-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

"التراث المعماري لطنجة: تراث متفرد لمدينة عالمية ومتعددة الثقافات" إصدار جديد بأربع لغات للباحث أحمد الطلحي


"التراث المعماري لطنجة: تراث متفرد لمدينة عالمية ومتعددة الثقافات"، إصدار جديد بأربع لغات، العربية والفرنسية والاسبانية والانجليزية، للباحث أحمد الطلحي. سنة النشر 2022، وتم النشر لحد الان إلكترونيا في إحدى المنصات العالمية لنشر الكتب. الكتاب من الحجم المتوسط من حوالي 100 صفحة.

عمل المؤلف في هذا الكتاب على التعريف بالتراث المعماري لمدينة طنجة، إذ جاء في مقدمته "حاولت في هذا الكتاب أن أعرف بأغلب البنايات والمواقع التاريخية والأثرية التي تزخر بها المدينة، كما عملت على اقتراح عدد كبير منها لتصنف ضمن التراث الوطني من قبل والتي لم يتم وضع طلب لتصنيفها لحد الان، وذلك من خلال لوائح بحسب الوظيفة التي كانت تشغلها هذه المعالم، فنشرت ثلاثين لائحة. ولا أدعي أنني أحطت بكل الوظائف، كما أنني قد أكون غفلت عن بعض البنايات وتغافلت عمدا عن أخرى، وذلك لغياب المعلومات أو ضعفها أو أنني لم أوفق في الوصول إلى مصادرها".

وكانت الحصيلة هي التعريف ب 330 معلمة تاريخية: " 188 مقترحة للتصنيف مقابل 121 بناية وموقع مصنف لحد الان و21 بناية وضع طلب لتصنيفها، وهو ما جعل المدينة هي الأولى وطنيا من حيث عدد المعالم المصنفة". ويعتبر الكاتب أن هذه الحصيلة هي حصيلة أولية قابلة للتحيين. وردا على الانتقاد الذي يمكن أن يطرح حول العدد الكبير من المعالم المقترحة للتصنيف يقول الكاتب: "قد يلاحظ البعض أنني قد بالغت في عدد المقترحات ونوعها، وجوابي هو أن أغلب ما اقترحته لا يقل أهمية عن الذي صنف أو اقترح للتصنيف من قبل، وأقل بالمقارنة مع ما يصنف في البلدان النموذجية في العناية بالتراث".

ومدينة طنجة كما هو معلوم مدينة تاريخية وغنية بتراثها الذي يمتاز بعدد من الخصائص يقول عنها الكاتب: "الجدير بالذكر أن أهمية تراث مدينة طنجة لا تكمن في حجمه وإنما في تنوعه وفرادته، فالزائر للمدينة يمكنه مشاهدة آثار كل المراحل التاريخية التي مر منها المغرب، من الفينيقيين إلى الرومان إلى العهد الإسلامي إلى الاحتلال البرتغالي فالإنجليزي إلى مرحلة العاصمة الديبلوماسية إلى الاحتلال الدولي إلى الاستقلال. فهي المدينة الأقدم بالمغرب، حوالي ثلاثة آلاف سنة من الوجود. كما أن تراثها يتميز بالفرادة أو على الأقل بالأسبقية، وذلك أمر مفهوم بالنظر لموقعها الجغرافي المتميز (ملتقى الحضارات) وأهمية مينائها في التجارة الخارجية للمغرب وبالنظر لقدم وطول الوجود الأجنبي، لمدة حوالي قرن ونصف من مرحلة تحولها للعاصمة الدبلوماسية للبلاد بقرار من السلطان المولى سليمان إلى مرحلة الاحتلال الدولي.

فطنجة يمكن القول بأنها كانت أول من عرفت الحداثة بل كانت بوابة المغرب للحداثة بمفهومها المدني والفكري أيضا، ففيها ظهرت أول مطبعة وأول جريدة وأول شبكة للكهرباء وأول شبكة للإنارة العمومية وأول تلغراف وأول شبكة للهاتف وأول مسرح وأول قاعة سينما وأول مستشفى وأول مختبر طبي وأول مجلس بلدي وأول نادي رياضي وأول جمعية وأول مؤسسة بنكية وأول منارة بحرية... واللائحة طويلة من مجالات السبق التاريخي عن بقية مدن المغرب.

مدينة طنجة كانت ولا تزال مدينة التعايش، فلا نجد حي اليهود أو الملاح كما هو الأمر بالنسبة لكل المدن العتيقة المغربية، ونجد بنايات بالعمارة الغربية داخل الأسوار، ونجد الكنائس بنيت داخل الأسوار، بل نجد السلاطين المغاربة هم من كان يمنح الأراضي لبناء الكنائس، ونجد كنيسة بنيت على شكل مسجد بصومعة مغربية الطابع...".

