية والضمير المهني للمنخرطين بلا كوابح في هذه البروباغندا العنيفة تجاه كل ما يمت للمغرب بصلة.
تكرر النقابة نداءها الذي أطلقته من منطقة المحبس القريبة من تندوف خلال عقدها لاجتماع المكتب التنفيذي هناك، والداعي للالتزام بأخلاقيات المهنة والضمير المهني، وعدم الانسياق في أجندة إشعال المنطقة، وهي بقدر ما تتأسف على تمادي النظام الجزائري في دفع إعلام البلد لمزيد من انتاج الحقد والتوتر، تدعو وسائل الإعلام المغربية أن تحافظ على مهنيتها في التعامل مع قضايا المنطقة، وعدم الانسياق لهذه الضحالة التي لا تشرف لا المهنة ولا المهنيين