-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الشاعر المصري أحمد فضل شبلول 'كتب ورقية مهدت للثورة الرقمية'

الشاعر المصري أحمد فضل شبلول يؤكد أن شبكة الإنترنت تمثل في طبيعتها 'بنية مجتمعية فوقية'

'كتب ورقية مهدت للثورة الرقمية': ثروة الأمم في القرن الحادي والعشرين تتمثل في القدرة العقلية والخيال والابتكار وتنظيم التكنولوجيات الحديثة.
القاهرة ـ من وكالة الصحافة العربية
في كتابه "كتب ورقية مهّدت للثورة الرقمية"، يرصد الشاعر أحمد فضل شبلول، ثلاثة عشر كتابا ورقيا يعتبرهم المؤلف أنها هي الكتب التي مهّدت للثورة الرقمية الراهنة.
ويحاول المؤلف في كتابه أن يصل لفكرة مفادها أن الانتشار الذي حققه النشر الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة لم يقض حتى الآن على الكتاب الورقي، ولن يؤدي لاختفاء الكتاب بشكله التقليدي الذي اعتادت عليه البشرية، إلا أن الكاتب يعترف بأن هناك احتمالا بأن ينجح النشر الإلكتروني في القضاء على النشر الورقي التقليدي للكتب، ويقول المؤلف في هذا الصدد: "لم تزل هناك فسحة من السنوات القليلة المقبلة قبل الإعلان رسميا عن انتهاء العصر الورقي، أو وفاة الورق كوسيط لنقل لمعرفة والثقافة والفنون الجديدة".
             خيال وابتكار
ومن خلال استعراض لآراء عدد كبير من العلماء والمتخصصين في المعرفة والتكنولوجيا الرقمية والنشر الإلكتروني، يؤكد المؤلف على أن ثروة الأمم في القرن الحادي والعشرين تتمثل في القدرة العقلية والخيال والابتكار وتنظيم التكنولوجيات الحديثة، كما يؤكد المؤلف في هذا الصدد أيضا على أن شبكة الإنترنت سوف تتطور لتشمل (الكون) بأكمله وليست الكرة الأرضية فقط، وستصبح شبكة الإنترنت على حد قول الكاتب هي "المرآة السحرية" التي تظهر في القصص الخرافية، والتي تستطيع أن تتحدث بحكمة البشر.
ويشير المؤلف في هذا الإطار أيضا إلى ملاحظة علمية في غاية الخطورة، وهي أن علماء الكمبيوتر والاتصالات في الوقت الراهن اعتبروا أن قدرات الحواسب الآلية تتضاعف مرة كل ثمانية عشر شهرا، وهي قدرة على التطوير مرشحة للزيادة، ويتنبأ المؤلف بأن الفترة القادمة سوف تشهد تطورا نوعيا في أداء الحواسب الآلية، بحيث يكون جهاز الكمبيوتر الشخصي المملوك لأي إنسان قادرا على أن يلتقط أوامرنا الصوتية لتنفيذ رغباتنا من خلال تطوير آليات التعامل والتواصل بين الحواسب الآلية، وبين عنصري الصوت والطيف الكهرومغناطيسي.
ويشير المؤلف في هذا الصدد إلى أن التجارب الأخيرة في مجال تعرف الكمبيوتر على العواطف الشخصية للإنسان نجح خلالها الكمبيوتر في أن يتعرف على عاطفة الإنسان في 98 بالمائة من الحالات التي تعرض فيها الكمبيوتر لاختبارات خاصة بهذا الصدد.
             العقل البشري
كما يعرض المؤلف ضمن قراءاته لما يتعلق بعوامل تطوير النشر الإلكتروني أن ينجح العلماء في تطوير قدرة الشرائح الدقيقة لتقترب يوما ما من القدرة الحاسوبية للعقل البشري، وأن يتمكن علماء الحواسب في المستقبل من بناء أجهزة كمبيوتر بسرعة الدماغ البشري تحتوي على القدر نفسه من المعلومات، وحيث يتوقع المؤلف أن يخرج مثل هذا الحاسوب الذي يضاهي قدرة الدماغ على العمل في تاريخ لا يتجاوز عام 2040.
لكن مع ذلك فلا ينبغي إهمال أنه في نفس الوقت الذي تشهد فيه الحواسب تطورا كبيرا بما قد يمكن خبراء الحواسب من التوصل في فترة زمنية تطول أو تقصر من بناء حواسب لها نفس قدرات العقل البشري، سوف يتطور العقل البشري، وسوف ترتفع القدرة الذهنية للإنسان في المستقبل بصورة تجعل الإنسان مستمرا في السيطرة على الحواسب الذكية وليس العكس
لكن في نفس الوقت، فإن المؤلف يستعرض رؤى لبعض المتخصصين الذين تناولوا موضوع النشر الإلكتروني، وهو بصدد التعرض لتداعيات هذا النوع من النشر المستحدث الذي يختلف في طبيعته عن النشر الورقي التقليدي، حيث تؤكد أكثر من وجهة نظر لمتخصصين استعان بهم المؤلف في إعداد كتابه، على وجود حاجة ضرورية لدراسة مستمرة بل ومتابعة دقيقة لما يعتبره المؤلف "تداعيات شبكة الإنترنت الاجتماعية والثقافية والفكرية والقانونية والأخلاقية                              
             وجود افتراضي
ويشير المؤلف إلى أن شبكة الإنترنت تمثل في طبيعتها "بنية مجتمعية فوقية"، لكن أعضاء هذه البنية الذين يظهرون لنا بأسماء وصور قد لا تكون حقيقية على شبكة الإنترنت، هم أنفسهم أعضاء المجتمعات التقليدية التي يعيشون فيها، إلا أن طبيعة الوجود الافتراضي لهؤلاء الأفراد على شبكة الإنترنت وقدرتهم على التخفي وراء أسماء وصور غير حقيقية، تجعلهم قادرين على أن يتحرروا من القيود الاجتماعية والثقافية المحلية التي تحكم تصرفاتهم وأقوالهم في مجتمعاتهم المحلية، وهو ما يعطي وجودهم ونشاطهم الاجتماعي والثقافي بما في ذلك ما يقومون به من عمليات نشر إلكتروني على شبكة الإنترنت صفة "بنية مجتمعية فوقية".
وعلى الرغم من أن الوجود الافتراضي على الإنترنت يدعم عمليات النشر الإلكتروني بدون الوقوع في الأزمة التي تتعلق بالحدود بين الدول أو الثقافة أو اللغات المختلفة، إلا أن متخصصين اعتبروا أن هناك عائقا مشتركا يمنع التقدم فيما يتصل بالتقدم في هذا الصدد، وهو مستوى الطلاقة في اللغة الإنجليزية، بالإضافة طبعا إلى مستوى الإلمام بمبادئ الحاسب الآلي، حيث لا معنى لحرية تداول المعلومات بين أفراد أميين، أو أفراد لا يجيدون سوى لغتهم المحلية، أو لا يجيدون التعامل مع الحاسب الآلي والإنترنت.
ويتضمن الكتاب مقدمة وثلاثة عشر فصلا، حيث يتناول كل فصل من فصول المقدمة كتابا ورقيا اعتبره المؤلف من الكتب التي مهّدت لظهور الثورة الرقمية، وهذه الكتب هي: "الثقافة الإلكترونية" لجورج نوبار سيمونيان، و"الرقابة المركزية الأميركية على الإنترنت في العالم العربي" للدكتور مصطفى عبدالغني، و"الفجوة الرقمية .. رؤية عربية لمجتمع المعرفة" لنبيل علي ود. نادية حجازي، و"الفيديو والناس" للدكتورة نوال عمر، و"الكتاب الإلكتروني.. القراءة – الإعداد – التأليف – التصميم – النشر – التوزيع" للمهندس عبدالحميد بسيوني، و"الكمبيوتر والثقافة والفنون" للدكتور محمد فتحي، و"صناعة المستقبل" للدكتور أحمد أبو زيد، و"الموجة الثالثة وقضايا البقاء" للدكتور علي حبيش، و"التاريخ الاجتماعي للوسائط من غتنبرج إلى الإنترنت" لـ آسا بريغز وبيتر بوك، و"رحلات سندباد الإنترنت" للمهندس عبدالحميد بسيوني.

يذكر أن كتاب "كتب ورقية مهّدت للثورة الرقمية" للكاتب أحمد فضل شبلول، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة؛ ويقع في 128 صفحة من القطع المتوسط.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا