عن صفحة ليلى الشافعي في فيسبوك : عقد صالون ليلى للفكر والإبداع مؤخرا لقاءه الثاني بتنظيم قراءات شعرية تخللتها بعض الأغاني الأمازيغية، الشيء الذي جعل الصالون يجمع بين الحسنيين، بين الصور الشعرية الدافقة وبين النغم المنساب في قوالب موسيقية.
وبعد كلمة صاحبة الصالون التي أشارت فيها إلى الظروف التي جعلتها تفكر في تأسيس هذا الصالون، قالت إنها تفكر في تنظيم صالون دولي يضم القارات الخمس عبر تقنيات التواصل الجديدة، ذلك أنه سيكون فرصة لتبادل المثقفين والمفكرين والمبدعين للتجارب والمعارف والمتع، مضيفة أنه يمكن اعتبار هذا الصالون النواة الأولى لصالون سيكبر ويتسع ليعرف حضور فعاليات من العالم برمته، مع التركيز على اللغات السبع المتداولة في المغرب والتي تتحدد في الدارجة المغربية والأمازيغية والعربية والحسانية والانجليزية والفرنسية والإسبانية.
وكان هذا الصالون فرصة للإنصات للشعر المغربي بجميع الألسن المتداولة في المغرب من دارجة وعربية فصيحة وأمازيغية وفرنسية وإسبانية، كما تم الإنصات للحكاية، وتخللت ذلك نغمات من الغناء الأمازيغي للفنانة مريم عصيد.
وقدمت المشرفة على هذه الدورة الخاصة بالقراءات الشعرية والغناء قائلة: "سيكون معنا من الشعراء كل من أحمد عصيد الذي يكتب بمرجعية التفيناغ، ولطيفة التيجاني التي تنهل من لغة موليير ومصطفى روض سليل ثربانطيس وخديجة الزواق وعبد الدين حمروش اللذان ينهلان من لغة فصيحة تشرئب إلى الحداثة وزهرة الزريق التي تنهل من لغة جامع الفنا، ورشيد الياقوتي الذي "جالس" المتنبي وأبو نواس. أما في مجال الغناء فمعنا اليوم الفنانة المغربية مريم عصيد التي تملك حبالا صوتية لا تقاوم".
وتميز هذا اللقاء الممتع، الذي جرى في جو شبه عائلي بقراءة الشاعر أحمد عصيد لقصيدتين باللغة الأمازيغية، والزجالة والحكواتية زهرة الزريق لقصيدتين زجليتين وحكاية عن الشيطان، وقراءة الشاعرة خديجة زواق وعبد الدين حمروش لبعض القصائد بالعربية الفصحى، كما قرأت الشاعرة، المشهورة بصفتها فنانة تشكيلية، لطيفة التجاني قصائد بالفرنسية، ورشيد الياقوتي الذي ألقى قصائد في الشعر العمودي وأخيرا الشاعر مصطفى روض الذي قرأ قصائد باللغة الإسبانية، فيما كانت الفنانة مريم عصيد تصدح ببعض الأغاني الأمازيغية بصوتها القوي والشجي في ذات الآن.
وبعد أن استفاضت المسيرة في التعريف بالشاعر والكاتب والمناضل الأمازيغي والإعلامي والحقوقي ومغني أحواش السيد أحمد عصيد أشارت إلى أنه أصدر سنة 1996، من بين ما أصدر، ديوانا شعريا يحمل عنوان "أنعيبار"، فضلا عن مشاركته في تأليف "أنطولوجيا الشعر الأمازيغي التقليدي" 2009، و"أنطولوجيا الأمثال الأمازيغية" 2010، و"أنطولوجيا الألغاز الأمازيغية" 2011، و"إماريرن" مشاهير شعراء أحواش في القرن العشرين" 2012، و"مقرر لتدريس الأدب الأمازيغي بالجامعة"، ألقى هذا الأخير ثلاثة قصائد باللغة لأمازيغية حاول "ترجمة" بعضها ليقدم فكرة عن مضمونها.
كما قرأت الفنانة التشكيلية والشاعرة باللغة الفرنسية لطيفة التيجاني، بعضا من شعرها، هي التي قالت إنها ابتدأت مسيرتها بالفرشاة، "تخط ألوانا تعبر من خلالها على دواخلها وهواجسها، وفي فترة ما ارتأت أن تتناول القلم وتجرب نوعا آخر من الفنون التي تعتمد الحرف بدل اللون"، معتبرة أن هذه الفنانة متعددة المواهب زاوجت بين مستويين من الفنون لتتمكن من التعبير بصورة أفضل عن ذاتها ومحيطها.
ثم جاء دور الزجالة والحكواتية والفنانة التشكيلية والمخرجة المسرحية الزهرة ازريق التي تتوفر على مسار إبداعي حافل، حيث نشرت ست دواوين زجلية وألفت مسرحية هشومة وألفت وأخرجت العديد من المسرحيات الأخرى ومثلت المغرب في عدد من الملتقيات الدولية.
وبعد قراءة ممتعة مسرحت فيها قصائدها كما هي عادتها، قامت بتقديم حكاية من حكاياتها، عن آدم والشيطان، وهي حكاية مليئة بالعبر والقيم الإنسانية.
وقدمت الشافعي الشاعر رشيد الياقوتي المعروف بكتابة الشعر العمودي، والذي صدر له ديوان "إن هو إلا"، وله قيد الطبع ديوان "الخيل والليل" ورواية بالفرنسية تحت عنوان "حديقة الليل"، وقالت فيما يشبه المستملحة "منحدر من أولاد حدو. منتسب لقبيلة بني هلال. أعضاء القبيلة يحرقون الأخضر واليابس، ويتوعدون أراضي الشعر الحديث باجتياحها وسبي قصائدها وإتلاف محصولها وإبادة الشعراء الحداثيين عن بكرة أبيهم". وقد قرأ الشاعر بعض القصائد من الديوان وقصائد أخرى ألفها مؤخرا.
وبخصوص الشاعرين عبد الدين حمروش وخديجة الزواق فلم يتمكنا من الحضور بسبب مستجدات فيروس كورونا، لذا فقد شاركا من بيتيهما. وهكذا قرأ الشاعر عبد الدين حمروش عبر تقنية الواتساب مع تكبير الصوت ثلاث قصائد جميلة، هو الذي سبق له أن نشر ثلاثة دواوين شعرية ودراستين نقديتين.
فيما كانت مشاركة الشاعرة خديجة زواق، من أمتع المشاركات، حيث انطلقت من بيتها في فاس، تصدح بصوتها الغنائي، عبر تقنية الواتساب، في قراءة شعرية تمزج فيها نبرات الصوت المتفاوتة وإيقاعات الجسد بغناء بعض المقاطع من شعرها الشيء الذي أذهل الحضور. ولم يسبق للشاعرة، التي تنشر قصائدها في عدد من المجلات الورقية والإلكترونية المحلية والدولية، أن جمعتها في ديوان رغم أنها مشرفة على دار للنشر بفاس.
وأخيرا كان دور الشاعر مصطفى روض الذي يكتب بلغة ثيربانطيس، والذي نشر ديوانا وحيدا تحت عنوان "تفاحة من كلام" حيث قرأ من الديوان ثلاث قصائد. وسبق لروض الذي يزاوج بين الصحافة والشعر بالإسبانية، أن نشر أشعارا كثيرة في مختلف المنابر الإعلامية في بلاد المهجر، خاصة في الشيلي التي قضى بها ست سنوات، حيث شارك في العديد من الأنشطة الثقافية التي كانت تنظمها جمعية الكتاب الشيليين، خاصة منها اللقاء السنوي "عالم الثقافة" الذي ينظم في الجهة الرابعة كوكيمبو شمال الشيلي.
وتخلل القراءات الشعرية صوت الفنانة مريم عصيد، الذي أثث الجلسة وأضفى عليها رونقا وبهجة، وهو يصدح بأغان أمازيغية متنوعة تقشعر لجمالها الأبدان.
وقد أسست مريم عصيد، التي شاركت في عدد من المحافل والمهرجانات الوطنية، رفقة العازف أسامة الشتوكي، موسيقى الجاز الأمازيغية. وهي موسيقى تزاوج فيها بين الأمازيغية والدارجة المغربية والفرنسية والانجليزية.
كما أنها شاركت، من بين مشاركات أخرى، في القناة الأمازيغية المغربية، وفي الحفل الكبير الذي استضافه مسرح محمد الخامس بمناسبة تخليد الذكرى 15 لتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.