حوار مع محمد أشويكة حول القصة الترابطية: التلقي والتأويل حـاورته: سليـمة العلام
باحثة مهتمة بالأدب
الرقمي
ويعتبر الكاتب والناقد المغربي "محمد اشويكة"
من المبدعين الأوائل والقلائل الذين خاضوا تجربة الإبداع الرقمي سيما الإبداع القصصي
الترابطي منه، حيث يعتبر وبحق الكاتب المغربي والعربي الأول الذي خاض تجربة الكتابة
القصصية الرقمية - التي ما تزال جنينية وفي بدابتها - من خلال تجربته: "احتمالات"
و"محطات". وقد قادني الفضول إلى قراءة أعماله الرقمية الآنفة الذكر، من أجل
الوقوف عند أهم ما يسمها ويميزها عن الإبداع القصصي الورقي. وازداد فضولي أكثر بقراءتي
لهذين العملين، الأمر الذي أثار لدي عدة تساؤلات طرحتها على المبدع "محمد اشويكة"،
فكان الحوار التالي:
-1- كيف يعرف الأستاذ محمد اشويكة الأدب الرقمي، باعتباره باحثا في هذا المجال
من جهة، وبكونه من المبدعين الأوائل والقلائل الذين خاضوا تجربة الأدب الرقمي من جهة
ثانية؟
- يرتبط لدي تعريف الأدب الرقمي بممارسات الكتابة والقراءة وتحولاتهما بدءا
من إبداع نصوص أدبية تستعين بالشاشة، وتستدعي مختلف تقنيات معالجة النصوص بواسطة الحاسوب،
والتقنيات السمعية – البصرية التي استحدثتها الثورة المعلوماتية وهندسة الحواسيب والذكاء
الاصطناعي.. وبذلك، يتطلب تذوق النص الرقمي كفايات تكنولوجية لا بد من توفرها لدى القارئ
لأنه يقترح تحولات بنيوية على مستوى الفضاء والزمان تطال الجوهر البنائي للنصوص الإبداعية
وتطرح مشاكل جوهرية من حيث تداخلاتها التفاعلية والسيميولوجية والوسائطية...
-2- هل يمكن أن نقول بأن كل ما يقدم على الشاشة الزرقاء هو أدب رقمي؟
- يبدأ الفعل التبسيطي للرقمنة من تحويل أية وثيقة من على الورق (أو أي
حامل غير رقمي) إلى الشاشة مرورا بجهاز الحاسوب وما يمكن أن يتفاعل معه معالجةً وقراءةً..
إلا أن الأدب الرقمي يبتعد عن تلك الرؤية الأداتية والاستعمالاتية والتصريفية للخيرات
الرمزية للتكنولوجيا الرقمية، محاولا أن يستعين بتقنياتها، وميكانيزماتها، لخلق نصوص
تفاعلية، تعتمد أساليب فنية مستمدة من البرمجة، ومتواشجة مع فنون الفضاء العنكبي في
مختلف علاقاتها بالفنون البصرية الأخرى، فقد أصبحنا نتحدث عن السينما الرقمية، والتشكيل
الرقمي، والتصوير الرقمي.. وبالتالي، فنحن أمام تغيرات جذرية وشمولية تطال الخيال والإبداع
الإنسانيين.
-3- هل صحيح أنه يحق لنا أن نجزم "اليوم" أن الأدب الرقمي أصبح
حقيقة تميز العصر التكنولوجي؟
- يهمنا مقاربة مفهوم الحقيقة من خلال ارتباطاته بمفهوم واقعية العَالَم
ووضوحه، وبمدى قدرة الفكر على اقتحام تفاصيله، وبلورة تمثلات، مؤقتة أو نهائية، وهمية
أو غير مستقرة، حول تعدده وتنوعه.
نحن اليوم أمام حقيقة تكنولوجية تضبط الفاعلية الإنسانية
في مختلف تجلياتها، ولا يمكن أن ننكرها على مستوى الواقع والفكر معا، وما الأدب الرقمي
إلا امتداد لاكتساح تلك التكنولوجيات الرقمية لحياتنا (هواتف محمولة، تلفزيون...) في
سياق إيديولوجيا عالمية ضخمة تتأسس على الرقمنة كأداة من أدوات العولمة الرامية إلى
توحيد الأنماط الثقافية، والقضاء على الأصيل منها...
يطرح النص الرقمي، كحقيقة افتراضية، إشكالية الملاءمة
بين السرد والتفاعل، وذلك باعتبار النص الأدبي نصا تفاعليا أسوة بالنصوص الحركية والتوليدية
والجماعية المنتشرة على النِّيت التي لا يمكن التعامل معها، من حيث الامتداد، إلا كمجال
تجريبي.. فعندما أستعين بالحامل الرقمي، والأجهزة التقنية المُسَاعِدة على التواصل
بواسطته، فبغرض الوصول إلى أغراضٍ وغاياتٍ سردية خالصة، يسعفني تطويعها اللَّعِب في
منطقة التخوم، وإنجاز "نص/نصوص" تحقق المتعة، فيتحول التحقق إلى "حقيقة".
-4- كيف يعرف محمد اشويكة عناصر العملية الإبداعية: المبدع الرقمي، القارئ
الرقمي، الناقد الرقمي، النص الرقمي؟
- أشرنا فيما سبق إلى بعض المحددات التي يمكن اعتمادها في فهم النص الرقمي،
والتي تقوم على القاعدة الثلاثية التالية: المبدع والوسيط والمتلقي (القارئ والناقد).
يراعي الإبداع الرقمي المتوخى إنجازه (قصة قصيرة
ترابطية أو قصيدة أو رواية رقمية أو نصا مسرحي...) بعض الشروط ألخصها كما يلي:
▪ تحديد الاختيارات والتصورات الغرافية "Charte graphique": وأميل هنا إلى البساطة القريبة من الحامل الورقي الذي يتيح القراءة الواضحة
للمحتوى ولا يشوش عليها...
▪ ضبط الهندسة الرقمية، ورسم المسارات الكبرى للسرد الرقمي: وأقترح في
"احتمالات" و"محطات" تصميمين مختلفين من حيث التشعب إلا أنهما
يسعيان إلى عرض ومعالجة المادة القصصية وفق وظيفة لا تخرج عن نطاقات التخييل...
▪ براغماتية الأدوات التفاعلية: أعتقد أنه لا يستقيم الإبداع الترابطي إلا
بجعل أدوات الربط والتفاعل الإلكترونية ذات بُعْد عَمَلِي يُسَهِّل ولوج النص، والانتقال
بين مفاصله بغية تدليل الصعوبات التقنية للكتابة، وتوصيل مضامينها على الشاشة...
بناء عليه، فالمبدع والقارئ والمتلقي لا يجد بدا
من التعامل مع تلك العناصر كمقدمات نظرية تارة، ونقدية تارة أخرى، فقيمتها لا تنبعث
من الصلة التفاعلية الحاصلة بين السند والنص، وإنما في تأزيم سؤال الأدب ذاته.
-5- أستاذ محمد اشويكة لماذا يمكن لنا أن نحول النص الورقي أو المطبوع إلى
نص رقمي بكل سهولة، بخلاف انه يصعب تحويل النص الرقمي إلى نص مطبوع؟
- مخاض الإبداع مختلف، والأدوات حاسمة، فنحن لسنا أمام نص شفاهي أو آخر
مكتوب يقع بين تضاعيف كتاب، وإنما نحن بصدد أَدَبٍ يبتعد عن منطق الكتاب الورقي: لا
نتحدث عن الورقة والصفحة، بل عن الروابط والصيغ الجديدة للتأليف التي يمكن أن تضم المقاطع
السمعية – البصرية وبعض الأشياء المتحركة (Objets animés) وغيرها، والتي نستعين في إنتاجها بالبرمجيات والآليات الرقمية المناسبة،
فضلا عن تلقيها الذي لا يمكن إلا باستعمال الحاسوب أو الشاشات المرتبطة به أو جهاز
العرض
(Projecteur)،
الأمر الذي يجعلنا في مواجهة نَصٍّ تكنولوجي إبداعا وتلقيًّا.
ذهب بعض النقاد إلى أن إمكانية التحويل ممكنة، وهذه
مسألة لا تمس جوهر النص الترابطي، وإنما تطال شكله فقط، لأن بعض المقاربات النقدية
لم تتمكن من وضع اللبنات الأولى لإحداث قطيعة إبستيمولوجية بين آلياتِ تَلَقِّي النص
الأدبي التقليدي ونظيره الرقمي، وإنما تقاربه وفق نُظُم السرد السطري، متجاهلةً عنصر
الزمان – الفضاء
(Espace - temps).. وماذا لو اقترحنا الصيغة الورقية لنشره؟!
أو اعتبرناه نسخة معدلة لها؟! ستسقط الروابط الرقمية، وهي الفيصل في النقاش رغم أن
الترتيب السردي يمكن أن يقبل احتمالات شتى ولو كانت القصة ورقية في الأصل.. أعتقد أننا
نخوض نقاشا خاطئا
(Un faux débat) لا يمكن أن يطور مفهوم النص الأدبي في زمن
القراءة الرقمية.
-6- لماذا يتخوف المبدعون، عربا ومغاربة، من خوض تجربة الأدب الرقمي والتعامل
مع التكنولوجيا في مجال الأدب، مع أنهم يشيدون بمزاياها ـ التكنولوجيا المعلوماتية
ـ في مجالات عديدة.. كالتواصل مثلا؟
- يصعب تغيير عادات الكتابة والقراءة، والانتقال الفجائي من السند المسطح
(الورقة) إلى السند الرقمي لأن الأساطير تتوالد حين نطمئن للمألوف، وتنتعش طقوس المديح
كلما حدث كل ما من شأنه أن يزعزع أنماط السلطة الثقافية المهيمنة. ولنا في دروس الأنطروبولوجيا
ما يفيد في فهم التغيرات والتطورات الكبرى التي طرأت على الخيال الإنساني قبل اختراع
الكتابة وبعدها.
أعتقد أن البعض لا يعادي التكنولوجيا في حد ذاتها،
وإنما يناقش سلبياتها المتمثلة في تشييء الإنسان، واجتثاث الطابع الحميمي الذي يربطه
بالمواضيع والأشياء.. هكذا نجد بعض الكتاب يتحدثون بنوع من القداسة والروحانية عن علاقتهم
بالكتاب، ويتحدثون عن المستجدات الإبداعية بنوع من الازدراء دون الاطلاع على خلفياتها
الثقافية وحمولاتها الإيديولوجية والمرجعية.. مثلا، تتحول وظيفة الرابط الإلكتروني
في سياق النص الترابطي إلى وظيفة أدائية لأنها خاضعة للبرمجة، وليس لقلب الصفحات وتواليها
الميكانيكي.. إذا، نحن أمام أدب ناشيء، لا يمكن أن نحاكمه وفقًا لمنجزاتِ المناهج النقدية
السابقة عنه، وإنما نحن في حاجة إلى اجتهادات نقدية منفتحة على الحقول المعرفية ذات
الصلة بالعلوم الإنسانية والتكنولوجيات المعاصرة...
أعتقد أن رسالة الفلاسفة الموسوعيين من أمثال مونتيسكيو
ودلامبير ورُوسُو وديدرو وڨولتير وغيرهم خلال القرن الثامن عشر كانت تتمثل في نشر التطورات
العلمية والفكرية التي طالت مختلف الميادين وتعميمها على أرجاء كوكب الأرض قد تحققت
اليوم بنسبة كبيرة جدا، فصارت تطرح علينا مشكل الغربلة والملاءمة وتدبير الوفرة.. فأين
نحن من الأمم التي تساهم في نشر منظوماتها الثقافية؟!
-7- ما هو تقييمكم للتجربة العربية الإبداعية الرقمية بعد أن قطعت هذه الأشواط
البسيطة والخافتة بدءا بتجربة محمد سنا جلة
والتي تمثلت في: "ظلال الواحد" و"شات" و"صقيع"، مرورا
ببعض الكتابات المشرقية، واستحضارا لتجربتيكم: "احتمالات" و"محطات"؟
- يقف المتتبع للتجارب الرقمية العربية، شعرا وقصة ورواية ومسرحا، على تفاوتها
من حيث العمق والهندسة المعلوماتية والرهانات الإبداعية.. فبعضها جاء كخطوة امتدادية
لمسيرة إبداعية سابقة، وبعضها جاء طارئا.. من بينها ما راهن على الشكل، ومنها ما راهن
على الموضوع والشكل كتجربة الشاعر العراقي "مشتاق عباس معن"...
أعتبر أن ما تحقق إلى حدود الآن مجرد أزهار نبثث
في حقل قاحل، فلا يمكن فصلها عن طموحات واجتهادات مؤلفيها، وكذا جهود بعض النقاد والأكاديميين
الذين يشتغلون عليها، ويؤطرون الطلبة والباحثين على تناولها بالدرس والتحليل، لأن الانتباه
إلى تلك المنجزات لا يمكن أن يتم إلا داخل مضمار الجامعة ومن خلال النقد؛ إذ لا يمكن
تحقيق التخصص إلا عبر التراكم نقدا وبحثا وإبداعا...
وعليه، فهناك اختلاف في تناول تلك التجارب إلا أن
النقاد المهتمين تناولوا مختلف التجارب رغم عدم حصول التكافؤ وهي مسألة مشروطة بموضوعية
النقاد أنفسهم...
-8- كيف يعرف محمد اشويكة القصة الافتراضية، وأين تكمن مكامن الاختلاف بينها
وبين القصة القصيرة؟
- تنحدر مصطلحات الترابط والافتراض والرقمنة بحقل مفاهيمي يرتبط بالشبكة
العنكبية حيث يشير الباحث گزاڨيي فرياس كوند "Xavier Frias Conde" إلى أن الأدب الافتراضي "La littérature virtuelle" يختلف عن الأدب التقليدي الذي يرتبط بالورق في حين أن الأدب الافتراضي
أو الرقمي يرتبط بالسند الإلكتروني (كتاب رقمي "e-book" أو قرص مضغوط أو مدونة أو موقع إلكتروني) وبالقارئ الإلكتروني (e-reader)، كما يقارن حجم الرواج
فيستنتج أن شيوع الأول محدود في حين أن ذيوع الثاني عالمي...
تتميز القصة الافتراضية بحجم النصوص التي تشكل رحمها
السردي، وقِصَرِ فقراتها التي تشبه الملفات الرقمية المضغوطة، والإمكانيات الكبيرة
للتحيين الفوري: إنها نصوص ديناميكية ومشاعة.
-9- أثارتني تجربتكم: "احتمالات"" و"محطات" فوقفت
عندها كثيرا بدءا بالعنوان الذي وسمته بالسيرة الافتراضية، ومرورا بعناصر القصة البنائية،
إلى أن وصلت إلى الجانب الفني والإبداعي الذي يتمثل بالأساس في توظيف الصورة، الخطاب
الإشهاري، الخطاب السينمائي، الموسيقى، الأمثال، الاستشراف، الاسترجاع، التاريخ، الخطاب
الفلسفي، الوصف.. هل يمكن للقصة أن تصير سيرة افتراضية بناء على تقنية النص المترابط؟
- لا أعرف مدى نجاحي في رصد السيرة الافتراضية للكائن الذي تَصَوَّرْتُه؟
ولكنني راهنتُ على الافتراض كتقنية (إبداع نص ترابطي يسبح بعيدا عني) وكذريعة تخييلية
(ابتكار عالم درامي تتقاطع فيه المصائر الممكنة لشخصيات قصصية لا تَمُتُّ إلى الواقع
بصلة).
ينطلق الافتراض من محو الأثر وتأصيله في آن واحد:
شخصيات موجودة ولكنها لا تمتلك تأثيرا ملحوظا على الحاضر...
تسعف القصة الترابطية في الهروب من الأقانيم والأنساق،
وتنزع نحو الرفض، والانتصار لفكرة الشك داخل الأدب لأننا لا نملك ناصية القول كما يتوهم
الكثير من الكُتَّاب. أسعى، ببساطة، إلى أن أسائل زمني من خلال العوالم الافتراضية
التي تتيحها التكنولوجيات الحالية عبر مختلف امتداداتها (السينما، الفن الرقمي، الغرافيزم،
التحريك، الإشهار...)، هاربا من الحبال التي تحاول أن تلفها حول عنقي في كل لحظة!
-10- ما هو، أستاذ، تقييمك لتجربتكم الرقمية "احتمالات" و"محطات"
في غياب نقد رقمي متخصص؟ ولماذا في نظركم يغيب هذا النقد؟
- رغم أن الجواب عن هذا السؤال تعرفينه كباحثة، فإنني أعتقد بأن تجربتي
في مجال القصة الترابطية قد تجاوزت كل توقعاتي من حيث التجاوب الذي لاقته على مستوى
التلقي، فالرسائل التي تصلني بخصوصها جعلتني أقتنع بضرورة الانخراط في تجديد طرائق
الإبداع القصصي رغم الوقت الكبير الذي تستهلكه مثل هذه المغامرات إبداعا وبرمجة.. لقد
راهنت من خلال تلك القصص على مخاطبة جمهور لا يصله الكِتَاب، أو ذاك الذي اعتاد إمساك
المَاوَسْ، أو أصبحت الشاشة جزءا لا يتجزأ من حياته، أو ابتعد بحكم التخصص عن قراءة
الأدب عموما.. وقد أظهرت النتائج التي زَكَّتْهَا أرقامُ عَدَّادَاتِ الولوجِ الإلكترونية،
ضرورةَ استثمار ما أحدثته الثورة الإلكترونية من تغيرات جذرية مَسَّت سوسيولوجيا القراءة
في عالمنا العربي.. وذلك ما يمكن أن ينتبه إليه النقد والنقاد من مؤشرات لتحليل التجارب
الرقمية العربية باعتبارها مَتْنًا يمكن الانطلاق منه لتأسيس نقد موضوعي متخصص.
-11- سؤال أخير، وأعتذر منكم على الإطالة، وربما هو سؤال يطرح عليكم كثيرا
في حواراتكم. أين محمد اشويكة من:
- الفلسفة: أجدني في دَوَّامَات إشكالاتها.. في خندق مُعَلِّمِيهَا.. ومن
كوكبة عشاقها.. تسعفني في فهم التناقضات الإنسانية...
- السينما: تقترح بعض الأفلام السينمائية الرصينة مُسَاءَلاتٍ عميقة لبعض
التناقضات البشرية الصارخة في عالمنا الراهن...
- القصة: أتمنى أن أعتصر عبرها ما استطعت من التناقضات المعاصرة...
مراكش: 04 يونيو 2012.
مقتطف من بحث رسالة الماستر:
"""المحكي القصصي الترابطي
- محطات- لمحمد اشويكة نموذجا
"""