في الرواية العربية، لا يذكر البحر إلا ويذكر حنا مينه، وكأنهما توأمان بل هما كذلك، انبثقا من رحم الساحل السوري، ليبلورا معاً أدباً خالداً في الزمان. ومن " المصابيح الزرق " إلى " حارة الشحادين " مروراً بثلاثيتين .. والثلج يأتي من النافذة والشمس في يوم غائم، رحلة ملأى بالصعاب، فالصبي يكاد يهلك بحثاً عن لقمة العيش وكذلك يفعل الفتى لإعالة عائلته، ثم الشاب الذي انطلق مع قصصه القصيرة، وصولاً إلى بزوغ نجمه مع روايته " الشراع والعاصفة " وليس انتهاء بتكريمه مرات على امتداد العالم، لإثمار جهوده في حقل الرواية، وتكريماً لعمر مضى شاقاً وعسيراً نصفه الأول.
تقرأ حنا مينه، فتظن أنك تقرأ ملاحم في الشعر..
هكذا تترك فيك "الياطر" من انطباع وتقرأ " الشمس في يوم غائم
" فتبصر نفسك في قلب الأسطورة تعانق تلك التفاصيل المغرقة في القدم، ويحيلك
الشعور الداهم بالرمز من حيث تدري ولا تدري إلى تلك الأيام الخوالي من رحلة الإنسان
في بحثه عن المعرفة. ولأجل هذا كله، ولانتهاء هذا الأديب إلى سدة العالمية بترجمة
كتبه إلى العديد من اللغات الأجنبية. كان لمجلة " الكويت " هذا الحوار:
http://www.syrianstory.com/dialogues6.htm