لاشك أن موضوع البروتوكول الملكي في المغرب لم يحظ بالكثير من انتباه واهتمام الباحثين في مجال العلوم الإنسانية في المغرب. ورغم أن هذا الموضوع حظي بدراسات وأبحاث ومؤلفات متعددة في البحث العلمي الانغلوساکسوني والفرنكوفونية إلى حد ما، ظل اهتمام الباحث المغربي فاترا تجاه هذا التعبير السياسي الذي يعبر ــ کما نعرف ــ عن حضور الدولة في الفضاء العمومي، وارتباطه الجوهري المؤسسي بالذات السلطانية في تاريخ المغرب القديم، وبالذات الملكية في تاريخ المغرب المعاصر
ومن الواضح جدا
أن المكتبة المغربية لم تشهد إلا نادرا بعض الإسهامات في مجال التأليف الخاص
بالبروتوكول الملكي (السلطاني) خصوصا في حقل الدراسات التاريخية، وفي حقل العلوم
السياسية والاجتماعية، ويمكننا أن نشير، على سبيل التمثيل لا الحصر، إلى كتاب
أصدره الأستاذ محمد شقير في الحقل السياسي، وإسهام كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية
في الاهتمام بهذا الموضوع وإيلائه الاعتبار الذي يستحقه علميا ومعرفيا ورمزيا وذلك
بالخصوص بإصدار مؤلف حول البلاط للأساتذة المؤرخين، فضلا عن حرصها على نشر بعض
المترجمات الخاصة بتاريخ البلاط المغربي في ممارساته وتعبيراته السياسية
والبروتوكولية ،
في هذا الإطار،
تنظم الكلية درسا افتتاحيا يلقيه الدكتور حسن نجمي، رئیس سابق لاتحاد كتاب المغرب
ولبيت الشعر، شاعر، كاتب وباحث مهتم بالمسألة الثقافية، بعنوان : "البروتوكول
الملكي، مقترب انتروبولوجي ثقافي" ، وذلك للمزيد من إلقاء الضوء على هذا
الموضوع الحيوي في علاقته مع العديد من مجالات البحث : التاريخ، الأنتروبولوجيا
الثقافية الآداب السلطانية... وذلك تعزيزا للمكتبة المغربية وإسهاما في التعريف
بمرجعيات الممارسة البروتوكولية وسيرورة تشكلها التاريخي وبنائها الرمزي والدلالي
وذلك يوم الثلاثاء 15 نونبر في الساعة 11 صباحا بمدرج
الإمام مالك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية
المحمدية جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء