بدعوة من المنتج الحاج عبد السلام المفتاحي، زرت بلاتو تصوير السلسلة التلفزيونية الجديدة "عين كبريت"، مساء الإثنين 4 يوليوز الجاري، بفضاءات جنان السبيل الجميلة بفاس.
التقيت بمجموعة من العاملين في هذا العمل التاريخي، الذي كتب له السيناريو الصديق محمد منصف القادري ويشرف على إخراجه الصديق محمد عهد بنسودة، من بينهم على سبيل المثال مرية الصديقي (الملابس) وزكريا عاطفي (المساعدة في الإخراج) وحمزة عاطفي (التصوير) وهشام بنجلون والغالي كريميش (التشخيص) ومصطفى التومي (الديكور والأكسسوار) ونعيمة الزياني (السكريبت)...
في دردشة مع المخرج بنسودة علمت أن هذه السلسة التراثية، التي تنفذ إنتاجها شركة "ندى كوم ديزاين" لفائدة قناة "دوزيم"، تتكون من أربع حلقات مدة كل منها 52 دقيقة. تحكي هذه الحلقات جانبا من سيرة الولي الصالح مولاي يعقوب، الذي تنسب له الحامة المشهورة بعلاج الأمراض الجلدية بضاحية فاس، وتتمحور حول قصة حب أبطالها غيثة (من تشخيص خديجة زروال) ومولاي يعقوب (من تشخيص خليل أوباعقا) وقاسم (من تشخيص عبد اللطيف شوقي)، وإلى جانبهم شخصيات أخرى يؤدي أدوارها ممثلون مكرسون من قبيل عز العرب الكغاط وعبد الحق بلمجاهد ونبيل عاطف ونجية الواعر وعبد الله شيشة... وثلة من وجوه المسرح بفاس من بينهم خالد الزويشي والقيدوم إبراهيم الدمناتي.
من خلال أحداث هذه السلسلة تكشف لنا الكاميرا عن بعض المعالم العمرانية الجميلة لفاس العتيقة، عندما كان مولاي يعقوب مغرما بابنة التاجر الفاسي الحاج حماد وهو طالب بجامعة القرويين أو راغب في الحصول على كرسي تدريس بمدرسة البوعنانية، وما تعرض له من مكائد. كما تكشف لنا أيضا عن فضاءات طبيعية تاه فيها مولاي يعقوب بعد إصابته بالجرب المعدي واكتشافه لنبع كبريتي له فوائد علاجية أشفته من مرضه.
لنا عودة في ورقة قادمة لتفاصيل أخرى عن هذه السلسلة، التي انطلق تصويرها بفضاءات مختلفة بفاس وإقليم مولاي يعقوب منذ ثلاثة أسابيع، بمعدل أسبوع لكل حلقة.تم اختيار ممثلات وممثلين من أجيال وتجارب مختلفة لتشخيص أدوار سلسلة "عين كبريت" الرباعية الحلقات، التي يصورها حاليا بفاس وإقليم مولاي يعقوب المخرج محمد عهد بنسودة وينفذ إنتاجها لفائدة قناتنا الثانية الحاج عبد السلام المفتاحي من خلال شركته "ندى كوم ديزاين"، نذكر منهم بالخصوص: خليل أوباعقا (في دور مولاي يعقوب) وخديجة زروال (في دور غيثة أو لالة شافية)، عبد اللطيف شوقي (في دور قاسم)، عز العرب الكغاط (في دور الشيخ المامون)، عبد الحق بلمجاهد (في دور الحاج حماد)، يونس لهري (في دور نمس)، كوثر بن جلون (في دور سلطانة)، جميلة شارق (في دور راضية)، لبنى مستور (في دور صالحة)، نجية الواعر، نبيل عاطف، أمين بنجلون، بوبكر فهيم، لغمام محمد، عبد اللطيب الخمولي، عبد الله شيشا، إبراهيم الدمناتي، خالد الزويشي، جمال لعبابسي، توفيق لمعلم، محمد احميمصة، ماجد لكرون، عبد القادر الركيك، الغالي كريميش، هشام بنجلون، نبيل البوشتاوي....
تحكي هذه السلسلة التاريخية التراثية قصة مولاي يعقوب بن الأشقر البهلولي، رجل العلم والكرم والكفاح، وعلاقة الحب الشاعرية التي ربطته بغيثة، ابنة التاجر الحاج حماد، ذات الصوت الرخيم، عندما كان طالبا شابا يدرس علم المنطق بجامعة القرويين بفاس ويطمح في التدريس بالمدرسة البوعنانية.
يحاول كاتب سيناريو هذه السلسلة، محمد منصف القادري، من خلال الأحداث والوقائع المستوحاة من روايات وأساطير شعبية ومعطيات تاريخية من زمن المرينيين، بث قيم الصبر والمثابرة وحب الآخر باعتبارها قيما تفتح للفرد والجماعة أبواب المعجزات لمحاربة الشر وإحلال السلام وإقرار الطمأنينة.
"عين كبريت" هو الإسم الذي أطلقه مولاي يعقوب على النبع الكبريتي، الذي اكتشفه صدفة أو بمعجزة والذي له فوائد علاجية أشفته من الجرب المعدي الذي ألم به وجعله يغادر فاس ويتيه في الطبيعة. وضريح "لالة شافية"، الموجود بحامة مولاي يعقوب حاليا، ما هو إلا قبر غيثة، معشوقة مولاي يعقوب، التي هربت من منزل والدها بسبب إرغامه لها على ترك معشوقها والزواج بغيره. لقد تبعت غيثة، بسرية تامة، حبيبها وظلت تراقبه من بعيد إلى أن شفي من مرضه بفضل مياه النبع الكبريتي.
من فاس: أحمد سيجلماسي