ويرى الكاتب أن عمله هو جزء مما ينبغي القيام به لحماية وتثمين تراث طنجة، ويقترح خارطة طريق من أربعة مستويات وهي:

"1- المستوى الأول: الحماية القانونية، وهي مرحلة التصنيف بتسجيله أو ترتيبه في عداد التراث الوطني، فبعد الخطوة الأولى التي هي اختيار المعالم المرشحة للتصنيف، تليها الخطوة الثانية وهي إعداد الملفات العلمية والتقنية للمعالم المقترحة.

يتكون الملف العلمي من نبذة عن تاريخ المعلمة، التأسيس والمراحل التي مرت بها، مدعوما بالنصوص التاريخية والصور واللوحات القديمة إن وجدت

الملف التقني وهو وصف للوضعية الحالية للمعلمة، الملكية والحيازة والحالة الفزيائية وعناصرها المميزة، مدعوما بالصور والرسومات والرفوعات الهندسية

2- المستوى الثاني: الحماية التقنية بإصلاح المعالم المصنفة وترميمها

3- المستوى الثالث: الحماية الوظيفية بإعادة استعمال البنايات المصنفة بما يتناسب مع خصائصها

4- المستوى الرابع: الحماية العقارية بتملك البنايات المصنفة من قبل مؤسسات الدولة إن كانت هناك الخشية عليها من ملاكها الخواص".

بالنسبة للغلاف الرئيسي للكتاب فهو مكون من صورة مركبة من عدد من الصور القديمة لبعض المعالم التاريخية لمدينة طنجة، فيما الغلاف الخلفي، فهو "صورة لزهرة سوسن طنجة، أو ايريز تنجيتانا الاسم العلمي والعالمي او البرواقة الاسم المحلي. لأن هذه الزهرة هي التي اختارها ثلة من المهتمين بتراث المدينة، كرمز لتراث المدينة المتميز بشقيه الثقافي والطبيعي، وكنت ممن كان وراء هذا الاقتراح".

ويضيف الكاتب معرفا بهذه الزهرة بأنها "كانت منتشرة في طنجة، والتي للأسف وبسبب الزحف العمراني والتغيرات المناخية، قل نموها وانتشارها بالمدينة. ولقد تم الاحتفال بهذه الزهرة بإصدار طابع بريدي بالمغرب وكذلك في دولة بوروندي"

ولقد تميز الكتاب بنشره لعدد كبير من الصور للمعالم التاريخية المعرف بها في الكتاب، والصور المنشورة حسب الكاتب لها ثلاثة مصادر: "صور من منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، وصور مأخوذة من المطبوعات القديمة وصور أخذتها بنفسي، ولقد تعمدت نشر الصور القديمة لانها معبرة من جهة ومن جهة ثانية تعطينا فكرة على الحالة التي كانت عليها البنايات".

أما بالنسبة للأسلوب الذي اعتمده الكاتب فهو الاختصار والتبسيط، ويشرح ذلك كما يلي: "الاختصار لان هذا ليس كتاب في التاريخ أو العمارة أو الهندسة المدنية أو الفن والزخارف التي تطبع البنايات التاريخية، وإنما هو مساهمة في التعريف بالمعالم الأثرية للمدينة التي لها قيمة تاريخية أو قيمة معمارية أو قيمة إنشائية أو قيمة فنية، أو كلها أو بعضا منها. مع التذكير بالتي سبق تصنيفها ضمن التراث الوطني والتي سبق اقتراحها ولم يبث في أمرها، ومع اقتراحي للوائح أخرى من البنايات والمواقع التي أرى أنه من المفيد تصنيفها، حماية لها واستفادة منها من خلال إعادة استغلالها. لذلك لم نغرق في التفاصيل والسرد التاريخي الطويل والروايات التاريخية واكتفينا بنبذة قصيرة عن كل معلمة، وهذا لا يعني أن هناك معلومات كثيرة عن كل المعالم الأثرية، بل وجدنا أن هناك معلومات شحيحة بالنسبة للبعض منها، واعتمدنا غالبا على نشر فقط المعلومات المؤكدة وغير المختلف حولها. كما أننا لم نتناول في الكثير من الحالات الوصف المعماري والإنشائي للبنايات ولا عناصرها الفنية من زخارف ومجسمات ونقوشات وغيرها، لأن ذلك يهم المختصين أكثر من عموم القراء.

فيما يخص التبسيط، الهدف هو أن يكون الكتاب في متناول أكبر عدد من القراء حتى تعم الفائدة أكثر، ولا تبقى محتكرة من طرف النخبة المثقفة، بل –وهذا هو الواقع- منحصرة  فقط في المهتمين بتاريخ وتراث المدينة".

   

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا