-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

مذبحة شاحبة تحت ضباب مشرق (عشر قصائد) عزرا باوند

القصيدة الأولى- فتاة
دخلت الشجرة يدي،
صعد النسغ في ذراعيّ،
نمت شجرة في صدري
ألى أسفل،
الفروع تنبثق مني، كالأذرع.
شجرة أنت،   
طحلب أنت،
أنت بنفسجات يعلوها الريح.
طفلة – سامقة جدا – أنت،
و هذا كله في نظر العالم حماقة.
القصيدة الثانية – أبريل
ثلاثة أرواح أتت إليّ
وانتحت بي
إلى حيث أغصان الزيتون
كانت ملقاة على الأرض:
مذبحة شاحبة تحت ضباب مشرق.
القصيدة الثالثة – المولود
المولود الجديد على الارض والسماء
لم يكن أبدا حتى الآن
قد سأل نفسه
أو سألنا فيما إذا كانت البقرة
أرقى في ميزان العقل

من الناس مثلي ومثلك،
أو فيما إذا كانت البقرة تمتنع عن الطعام
إلى أن تجد عملاً تقوم به.
المولود الجديد على الارض والسماء ،
كما كتب تينيسون،**
يمضي ويمتص حلمة
مثل رجال اليوم العظماء في بريطانيا.
القصيدة الرابعة – قط أليف
لَكَم يريحني أن أكون بين النساء الجميلات
لماذا علينا أن نكذب دائما حيال مسائل كهذه؟
أكرر :
لَكَم يريحني أن أتحدث مع النساء الجميلات
مع أننا لا نقول شيئاً سوى الهراء،
مواء الهوائيات غير المرئية
محفّز ومبهج معاً.
القصيدة الخامسة – خلود
نحن نُغَنّي للحب والخمول،
لا شيء آخر يستحق التملك.
ومع أنني زرت بلداناً كثيرة،
لا شيء آخر يستحق أن نعيش من أجله.
وإنني أفضّل أن تكون حبيبتي لي،
مع أن أوراق الورد تموت حزناً،
على أن أقوم بأعمال مجيدة في دولة المجر
لأكون عند حسن ظن كل الرجال
القصيدة السادسة – التواليت الجميل
أزرق، الأزرق هو العشب حول النهر
وأشجار الصفصاف اكتظت بها الحديقة المجاورة.
وفي الداخل، السيدة، في عنفوان شبابها.
بيضاء ، بيضاء الوجه، تتردد، مجتازةً الباب.
نحيلة، تمد يداً نحيلة؛
وكانت مومساً في الأيام الخوالي،
وتزوجت من رجلٍ سكير،
يخرج مخموراً هذه الأيام
ويتركها وحيدة لأوقات طويلة.
القصيدة السابعة – الصورة
عينا هذه السيدة الميتة تتحدثان إليّ،
فقد كان هنا حب، ما كان لشيء أن يطغى عليه.
وهنا رغبة، ما كان لأحدٍ أن يقبلها قبلة الوداع.
عينا هذه السيدة الميتة تتحدثان إليّ.
القصيدة الثامنة – الفن عام 1910
زرنيخ أخضر يلطخ قطعة قماش بلون البيض،
فراولة مهروسة! هلمّوا نغذّي أعيننا.
القصيدة التاسعة – عباءة
انت تحتفظين بورقة وردتك
إلى أن ينتهي موسم الورود،
أوتحسبين ان الموت سوف يُقَبّلَك؟
أوتحسبين أن الدار السوداء
سوف تجد لك عاشقاً
مثلي؟ وهل ستفتقدك الورود الجديدة؟
فلتفضّلي عباءتي على عباءة التراب
التي تقبع تحتها السنة الماضية،
حريٌّ بك أن تفقدي ثقتك
بالزمن أكثر من عيني.
القصيدة العاشرة – تأمُّل
عندما أتفكر في العادات الغريبة للكلاب
أجدني مضطرا أن أستنتج
ان الانسان حيوان متفوق
عندما أتفكر في العادات الغريبة للإنسان
أعترف يا صديقي، الحيرة تتملكني.

مذبحة شاحبة تحت ضباب مشرق (عشر قصائد) عزرا باوند
* ولد عزرا باوند في مدينة هيلي بولاية ايداهو  في عام 1885. درس في جامعة ولاية بنسلفانيا لمدة سنتين ثم انتقل إلى كلية هاملتون ليحصل على شهادة جامعية في عام 1905. بعد التدريس في إحدى الكليات لمدة عامين، سافر إلى إاسبانيا وايطاليا ولندن ، حيث بدأ اهتمامه بالشعر الياباني والصيني. تزوج من دوروثي شكسبير في لندن عام 1914 وعمل محرراً في إحدى المجلات عام 1917. في عام 1924 ، انتقل الى ايطاليا ، وخلال هذه الفترة من المنفى الاختياري انخرط باوند في السياسة الفاشية ، ولم يعد الى الولايات المتحدة حتى عام 1945، حيث ألقي القبض عليه بتهمة الخيانة لبثه الدعاية الفاشية الموجهة إلى الولايات المتحدة من خلال الإذاعة أثناء الحرب العالمية الثانية. في عام 1946 ، تمت تبرئته، لكنه اعتبر مختلاً عقلياً وأدخل إلى المستشفى. إلّا أن ذلك لم يحل دون فوزه  بجائزة أدبية قيمة عام 1948، وذلك اعترافاً بإنجازاته الشعرية. في عام 1958، وبتدخل من عدد من الكتاب الأمريكيين، سمح له بمغادرة المستشفى حيث سافر إلى إيطاليا واستقر في مدينة البندقية. توفي في عام 1972.
تختلف الآراء حول شعر باوند، لكن النقاد عموماً يتفقون على قدراته كشاعر غنائي خصوصاً في قصائده المبكرة، ويشير الدارسون إلى الحداثة في شعره، كما يشيرون إلى تأثره بالشعراء المغنين (Troubadours) في القرون الوسطى وبالشعر الصيني القديم والشعر العاصر.
ارتبط اسم باوند بالمدرسة الشعرية “التصويرية” التي عارض من خلالها التراث الفكتوري. فالتصويرية كانت بمثابة ردة فعل للتجريد والتعميم. إذ أراد باوند لشعره أن يقدم تمثيلاً موضوعياً للأشياء بعيداً عن الرومانسية والرمزية. وقد تميزت القصائد التصويرية بقصرها، لذا لم تكن صالحة لشعر الملاحم، الأمر الذي حدا به فيما بعد إلى الاتجاه إلى أسلوب آخر  أكثر ديناميكية في تركيبه، هو “الدوامة (Vortex)، الذي استخدمه في كتابة ما أسماه “الأغاني (The Cantos). والأغاني لون من الكتابة خرق به باوند الحدود المعروفة للأشكال الأدبية التعارف عليها. وقد اختلط فيها الهجاء باليوميات والأناشيد والمراثي والمقالات والمذكرات وسواها.
إلى جانب أعماله الشعرية، ترجم باوند العديد من الأعمال الشعرية من اللغة الصينية إلى الإنجليزية، وساهم في تقديم الدراما والشعر الكلاسيكي الياباني إلى الغرب.  كما ترجم الأعمال الكلاسيكية الإغريقية واللاتينية والأنجلوسكسونية ونجح في جذب الاهتمام بها في وقت ابتعد فيه التعليم عن الاهتمام با لكلاسيكيات الأدبية.
في عام 1970 أصدر الناقد الأدبي الكندي كِنَر كتاباً بعنوان “عزرا باوند” قال فيه إن باوند يعتبر أكبر الشعراء تأثيراً في القرن العشرين. لكن باوند ظل مثاراً للجدل أكثر من أي شاعر آخر. ويعود ذلك إلى اتهامه بالخيانة من حهة، وبمعاداة السامية أو اليهود من ناحية أخرى.
** ألفرد تينيسون(1809-1892) شاعر انجليزي.

الترجمة والهوامش بقلم: نزار سرطاوي شاعر ومترجم من الاردن | المسيرة الالكتروني

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا