-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

آفاق النص الأدبي ضمن العولمة صفيـــــة عليـــــة

دبي- اتحاد كتاب الإنترنت العرب

حصلت الباحثة الجزائرية "صفية علية" على رسالة الدكتوراة في الأدب الرقمي عن أطروحتها المعنونة بـ "آفاق النص الادبي ضمن العولمة" وذلك من كلية الآداب بجامعة بسكرة الجزائرية.

أشرف على الرسالة الاستاذ الدكتور علي عالية، وتكونت لجنة المناقشة من كل:

الأستاذ الدكتور "صالح مفقودة" رئيسا

الأستاذ الدكتور "الطيب بودربالة" عضوا مناقشا

الأستاذ الدكتور"امحمد بن لخضر فورار"عضوا مناقشا

الأستاذ الدكتور "عبد الرحمن تبرماسين" عضوا مناقشا

الأستاذ الدكتور"عيسى مدور" عضوا مناقشا

وتناولت الباحثة في رسالتها أعمال الاديب محمد سناجلة الرقمية "ظلال الواحد" و "شات" و "صقيع" بالبحث والتحليل إضافة الى أعمال كتاب وشعراء آخرين في الأدب الرقمي العربي مثل مشتاق عباس معن وغيرهم.

تقول الدكتورة صفية علية في مقدمة أطروحتها: وطد تمخض الثورة المعلوماتية إطلاق أيديولوجيا الابتكارات التكنولوجية ، وتحصين أطم التدفق المعرفي بالعولمة المعلوماتية، فتحددت بذلك معاقل التواصل والتفاعل البشري .ما أحاط الخطاب الأدبي المعاصر بهالـة من الارتجاجيـة صوب هذا التدفق المعلوماتي والتكنولوجي، وبات ملزما بالتغلغل والتشكل وفق معمار هذه العمارة، والتلون بلونها    ولأن النص عينـة من عيناتها ، انعكست بعينها على ملاك اللغة ، فصاغتها رقميـا.

 رافق النص الأدبي تحديات العولمة، فارتقى إلى مصاف البرمجة النصية ،متبوءا صدارة الإبداعات التكنونصية ، ومرتحلا من عوالمه الورقيـة إلى معالم الرقميـة ، أين تتعدد المصطلحات وتتوالد في هذا الشق الإبداعي لتختلط على القارئ، فيركن إلى استهلاك مصططلحات الوافد الجديد بعشوائيـة المبتدئ وتلمس الأعمى، الذي لا يميز بين الترابطية الرقميـة والتفاعليـة، ويستخدمها كمصطلحات رديفـة . 

 إن إفادة النص الأدبي من التقنيات الحاسوبية ووسائطها المتعددة "multimedia"،أسهم في تشريع بواباتـه نحو آفاق افتراضية ،غيرت ملمحهونوعت خطاطته ،فاختط بها  حدود التزاوج بين الإبداع  والتكنولوجيا في تشكلاته الراهنة .

لقد ظللت ملامح العولمة النص الأدبي بظلالها ،فاستوقفته مغريات العوالم الافتراضية عند الحلول في مكامنها الترابطية والتفاعلية، ليستعير بعضا من مضامينها وتقنياتها الحداثية يروم في ذلك إلى ضروب واعدة من التحور والتحرر لأجناسه الإبداعية؛ من شعر، ومسرح ،قصص وروايات...وغيرها وامتلاك مدركات اللحاق بتطورات البرمجـة الإبداعيـة .

  فالظفر بهذه المعطيات المعلوماتية المعاصرة ،يحكم التناغم مع الطبيعة الجديدة للنص الأدبي برمجة وإخراجا، ملقيا بكثير من الإبداعات الأدبية في مدارات الشبكة العنكبوتيـة والتي استحقت المتابعة والقراءة النقدية الجادة ، منها أعمال "محمد سناجلة " و"مشتاق عباس معن"التي حفزتني على هذا الخيار المعرفي والبحثـي، رغبة في بلوغ الطموح الإبداعي المرتقب لهذه النوعية من النصوص الإلكترونيـة ،والإلمام بمسوغات وجودها وكذا استنطاق روابطها المباشرة وغير المباشرة بآليات تشبهها.

وفيه اندماج المتلقي وتفاعله، في الكشف عن ما يثيره من مساءلات الإثارة الإبداعية، حاضنة النص الأدبي ومخططة معالمه المعرفية والوسائطية الجديدة، فما الذي أضفته التكنولوجيات الحديثة على هذا النص الأدبي ؟ وفي ما تتمظهر الأطر الجمالية المؤطرة له  كنص بديل؟ ما هي مستلزماته الإنتاجية؟ ومامدى تفعيله وتلقيه من قبل قارئيه؟ هي إشكالات التمظهر الإلكتروني المعلن والمهيمن بعولمة الإبداع. فماهي آفاق النص الأدبي أمام ضبابية العولمة وتداعيات المشهد الثقافي البديل؟.

وفي محاولة منا لدك حصون التعمية واللبس ،والوصول إلى إجابات لاستفهاماتنا ،كان جلاء ذلك وبيانه في تصميم وهندسة خطة بحثنا على هذا المعمار المؤلف من مقدمة ومدخل ،وأربعة فصول وخاتمة.

استعرضالمدخل إحاطته بالعولمة وأشكالها، فعنون بـ :العولمة ومعمارية التشكل والتجلي. و التفالفصل الأول من الدراسةحولالأدبية الرقمية ،فأطاف بتعيين المصطلحات وشرحها وتطويق المفاهيم المرتبطة بحدودها المعرفيـة،مستعرضا الأجناس الأدبية البديلـة في كنف الثورة الإنفوميدية ومحددا طبيعة أنماطها الرقمية .بينما ذهب الفصل الثاني مذهب الأدبية التفاعلية بأدب الطفل ،فكان موضع استجلاء لمجالاته وخصائصة الفنيـة وسم بـ:أدب الطفل التفاعلي.

وقرن الفصل الثالث من الدراسة بين الرقمنة والرقمية ،ففصل بينهما ،استنادا على التشفير الرقمي للنص القرآني ومعطيات الوسيط الالكتروني، ليقترن بدليل عنوانه : النص الأدبي بين الرقميـة والرقمنـة. وتمهيدا بالحديث عن بديلات نقديـة للنقد الأدبي ،تسييج النقد بأنساق ثقافيـة ما تضمنه الفصل الرابع الموصوف بـ:  النقد الثقافي التفاعلي. وتمامها بختم البحث في خاتمة.

   يشيح البعد المداري والتكنولوجي للعولمة  بظلاله الشبكية عن الترابطية المحظة صوب  التفاعلية ،ليهب القارئ حق التفاعل الفاعل وتفعيل الفعل الإنتاجي بهذه العملية الإبداعيـة الرائدة ، وهو مايقتضي الاستناد على منهج القراءة والتلقـي في إطار إشراك المتلقي في إبداع النصوص وإنتاجها .

وقد اغترف القارئ من معين الثقافات الغابرة ردحا من الزمن ،إلى أن تأهب لمجابهة ثقافـات وافدة،تجترع التطور التكنولوجي اجتراعا، وتشرع روافدها على ينابيع المعرفة ومصادرها رقمنة ليتحول العالم إلى مكتبة إلكترونية ،متيحة بذلك  زخما هائلا من الدراسات وأمهات الكتب.

 ومن أجل البحوث والمدونات وأرقاها اتكأت على مصادر البحث الرقميـة كروايات  "محمد سناجلة" :"ظلال الواحد" ،"شات" ،"صقيع" ،وقصيدة "مشتاق عباس معن":"تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق" .وكذا المؤلفات النقدية الرقمية لهما منها: رواية الواقعية الرقمية لمحمد سناجلة، و"ما لايؤديه الحرف"(نحو مشروع تفاعلي عربي للأدب) لمشتاق عباس معن.

ناهيك عن الاهتداء إلى الدراسات النقدية التأسيسية بهذا الحقل الترابطي ،ودورها في ضبط المفاهيم والإحاطة بالأدبية الرقميـة ومتعلقات البحث وزواياه، نذكر أهمها:

-الكتب الثلاث لسعيد يقطين:"من النص إلى النص المترابط "(مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي،"النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية"، قضايا الرواية العربية (الوجود والحدود).

-فاطمة البريكي : "مدخل إلى الأدب التفاعلي" ،"الكتابة والتكنولوجيا".

-زهور إكرام:"الأدب الرقمي (أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية)".

-أحمد فضل شبلول :"أدباء الإنترنت أدباء المستقبل".

-عبد النور إدريس:"الثقافة الرقمية"(من تجليات الفجوة الرقمية إلى الأدبيةالالكترونية ).

-جون بيير وارنيي : "عولمة الثقافة وأسئلة الديمقراطية" ،ت. عبد الجليل الأزدي.

-فرانك كيلش:ثورة الإنفوميديا ، ت.حسام الدين زكريا.

-علي حرب :"حديث النهايات "( فتوحات العولمة ومأزق الهوية).

-حسام الخطيب : الأدب والتكنولوجيا وجسر النص المتفرع.

- رحمن غركان :"القصيدة التفاعلية في الشعرية العربية" (تنظير وإجراء).

 - ياسر المنجي :"جدلية الصورة الإلكترونية في السياق التفاعلي ".

-سناء علي حسين :"جماليات التوليف في الشعر التفاعلي".

-إيمان يونس : تأثير الانترنت على أشكال الابداع والتلقي في الأدب العربي الحديث.

-محمد حسن أبو الفتوح :"قائمة معجمية بألفاظ القرآن الكريم ودرجات تكرارها".

-إسماعيل عبد الفتاح:"أدب الأطفال في العالم المعاصر"(رؤية نقدية تحليلية).

-نهاد موسى : "اللغة العربية في العصر الحديث" ( قيم الثبوت وقوى التحول ).

-فنسنت .ب.ليتش:"النقد الأدبي الأمريكي"(من الثلاثينات إلى الثمانينات)،ت.محمد يحي.

-عبد الله الغذامي :" النقد الثقافي"(قراءة في الأنساق الثقافية العربية).

-أمجد حميد التميمي : "مقدمة في النقد الثقافي التفاعلي".

-إبراهيم أحمد ملحم :" الأدب والتقنية" (مدخل إلى النقد التفاعلي).

-صلاح قنصوة : "تمارين في النقد الثقافي" .

-عبد الله الغذامي /عبد النبي اصطيف: "نقد ثقافي أم نقد أدبي ؟".

وأثيث من الكتب والدراسات البحثيـة الأخرى ، التي أغدقت مجال البحث بالثراء والتنوع المعرفي ولم يتسع لها صدر المقدمة فأرجأت لمقامها الأخير في فهرس المصادر والمراجع والتي اعتقدت ندرتها بهذا الموضوع ،حتى اهتديت إلى مالم أترصده من كتب ودراسات لا عد لها ،رغم حداثـة نطاق الطرح الرقمي بميادين النقد الغربي والعربي .

في ذلك رتق لمدار الصعاب التي صادفها البحث في مستهله ،فأخذ جمع المادة مني مأخذه وبخضم الكشف عن فهم الهندسة النصية للحامل الجديد(الفضاء المعلوماتي) ،أخذ المأخذ الثاني مآخذه في امتلاك إمكانات القراءة الإلكترونية ، البرمجة الآليـة و ناصية الإبحار النتي  بحكم أنها حتميات في تشكل جسد النص الرقمي.

وتتمةلتمام مشروع البحث،أحسب أنني بذلته بذلا كريما ،فأكرمت الحرف وقدسته ووهبته الجهد والوقت فأكبرته،وقطفت ثمارمعرفته فغمرني بمعرفته، في غمرة حصافة وتجلة  أستاذي الموقر السيد الدكتور"علـي عاليـة" ،بما حباني به من روية وحلم ،وما أمدني من تصويبات وتسديداتعدلت مسالك البحث وجبرت كسوره ، فسعة الامتنان تنحني  عنده ، والشكر يستحي مهابـة شأوه ،وهيبـة مقامـه .

لأستاذي المبجل الدكتور" الطيب بودربالة "تحايـا بعبق التاريخ وألوان الحضارات بمجد ما تعهدني وبحوثي كلها من عنايـة، فكان ملاذي وموسوعتي العلميـة التي لاتنضب.

وثناء جميل لأستاذي الدكتور الفاضل"عبد الرحمن تبرماسين" على دعمه فكرة بحثي  وتأليبي على المضي فيه وعلى إفادتي بوضاءة فكـره وباجل علمـه، وللمبدع "د.مشتاق عباس معن على" على تزويدي بكثير من المراجع النادرة التي دعمت بحثي وأثرته ،وكذا المتميـز"د.محمد سناجلة" على مناجداتـه الجليلـة، ولله ثناء جميل وحمد وفير أن أيدني بالصبر والجلد وبأن أقر عيني بتمام هذا البحث حتى استوى واستقام. "فله الجلال كله". 


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا