متابعة\ علاء المفرجي
صدر في الدوحة العـدد الأول مـن (سـرديات) وهي مجلة كتـارا الدوليـة للرواية، التي تُعَـدُّ مجلـة رائـدة فـي مجـال النشـر العلمـي فـي حقـل نقـد الروايـة العربيـة.
ولا تقتصـر المجلـة علـى نشـر البحـوث المقدمـة باللغـة العربيـة، بل تُعنَـى كذلـك بـكل مـا يكتـب عـن الروايـة العربية باللغتيـن العربية والانجليزية. لقـد أَوْلَتْ دار كتارا للنشـر اهتمامًا بالغًـا للرواية وقضاياهـا، فلم تقف عنـد حـدود نشـر مـا يفـوز بجائـزة كتـارا للروايـة العربيـة مـن أعمـال روائيـة ونقديـة فحسـب، بـل أخـذت علـى عاتقهـا تخصيـص هـذه المجلـة العلميـة الدوليـة المحكّمة لنشـر البحـوث العلمية المحكّمـة حـول الروايـة العربيـة وقضاياهـا.
وتضمن العدد جملة من الموضوعات التي تهتم بالسرد الروائي، منها موضوع إبراهيم السعيفان (مستقبل السرد بين الحتميات وفوضى المعايير).
يتناول هذا البحث قضيًة ّ مهمة ، تتصل بمستقبل السر د العربي، من حيث الاتكاء عىل مقولات جاهزة، تنبع من حتميات ثابتة، من أهمها: إغفال حقيقة أن ّ السرد بأشكاله المختلفة، له جذور عميقة ّ في التراث، وأن ّ هذا السرد له أثر ُ لا ينكر، في السرد العربي والعاملي. ومن هذه الحتميات الاستناد الى بعض النظريات السياسية والاجتماعية أو الفنية التي توجه الكاتب مثل الماركسية والوجودية والبنيوية والنسوية والنقد الثقافي، أو تقديم تصورات معينة لمستقبل السرد مثل الحرية الجنسية أو السرد الرقمي بديلا عن الرواية الورقية.
وكتب مصطفى الضبع موضوعاً بعنوان (الرواية والمعرفة) : حول المعرفة في الرواية، مصدرها وأنواعها ومســتوياتها، والوحدة المعرفية، وكيف تحقق حضورها، وبلاغتها، وتستهدف هذه الدراسة أن تقف على المعرفة في الرواية بوصفها نسيجاً سردياً لا تخلو منه رواية فنية واحدة مما يجعل منه معياراً فنياً صالحاً للحكم على النصوص وقدرتها على تحقيق بلاغتها، وبوصفها معياراً جمالياً لا يقوم على تقديم المعرفة الجافة المجردة من المتعة، وإنما يحرص الســارد على تحقيق التوازن بني العناصر السرديةً تحقيقاً لمنتجه.
فيما كتبت سمر روحي الفيصل دراسة بعنوان (أدبية الحوار الروائي)، تسـعى هـذه الدراسـة الى معالجـة قضية (أدبية الحوار الروائي)،، انطلاقا مـن أن الحوار وسـيلة فنية مهمة في الروايـة، وأن هنـاك إشـكالية واحـدة شـائعة في فهمه، هـي الظـن ّ أن مشـكلته تتعلق بصوغـه العربيـة الفصيحـة، أو بإحـدى اللهجـات العربية، أو بالجمع بـن الفصيحـة والعامّية. وهـذا الظـن أبَعـد ّ عـن النقـد الادبي العـربيّ إشـكالية أخـرى مرتبطـة بالحـوار الـروائي ّ ، هـي أدبيتـه. وقـد أشـار عـدد مـن النقاد إلى هـذه الاشـكالية، ولكننـي لم ارّ ّ معالجـة تفصيلية لهـا؛ لذلـك ندبـت نفسي لهـذه المهمة.
وكتب الناقد والأكاديمي العراقي الراحل نجم عبدالله كاظم والذي كان يشغل سكرتير تحرير هذه المجلة، موضوعا بعنوان: (المتخيل في رواية الخيال العلمي للفتيان .. الطبيعة والحدود) محــور دراسته هذه هــو المتخيل طبيعــة ً وماهيــة ً وحــدوداً، في روايــات الخيــال العلمــي للفتيـان. ومسـوغاتها أولاً ضعـف الاهتمام عربيـاً بروايـة الفتيـان، وثانيـاً الأهمية التـي صـار عليهـا لخيـال العلمـي عالميا، ممـا يسـتوجب الإلفات إليـه عربيـا أكثـر، وثالثـاً العلاقة الإشكالية ، في رواية الخيـال العلمـي للفتيـان وأدب الخيـال العلمـي عمومـاً، بيـن المتخيـل المتوقع تحققـه مسـتقبلاً مـن جهـة والواقعـي المرتبـط بالحقيقـي مـن جهـة أخـرى. وانطلاقا مـن رؤيـة الخيـال عاملاً رئيسـا، وراء أن تكـون روايـة مـا مـن الخيـال العلمـي تحديـدا أو مـن غيره، تـأتي فرضيـة البحـث وهـي: إن تحديـد مـا إذا كانـت أي روايـة فتيـان روايـة خيـال علمـي أو لم تكـن يعتمـد علـى ّ الخيـال والمتخيـل طبيعـة وحـدوداً مـن جهـة، والواقـع والواقعـي المرتبـط بالحقيقـي عـادة مـن جهـة أخـرى. وقـد انبنـى البحـث على مقدمـة وثلاثة مباحـث وخاتمة ونتيجـة، فـكان المبحـث الأول (الخيـال العلمـي ومنهـج دراسـة روايـة الخيـال العلمـي للفتيـان)، والثـاني (المتخيـل في رواية الخيـال العلمـي للفتيان)، والثالـث (روايـة الخيـال العلمـي للفتيـان بـن الخيـالي والواقعـي).