تنويه: شكراً لأعداء الرقمية، فلولاهم لما كانت!.
أما قبل: (كورونا والأقدار الرقمية الحميدة)
لا يشك أحد في صعوبة هذه الجائحة العالمية، التي بدأت في فبراير 2020 تقريباً، وغيرت موازين الأرض، وما زالت إلى حين كتابتي هذا الكتاب. ولكني أعتقد أنْ لولا هذه الجائحة لما كتبته، ولكان يمكن أن أبقى مترددا ًفي كتابته.
لقد بقيت الرقمية ثلاثة عقود أو تزيد، وبعد كلّ كتاب ينشر، وفي كلّ مؤتمر أو محاضرة، وعقب كل مقال تجد من يسفِّه الدعوة إلى النشر الرقمي ويدَّعي عدم قيميتها، وفي ظرف شهر واحد استطاعت كورونا أنْ تقول للعالم: إنّ النشر الرقمي يجب ألَّا يكون هامشًا، وإنه يمكن أن يسيّر الحياة المعاصرة بأقل كلفة وأوسع فائدة.
لقد تحول التعليم الذي بذلت الدول جهودًا مضنية لإقناع الناس فيه بالتعلم الإلكتروني، فأصبح الطالب بين عشية وضحاها يتعلم ويتدرب من بيته، وبطرق متطورة لم ولن يوفرها له التعليم التقليدي، وعن طريق تطبيق مركزي يتلقى المعلومة وأكثر.
لقد تحولت المؤتمرات التي كانت تنفق عليها الدول الآلاف من الدولارات لتجمع أقطاب المعرفة الواحدة، تحولت بعد شهر من الجائحة إلى مؤتمرات رقمية عن بعد تحقق كل أهدافها.
لقد تحول العمل الثقافي والأدبي بعد شهر من الجائحة إلى مسارات تثقيفية تصلك إلى منزلك بدل أن تذهب أنت إليها.
في شهر واحد تحقق للرقمية ما عجزتْ عن تحقيقه في عقود؛ فأصبح الأدب والثقافة والتعليم والاقتصاد كله يعترف بقيمة النشر الرقمي، وبأنه كانت الخيار الذي تأخرنا في قبوله. ولن يكون الأدب بدعا ًمن ذلك كله.
فكانت هذه الجائحة -رغم مداخلها المؤلمة- فاتحةً مهمة وضّحت للعالم ما عجزنا عن توضيحه، وكانت فكرة هذه البانوراما السيرية التفاعلية: من لحظات النحت الأولى إلى زمن كورونا.
يندرج هذا العمل ضمن ما يسمى السيرة الذاتية الذهنية -وإن كانت تأخذ هنا حيّزًا محددًا- والتي فيها " يعمل الكاتب في سيرته الذهنية على استرجاع أطوار حياته الفكرية والثقافية مبينًا ما قطعه من مراحل، وما اعترضه من عراقيل ومصاعب، وما عاشه من ترددات وتقلبات واضطرابات، وما مُنِحه من الروافد والتيارات الفكرية والأيديولوجية المتباينة" (الداهي، 2007، ص 14)
(1)
وإذْ أرى النشر الرقمي الآن وهو يستقر في المشهد النقدي والحياتي، أحاول في هذا الكتاب أن أدون قصتي مع النشر الرقمي.
أسجل هذه القصة الممتدة لأكشف جوانب خفية اتصلت بصراع النشر الرقمي، ولأنّ القصة أو هذه البانوراما السيرية تطول تفاصيلها التي قد يهم بعضها القارئ، وحتى لا يتضخم الكتاب ولأنه يكتب عن التقنية وفي زمنها، فقد آثرت أن أطرح الفكرة العامة وأدع تفاصيلها لرابط تقني ينقل المهتم إلى المنطقة التفصيلية التي تغذي الفكرة العامة، وتفتح للمتلقي أفق الهدف للتوسع في متابعة الفكرة آليًا، وسيصل بالرابط إلى تفاصيل واسعة وإلى مؤلفات تقدر بآلاف الصفحات لا يتسع لها الحيز، وتقربها التقنية. وأؤكد هنا على شمولية مصطلح (الرقمي)، باعتباره مظلة مصطلحية واسعة يتفرع تحتها ما يتصل بالنشر الرقمي المعاصر أدبيًا وعلميًا، والتي يمثل أهم سمات هذا العصر الرقمي. وأود التأكيد أيضًا: أنّ بعض مداخل هذه القصة وإشاراتها العجلى يمثل مداخل بحثية مستقلة يعمل عليها الباحث في سلسلة نقدية رقمية متصلة يأمل الباحث من الله أن يمده بعونه لإخراجها تباعًا. (يتبع) 2
١-رابط النسخة العربية على أمازون :
٢- رابط Kobo:
3- رابط النسخة الإنجليزية على كيندل: