مهرجان تاصميت للسينما والنقد ببني ملال .. لماذا ؟
في خريطة مهرجانات تنوعت تيماتها وتلاوينها عبر ربوع الوطن ، تتوزع بين الدولي والوطني أو الجهوي ، يكون لزاما على المهرجانات الناشئة أن تأتي بتصور أصيل يشكل إضافة نوعية لما هو موجود ولا يكون نسخة مطابقة لتظاهرة أخرى او نسجا على منوالها .
فبعد نجاح النسخة الأولى من مهرجان السينما ببني ملال ، المنظم من طرف جمعية ثقافات وفنون الجبال تحت إشراف ولاية تادلة أزيلال ، و الذي احتفى السنة الماضية بالفضاء والتعدد الثقافي بعلاقته مع السينما مبرزا جزء ا مما تزخر به المدينة والجهة من إمكانيات طبيعية وبشرية مهمة يمكنها أن تجذب الإنتاج السينمائي الوطني وحتى الدولي، بدأ التفكير في طابع خاص للدورة الثانية يضمن الإستمرارية للمهرجان ويفتح أفقا جديدا للإشتغال في السينما وحول السينما.
فبعد نجاح النسخة الأولى من مهرجان السينما ببني ملال ، المنظم من طرف جمعية ثقافات وفنون الجبال تحت إشراف ولاية تادلة أزيلال ، و الذي احتفى السنة الماضية بالفضاء والتعدد الثقافي بعلاقته مع السينما مبرزا جزء ا مما تزخر به المدينة والجهة من إمكانيات طبيعية وبشرية مهمة يمكنها أن تجذب الإنتاج السينمائي الوطني وحتى الدولي، بدأ التفكير في طابع خاص للدورة الثانية يضمن الإستمرارية للمهرجان ويفتح أفقا جديدا للإشتغال في السينما وحول السينما.
ونظرا لما للنقد كلغة فوقية تفكك الإبداع وتبرز مكامن الجمال والخلل فيه ، تم التفكير في الإحتفاء بالسينما مناصفة مع النقد وخلق تقليد جديد في التظاهرات السينمائية يتبارى فيه الابداع المصور مع المكتوب بجوائز مخصصة للمقال النقدي على غرار جوائز السينما تمنحها لجنة تحكيم خاصة لأحسن المقالات التي تم تحريرها في الورشات التكوينية التي يؤطرها نقاد أكاديميون دوو خبرة في المجال خلال المهرجان ، وتكون بني ملال بذلك قبلة للسينمائيين والنقاد كل سنة لعرض جديد الأفلام والتداول حولها إعلاء من شأن الثقافة المصورة والمكتوبة مع تسليط الضوء كل مرة على التجربة الإبداعية لمخرج مغربي أو مخرجة مغربية.
مهرجان حول السينما والنقد .. لماذا ؟
لا شك أن السؤال يطرح نفسه بحدة لأن كل اختيار هو تحيز ، والجمعية بتحيزها للنقد مناصفة مع السينما ترمي إلى ما يلي :
أولا ، المساهمة في تكوين جيل جديد من النقاد السينمائيين الشباب .
ثانيا ، رد الإعتبار للنقاد لكونهم فاعلين أساسيين في النهوض بالإبداع السينمائي وغيره .
ثالثا ، ربط الجسور بين الجيل الرائد والأجيال الناهضة في النقد السينمائي .
رابعا ، خلق مسابقة سنوية للنقد السينمائي وجوائز على غرار مسابقة الأفلام .
خامسا ، إعطاء المهرجان بصمة خاصة تميزه عن كل التظاهرات الموجودة.
أولا ، المساهمة في تكوين جيل جديد من النقاد السينمائيين الشباب .
ثانيا ، رد الإعتبار للنقاد لكونهم فاعلين أساسيين في النهوض بالإبداع السينمائي وغيره .
ثالثا ، ربط الجسور بين الجيل الرائد والأجيال الناهضة في النقد السينمائي .
رابعا ، خلق مسابقة سنوية للنقد السينمائي وجوائز على غرار مسابقة الأفلام .
خامسا ، إعطاء المهرجان بصمة خاصة تميزه عن كل التظاهرات الموجودة.
ونظرا لما للثقافة ، كرأس مال لامادي ، من أهمية في مآل الفرد والجماعة ، اخترنا للدورة الثانية سنة 2015 شعار "لا تنمية بدون ثقافة" ليكون بذلك الرهان الثقافي واحدا من أهم الرهانات التي تحكم الإشتغال في جمعية ثقافات وفنون الجبال ، وذلك لأن سؤال الفن و الثقافة ليس ترفا فكريا بقدر ما هو مؤشر حقيقي لقياس مستوى التطور أو التقهقر في المجتمع.
كما اخترنا للدورة الثالثة ، من 27 إلى 30 أبريل 2016 ، شعار " السينما ورهانات التنمية الجهوية " ليكون بذلك الرهان التنموي حاضرا ضمن أهم الرهانات التي نشتغل عليها .
مديرة المهرجان : أمينة الصيباري
تكريم بتطوان للممثلة أمال عيوش
تميز حفل اختتام الدورة 22 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط ، مساء السبت ثاني أبريل الجاري ، بثلاث تكريمات أولها تكريم الممثلة المغربية المتألقة أمال عيوش .
وقد ألقى المخرج السينمائي والتلفزيوني والمبدع الموسيقي كمال كمال في حق هذه الفنانة المثقفة شهادة عميقة وجد معبرة ، نابعة من قلب فنان مثقف ، نعممها كنوع من الإحتفاء بهما معا .
شهادة كمال في أمال :
1، أمال عيوش أو السيدة الجميلة .. الفنانة المثقفة الراقية .. التي لا يختلف إثنان على مدى إلتزامها الغير مشروط بقضية الفن والثقافة في بلادنا .. السيدة التي ظلت مدى حياتها .. تحارب .. من خلال المسرح والسينما .. كل أنواع الطابوهات ، وكل أنواع التخلف الفكري .
أمال عيوش .. يدرك جيدا كل من اقترب منها .. تقنيا .. ممثلا .. أو مخرجا كان .. مدى احترامها لمهنتها ومدى عطائها كيفما كانت الظروف .. وكل ما يمكن أن نقوله عنها .. لن يوفيها أبدا حقها ، لأن معانات الممثلة في بلادنا من أجل العطاء الفني .. لايمكن أن يعيها أو يحسها إلا من انكوى بلوعة نارها .
2، ولأزيد من خمس وعشرين سنة .. اشتغلت فيها مع أهم المخرجين المغاربة .. ظلت تتمسك برقيها الفكري وبحسها الفني العميق وخصوصا بأداء رسالتها الفنية التي تعي كل الوعي ماهيتها وتكافح بكل كيانها لإيصالها بكل أمانة إلى أصحابها .
كان لي شرف إدارتها في بعض أعمالي فاكتشفت رصانة الفنانة وشاعريتها وعمق أحاسيسها وانصياعها الصارم فيما يخص أخلاقيات المهنة وصبرها الدؤوب على نفسها وعلى جسدها حتى توصل لجمهورها ما ينتظره منها .
3، ينظر كل واحد إلى أمال عيوش كيفما يشاء .. أما أنا فأرى فيها واحدة من حارسات معبد الفنون والثقافة المحترمات .. واحدة من أهم وأجمل من أسعدت بالإشتغال معهن .
فشكرا لك سيدتي الجميلة على كفاحك من أجل الثقافة والفن ، وشكرا لك على كل المحبة التي تكنينها لي ولأهل الفن عموما ، في وقت يحاول فيه البعض أن يكنس أصوات الشعراء والمفكرين .
ندوة " السينما والتنمية الجهوية " ببني ملال
تنظم في إطار أنشطة الدورة الثالثة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد ، من 27 إلى 30 أبريل الجاري ببني ملال ، ندوة فكرية حول موضوع " السينما والتنمية الجهوية " يشارك فيها ثلة من النقاد والباحثين.
فيما يلي الأرضية التي أعدتها إدارة المهرجان لهذه الندوة :
ليست السينما جنسا إبداعيا فحسب، إنها أيضا صناعة ضخمة تتظافر ضمنها جهود قطاعات عدة لإخراج عمل سينمائي الى الوجود. إنها، من هذه الزاوية، سلسلة إنتاج صناعي متكامل يبتدئ مع الفكرة والسيناريو لينتهي مع مرحلة التوزيع والمشاهدة، وبين هذين القطبين حلقات من الديكور والبناء والملابس والتصوير والمونتاج والتدبير والنقل والإقامة وغير ذلك.مما يجعل الفيلم السينمائي أقرب الى دورة حياة متكاملة.
إن الجانب الإنتاجي للفيلم السينمائي هو الذي جعلنا نطرح إشكالية الإنتاج السينمائي في علاقته بالتنمية المحلية،ذلك أن المغرب يستقطب عددا مهما من الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية الأجنبية،التي ترصد لها ميزانيات ضخمة أحيانا. تنضاف إليها الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية والوصلات الإشهارية الوطنية .
و هذا الاستثمار المالي في إنتاج الأعمال السينمائية والسمعية البصرية غالبا ما تكون له آثار شتى على مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصناعية وغيرها.
من هنا نقول إن سؤال السينما والتنمية الجهوية له مشروعية الطرح والتداول من خلال عدة مداخل للنقاش والمقاربة والتحليل نذكر منها ما يلي :
- كيف يمكن للسينما ان تؤسس لفعل إبداعي؛ مشاهدة ونقاشا وكتابة وإخراجا ؟
- ما الوظائف التي يمكن أن تحققها السينما وهي تلج عالم التربية عبر بوابة المؤسسات التعليمية ؟
- كيف يمكن للسينما ان تبني طاقات مؤهلة لولوج عالم الإبداع والإنتاج السينمائيين عبر تكوين متخصص جهويا(على المستويين الأكاديمي والمهني)،كما الحال في جهة درعة تافيلالت ،وورزازات على وجه التحديد ؟
- ما دور المهرجانات والملتقيات والتظاهرات السينمائية في التأسيس للفعل التنموي الجهوي جماليا وثقافيا وسياحيا واقتصاديا واجتماعيا ؟
- كيف يمكن للفعل السينمائي أن يتحول الى ضرورة ؟
- ما أثر الإنتاجات السينمائية الوطنية والدولية على المستويين الإجتماعي والإقتصادي لبعض الجهات في المغرب ؟
- ما طبيعة المداخل القانونية الكفيلة بتطوير مجال الإنتاج السينمائي بالمغرب حتى يساهم بفعالية في التنمية الجهوية ؟
- هل يمكن تأهيل جهة بني ملال تادلة من أجل استقطاب الإنتاجات السينمائية وطنيا ودوليا ؟
تلك بعض من أسئلة إشكالية السينما والتنمية الجهوية ، غير أن البناء الحقيقي لفعل تنموي عبر السينما لن يتم إلا ضمن رؤية استراتيجية تستحضر مختلف الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفنية والسياسية وغيرها، وخلف كل ذلك إرادة سياسية واضحة ترى في السينما دعامة من دعامات التنمية وموردا رئيسا للعملة الصعبة وجلب الإستثمار على الصعيدين الوطني والدولي.